أصدر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بيانًا دعا فيه الهند وباكستان إلى وقف التصعيد العسكري الأخير بين البلدين، والتحلي بالحكمة وتغليب لغة الحوار.
وقال شيخ الأزهر، في تدوينة عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، مساء الأربعاء: “أدعو الجارتين الهند وباكستان إلى التحلي بالحكمة، وتفضيل لغة الحوار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف التصعيد، وعدم استخدام الموارد الطبيعية المشتركة بين الدول كأداة لتأجيج الصراعات والتعصب”.
اقرأ أيضًا: تقنيات إسرائيلية في الحرب الهندية الباكستانية.. ماذا نعرف عن إمكانيات المسيرة “هاروب”
وأضاف: “ونهيب بسرعة العودة إلى طاولة المفاوضات، فالعالم اليوم لا يحتمل مزيدًا من الحروب والصراعات”.
تصاعد الأعمال العسكرية بين الهند وباكستان
وتأتي تصريحات شيخ الأزهر في أعقاب تصاعد حاد في التوتر بين الهند وباكستان، عقب الهجوم الذي وقع في 22 أبريل الماضي في منطقة باهالجام، الخاضعة لسيطرة نيودلهي بإقليم كشمير، وأسفر عن مقتل 26 سائحًا. واتهمت الهند باكستان بالضلوع في الهجوم، ما دفعها إلى تنفيذ غارات جوية داخل الأراضي الباكستانية.
وأطلقت الهند على تلك الغارات اسم “عملية سيندور”، والتي استهدفت تسع قواعد عسكرية ومسلحة داخل باكستان وفي مناطق من كشمير، في واحدة من أعنف موجات التصعيد بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.
وردّت إسلام آباد بقصف مدفعي على مناطق خاضعة للسيطرة الهندية داخل كشمير، ما أسفر عن مقتل 36 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين من الجانبين.
ويعيد هذا التصعيد ملف كشمير إلى واجهة الاهتمام الدولي، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع، خاصة مع تعقّد الوضع بدخول أطراف إقليمية مثل الصين على خط التوتر، وتحول كشمير إلى نقطة تماس بين ثلاث قوى نووية في آسيا.
وتتداخل في ملف كشمير أبعاد دينية وقومية واستراتيجية، إلى جانب صراعات حول الموارد الحيوية وشبكات الطرق والمياه العابرة للحدود، مما يضاعف من صعوبة التوصل إلى تسوية مستدامة بين الجارتين.