الاعتداء على مدير عيادة بمدينة نصر يثير غضب الأوساط الطبية والمجتمعية، وسط مطالب بتشديد العقوبات لحماية الأطقم الطبية أثناء تأدية عملهم، ففي واقعة جديدة تعكس كثرة الاعتداءات على الفرق الطبية في مصر، تعرض مدير عيادة النصر بحلوان للاعتداء أثناء أداء عمله، مما أثار موجة من الغضب داخل الأوساط الطبية والمجتمعية، وسط مطالب بضرورة تشديد العقوبات لحماية الأطقم الطبية أثناء تأدية واجبهم الإنساني.
تفاصيل الواقعة وحالة الطبيب
أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، متابعته الدقيقة لحادث الاعتداء، مشددًا على أن مثل هذه الحوادث لن تمر دون محاسبة، حيث شدد على أن الاعتداء على الفرق الطبية مرفوض تمامًا.
وأوضحت وزارة الصحة أن الطبيب المصاب حالته مستقرة، حيث تعرض لإصابة استدعت تدخلاً طبيًا محدودًا، مشيرة إلى أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تلقيه الرعاية الصحية الكاملة.
تحركات قانونية وتحرير محضر رسمي
وفي إطار التصعيد ضد الجناة، تم تحرير محضر رسمي بقسم شرطة أول حلوان بشأن واقعة الاعتداء، وأكدت وزارة الصحة التزامها باتخاذ كل الإجراءات القانونية لضمان عدم إفلات المعتدين من العقاب، مؤكدة على التزامها بحماية أفراد المنظومة الطبية وتوفير بيئة عمل آمنة لهم.
اقرأ أيضًا: وزير الصحة يتابع واقعة الاعتداء على مدير عيادة النصر بحلوان ويؤكد: “لا تسامح مع الاعتداء على الفرق الطبية”
العقوبات القانونية للمعتدين على الأطباء
وعن العقوبات المنتظرة في مثل هذه الوقائع، قال المحامي هيثم عباس، في تصريحات خاصة لـ«الحرية»، إن الاعتداء على موظف عام أثناء تأدية وظيفته يعاقب عليه وفقًا للمادة 133 من قانون العقوبات، والتي تنص على الحبس لمدة لا تزيد على ستة أشهر.
وأوضح أن قانون المسؤولية الطبية المنتظر شدد من عقوبة التعدي على مقدمي الخدمة الطبية، حيث ينص على الحبس لمدة سنة أو غرامة لا تزيد على خمسين ألف جنيه، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو حماية الفرق الطبية من الاعتداءات المتكررة.
أزمة تكرار الاعتداءات على الأطباء
لم تكن واقعة الاعتداء على مدير عيادة النصر بحلوان الأولى من نوعها، فقد تكررت حوادث الاعتداء على الأطباء في المستشفيات بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية.
ففي يوليو الماضي، تعرض طبيب في محافظة سوهاج للطعن بسلاح أبيض من قبل مرافقين لأحد المرضى، بينما شهد شهر أغسطس واقعة أخرى، حيث اشتبك الفنان محمد فؤاد مع طبيب بمستشفى عين شمس التخصصي أثناء مرافقته لشقيقه، وهي واقعة لا تزال منظورة أمام جهات التحقيق بعد رفض الطبيب والمستشفى التصالح.
مطالب برلمانية بتشديد العقوبات
في ظل تزايد هذه الحوادث، تقدمت النائبة إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، لمناقشة تكرار وقائع الاعتداء على الأطقم الطبية دون وجود ردع حقيقي.
وأكدت أن هناك حاجة ماسة لآليات جديدة تضمن التخفيف من الضغط على أقسام الطوارئ والاستقبال بالمستشفيات، للحد من التوتر الذي قد يؤدي إلى وقوع مثل هذه الاعتداءات.
هل يكفي القانون لحماية الأطباء؟
على الرغم من التحركات القانونية والتشريعية، لا يزال كثير من الأطباء يشعرون بعدم الأمان أثناء أداء عملهم، مطالبين بتفعيل القوانين الحالية وتشديد العقوبات، فضلًا عن ضرورة وجود حملات توعوية لزيادة الوعي بأهمية احترام دور الأطباء في المجتمع.
اقرأ المزيد: المركز المصري للحق في الدواء: قانون المسؤولية الطبية خطوة متقدمة تحتاج لتعديلات مستقبلية