يبدو أن إثيوبيا تسرعت في الإعلان عن الانتهاء من بناء سد النهضة وأنه جاهز 100%، فحتى يومنا هذا مازال غير قادر على العمل بالنسبة التي ذكرها أبي أحمد، حيث انتشرت صور فضائية تكشف تعثر سد النهضة واستمرار أزماته.
سد النهضة يصبح كابوسا لإثيوبيا
كشفت صور فضائية حديثة، عن استمرار تعثر مشروع سد النهضة الإثيوبي، حيث أظهرت توقف التوربينات الأربعة عن العمل واستمرار تدفق المياه من بوابتين فقط من بوابات المفيض العلوي الست. وبحسب تقديرات الخبراء، يتم تصريف حوالي 100 مليون متر مكعب يوميًا، مع توقع انخفاض هذه الكمية إلى 55 مليون متر مكعب يوميًا بنهاية نوفمبر.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن استمرار توقف التوربينات يثبت أن السد لم يكتمل عمليًا، متسائلًا عن فوائد السد التي وعد بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد فيما يتعلق بالكهرباء والزراعة.
وأشار إلى وجود 60 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة السد حاليًا، منها 19 مليار متر مكعب نتيجة التخزين الخامس، إلا أن هذه الكميات لم تُستخدم حتى الآن لتوليد الكهرباء أو توسيع الرقعة الزراعية.
السد لا يزال يمثل أزمة كبيرة بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، في ظل استمرار أديس أبابا في تجاهل مطالب دولتي المصب فيما يخص قواعد الملء والتشغيل، ورفضها التوقيع على اتفاق قانوني ملزم.
اقرأ أيضًا: سد جوليوس نيريري بتنزانيا.. هل سيكون مفتاح الخروج من أزمة سد النهضة؟
وكانت مصر قد أكدت سابقًا أنها تحتفظ بحقها في حماية مصالحها المائية بعد فشل مسار المفاوضات الذي أطلق العام الماضي.
سد النهضة الإثيوبي وآخر تطوراته
يُعد سد النهضة، المشروع الأكبر على نهر النيل الأزرق في إثيوبيا، لا يزال يمثل مصدرًا للتوتر الإقليمي، خاصة بين إثيوبيا ودولتي المصب، مصر والسودان.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة أن السد لم يكتمل بعد، حيث ما زالت المياه تُفرغ من بوابتين علويتين فقط. توقف التوربينات الأربعة عن العمل يعكس التحديات الفنية التي تواجه إثيوبيا، مما يثير تساؤلات حول تحقيق أهداف المشروع من إنتاج الكهرباء والزراعة.
ويرى خبراء أن منسوب المياه المخزنة يبلغ حاليًا في بحيرة السد حوالي 60 مليار متر مكعب، منها 19 مليارًا من التخزين الخامس، الذي أُنجز خلال يوليو وسبتمبر 2024.
ومع ذلك، فإن الفوائد الاقتصادية المتوقعة، مثل توليد الكهرباء وزراعة مساحات جديدة، لم تتحقق بعد.
وتضاف التحديات التقنية والاقتصادية إلى الأزمة السياسية، إذ لا تزال المفاوضات متعثرة مع رفض إثيوبيا توقيع اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد الملء والتشغيل.
وتشير التقارير إلى استمرار إثيوبيا في عمليات رفع الممر الأوسط للسد مع تصريف حوالي 100 مليون متر مكعب يوميًا من المياه. ومع توقعات بانخفاض هذه الكمية بنهاية الشهر الجاري، يبقى الضغط على دولتي المصب للحصول على ضمانات حول التدفق المائي. في الوقت نفسه، أكدت مصر رفضها للمفاوضات بصيغتها الحالية وحقها في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها المائية.
يذكر أن، إثيوبيا تعتقد بأن سد النهضة، يمثل ركيزة طموحات البلاد التنموية، أصبح تحديًا مركبًا يخلط بين الأبعاد الفنية والاقتصادية والسياسية، ويزيد من تعقيد العلاقات الإقليمية.