كشف مسؤولون أمريكيون لشبكة “سي إن إن” عن صدمة في البنتاجون نتيجة خسارة مؤلمة للولايات المتحدة في حملتها العسكرية ضد جماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمن. فخلال شهر واحد فقط من بدء العملية الواسعة النطاق، نجح الحوثيون في إسقاط ما لا يقل عن سبع طائرات أمريكية مسيرة تقدر قيمتها بملايين الدولارات. هذه الخسائر تعيق بشكل كبير قدرة واشنطن على الانتقال إلى المرحلة الثانية من عمليتها التي كانت تهدف إلى استهداف قادة الحوثيين بشكل مباشر.
الحوثيون يحبطون التفوق الجوي الأمريكي ويحسنون قدراتهم الدفاعية
أعرب مسؤولون أمريكيون عن دهشتهم وقلقهم المتزايد إزاء القدرات العسكرية المتنامية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن، وخاصة قدرتهم على استهداف الطائرات المسيرة الأمريكية المتطورة من طراز “MQ9 Reaper”. وتأتي هذه التصريحات في ظل تزايد وتيرة إسقاط هذه الطائرات المسيرة باهظة الثمن في الأجواء اليمنية.
صدمة في واشنطن من تطور القدرات الدفاعية للحوثيين
كشفت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة كانت تراهن على تحقيق تفوق جوي كامل فوق اليمن خلال فترة زمنية لا تتجاوز 30 يومًا. وكان الهدف من ذلك هو إضعاف الدفاعات الجوية التابعة لجماعة الحوثيين بشكل كبير، مما يمهد الطريق لبدء مرحلة جديدة من العمليات ترتكز بشكل أساسي على الاستخبارات والمراقبة الدقيقة لتحركات كبار قادة الجماعة.
خطة أمريكية طموحة لـ “مرحلة الاغتيالات” تواجه تعقيدات
وبحسب المسؤولين، كانت الخطة الأمريكية تتضمن استخدام المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها عبر الطائرات المسيرة وغيرها من وسائل المراقبة لتحديد مواقع كبار قادة الحوثيين بهدف اغتيالهم. إلا أن القدرة المفاجئة للحوثيين على إسقاط طائرات “MQ9 Reaper” المتقدمة تقنيًا قد عرقلت هذه الخطط وأثارت تساؤلات جدية حول فعالية الاستراتيجية الأمريكية الحالية.
تحديات متزايدة تواجه التفوق الجوي الأمريكي في اليمن
ويشير محللون عسكريون إلى أن تزايد قدرة الحوثيين على استهداف الطائرات المسيرة الأمريكية يشكل تحديًا كبيرًا للتفوق الجوي الذي كانت تتمتع به الولايات المتحدة في المنطقة. ويثير هذا التطور مخاوف بشأن قدرة واشنطن على تنفيذ عمليات الاستطلاع والمراقبة المستمرة التي تعتبر حيوية لجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ أي عمليات مستقبلية.
تداعيات محتملة على الاستراتيجية الأمريكية في اليمن والمنطقة
من المرجح أن يدفع هذا التطور الإدارة الأمريكية إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في اليمن والمنطقة بشكل عام. وقد تتضمن الخيارات المتاحة تعزيز الدعم الدفاعي للحلفاء الإقليميين، أو البحث عن سبل جديدة لتعطيل القدرات الدفاعية للحوثيين، أو حتى تبني مقاربة دبلوماسية أكثر نشاطًا لإنهاء الصراع اليمني.
يبقى أن نرى كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع هذه التحديات المتزايدة وقدرة الحوثيين المفاجئة على استهداف أصولها الجوية المتقدمة، وما إذا كانت سترتد هذه التطورات سلبًا على خططها لتحقيق أهدافها في اليمن. وجاء إسقاط طائرات “MQ9 Reaper” بشكل متكرر أفشل هذه الخطة، حيث تعتبر هذه الطائرات هي الأنسب لتنفيذ مهام الاستطلاع والمراقبة المستمرة. وأكد المسؤولون أن “أداء الحوثيين في استهداف هذه الطائرات المسيّرة يتحسن” بشكل ملحوظ.
الاعتماد الأمريكي على المراقبة الجوية يواجه صعوبات متزايدة
نظرًا لعدم وجود قوات برية أمريكية في اليمن، تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على المراقبة الجوية، التي تتم معظمها عبر طائرات “MQ9 Reaper”، لتقييم الأضرار الناجمة عن ضرباتها وتتبع تحركات الحوثيين. إلا أن تراجع أعداد هذه الطائرات العاملة بسبب عمليات الإسقاط يضعف بشكل كبير قدرة واشنطن على جمع المعلومات الاستخباراتية وتقييم فعالية حملتها العسكرية.
الضربات الأمريكية تحقق “ارتباكًا” ولكنها لا تعوض خسائر الطائرات المسيرة
أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن الولايات المتحدة نفذت أكثر من 300 غارة جوية على أكثر من 700 هدف تابع للحوثيين منذ بدء الحملة في 15 مارس. وأوضحوا أن هذه الضربات أجبرت الحوثيين على الاختباء لفترات أطول وأحدثت “حالة من الارتباك والفوضى” في صفوفهم. ومع ذلك، فإن الخسارة المستمرة للطائرات بدون طيار تجعل من الصعب على الولايات المتحدة تحديد مدى تدهور مخزونات أسلحة الحوثيين بدقة وتقييم الأثر الفعلي لضرباتها.
تصاعد التهديدات الحوثية يشمل صواريخ وطائرات مسيرة تستهدف القوات الأمريكية وإسرائيل
كشف المسؤولون الأمريكيون عن حجم التهديدات التي يطلقها الحوثيون، مشيرين إلى أن الجماعة أطلقت خلال الأسابيع الستة الماضية 77 طائرة بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه، و30 صاروخ كروز، و24 صاروخًا باليستيًا متوسط المدى، و23 صاروخًا أرض-جو. ووجهت هذه الهجمات إما نحو القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة، أو في البحر الأحمر، أو حتى تجاه إسرائيل، مما يسلط الضوء على التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة.