تتعالى صرخة اليأس والحزن في قلوب الآلاف من كبار السن الذين يحلمون بزيارة بيت الله الحرام خلال موسم الحج، إنهم يديرون ظهورهم ويوفرون كل ما لديهم من أموال لتحقيق هذا الحلم الذي عاشوا ورغبوا فيه طوال حياتهم، ولكن ماذا عن تلك الشركات الجشعة والسماسرة الذين يستغلون ضعاف النفوس ويدفعونهم للتعاون معهم في تدمير حياتهم؟
وقال أيمن عبد اللطيف، عضو غرفة شركات السياحة، في تصريحات خاصة لـ”الحرية”، إن هذه الممارسات الجشعة أدت إلى إزهاق العديد من أرواح المعتمرين الذين يعتبرون شهداء عند الله، لقد دفعوا ثمنا باهظا لهذا الخداع والاحتيال الذي أصاب حياتهم، والسؤال المطروح هو: هل يمكننا الاستمرار في تجاهل هذه المأساة وغض الطرف عن الممارسات التي تقتل الأبرياء؟
وألقى أيمن عبد اللطيف، مسؤولية الموافقات على التأشيرة على الأفراد والشركات الوهمية التي تقدم هذه الخدمات بشكل غير قانوني، وهذا يعني أنه من واجبنا التحرك الآن لوقف هذه الانتهاكات ومعاقبة المتورطين فيها، ويؤكد عبد اللطيف أن هناك تعليمات واضحة لعودة حاملي تأشيرة الزيارة قبل موسم الحج، كما ورد في البوابة الإلكترونية.
وأضاف أنه يجب إتخاذ موقف ضد هذه الممارسات غير الأخلاقية التي لا تسلب الحجاج أموالهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس فحسب، بل تعرض حياتهم أيضًا للخطر، ولا يمكن إهمال هذه القضية بعد الآن، ومن مسؤوليتنا رفع الوعي ومنع تكرار هذه المآسي.
وقد طالب أيمن عبد اللطيف بالتدخل الفوري لوقف هذه التجاوزات ومعاقبة المتورطين وإعادة الحق لأصحابه، وبتشديد العقوبات على تلك الشركات، خاصة أن بعضها تجاوز الـ 1000 باركود، ما يعكس الفوضى والإهمال الذي يطال حياة الكثيرين.
تحرك من الحكومة بسبب عدد الوفيات
فقد أعلن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، عن تشكيل خلية عمل لمتابعة وإدارة أزمة وفاة الحجاج المصريين، وذلك بناء على تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية.
وإن هذا الإجراء يؤكد على حرص الحكومة المصرية على حفظ حقوق مواطنيها وتوفير أعلى مستويات الرعاية لهم، وهذا ما يعكس روح الحب والترحيب التي تتمتع بها مصر وشعبها تجاه الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم.
ويأتي تشكيل خلية الأزمة في إطار توجيهات الرئيس السيسى، الذي وجه بتقديم الدعم والمساندة لأسر المتوفين ودراسة أسباب الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.
كما سيتم فتح تحقيق مع أي شركة رتبت سفر هؤلاء الحجاج المتوفين، واتخاذ قرارات حاسمة وتوقيع أشد العقوبات على كل من تسبب في هذا السفر غير النظامي واثار هذه المأساة.
ويؤكد رئيس الوزراء على أهمية التنسيق والتواصل المستمر مع الجانب السعودي لتسهيل استلام جثامين المتوفين والحصر الدقيق للضحايا والمفقودين.
كما يتم متابعة البعثة الرسمية ورعايتها الصحية على أعلى مستوى، وتوفير الدعم الطبي واللوجستي لجميع المصريين بغض النظر عن كونهم ضمن البعثة الرسمية أو لا، ولذا فإن الحكومة المصرية تؤكد على تعاقب كل من تسبب في عدم توفير الخدمات اللوجيستية اللازمة للحجاج غير النظاميين.
كما تتبع الحكومة المصرية مساراً دقيقاً للحصول على بيانات المواطنين المصريين المتواجدين في المستشفيات والتأكيد على سلامتهم، وتوفير الدعم اللازم لهم ولعائلاتهم.
وتؤكد على أهمية التعامل بحساسية ومهنية مع الحالات المختلفة، والحرص على تلبية احتياجات المصريين في الخارج، كما تعمل على تبسيط الإجراءات اللازمة لتسهيل عملية نقل جثامين المتوفين.