أكد الخبير الاقتصادي أبو بكر الديب، أن الصين شهدت نمواً اقتصادياً مذهلاً في العقد الأخير، مما جعلها تتصدر الصادرات العالمية في العديد من المناطق مثل آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ما شكل تحدياً كبيراً للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضاف «الديب»، في تصريح خاص لـ«الحرية»، أن الصين التي أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم في 2010، وأكبر مصدر للسلع في 2020، تسعى لفرض نفسها كقوة اقتصادية عظمى.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الصعود الاقتصادي والتكنولوجي للصين قد أعاد رسم موازين القوى العالمية، ما دفع واشنطن إلى إشعال الحرب التجارية من خلال فرض الرسوم الجمركية.
وتابع: «إن الصين تمتلك عدة أوراق قوة، مثل الفائض التجاري الكبير الذي بلغ نحو تريليون دولار في 2024، ما يمكنها من الرد على الإجراءات الأمريكية عبر ضوابط التصدير والعقوبات على الشركات الأمريكية، بالإضافة إلى خفض قيمة العملة الصينية. وأشار إلى أن هذه الخيارات تجعل الصين في وضع قوي لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية».
ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المطلب، في تصريح خاص لـ«الحرية»، إن قرار الصين بفرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة يزيد من حدة الحرب التجارية ويؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل عام.
وأوضح «عبد المطلب»، أن هذا القرار سيؤدي إلى رد فعل مماثلة من الولايات المتحدة، مما سيشجع شركاء أمريكا التجاريين مثل الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك على فرض رسوم مماثلة.
وتابع: «هذه الحرب التجارية تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، مشيراً إلى الانخفاض الكبير في أسعار النفط والهبوط الحاد في البورصات العالمية».
وتوقع الخبير الاقتصادي، أن هذا النزاع سيؤثر على التجارة الدولية بنسبة تتراوح بين 2% إلى 5%، ما قد يؤدي إلى إغلاق عدد من المصانع وإفلاس بعض الشركات الصغيرة، مثل مصانع السيارات التي تشارك فيها الصين والولايات المتحدة وألمانيا وكوريا.
وأضاف «عبد المطلب»، أن الاقتصاد قد يشهد انكماشا بنسبة تتراوح بين 1% إلى 2%، مع عودة معدلات التضخم وانتشار البطالة. وأشار إلى أن هذه التطورات قد تشكل تهديداً كبيرا للاقتصاد العالمي، مما يغير موازين القوى الاقتصادية بين الدول الكبرى.