يصنع هؤلاء من “اللي ملهمش فيها” نجوم شباك وهمية يوميا، لكن هذه النجوم المظلمة التي يصنعونها بأيديهم سرعان ما تسقط أمامهم، وهم من يسقطونها؛ لأنهم ببساطة نجوم مزيفة “فالصو”.
نجم شباك الأهلي
منذ أن وعيت على كرة القدم ويوجد بالأهلي نجم، بل نجوم شباك، يجعلونك تنتظر مباريات الأهلي لمتابعتها، ودائما ننتظر وصول الكرة لهذا النجم لنتابع فواصل الإبداع التي يقوم بها نجم الشباك لنستمتع.
فهل ترى أي لاعب يرقى لكي يكون نجم شباك الأهلي منذ نحو 10 سنوات؟
كان نجم الشباك الأول عندي، بل وعند مصر كلها في الثمانينيات هو محمود الخطيب، الذي اعترفت له إفريقيا كلها، والاتحاد الدولي لكرة القدم، أنه ممن ساهموا في انتشار كرة القدم في القارة السمراء، وهذه جائزة تقديرية تمنح لكل المبدعين فقد اعترف بها عالم كرة القدم لأمثال الخطيب ومنهم مارادونا وبيليه وزين الدين زيدان ولويس فيجو وديفيد بيكهام وغيرهم العشرات من المبدعين.
ظل النادي الأهلي يفرز نجم الشباك، ربما كل خمس أو عشر سنوات نجد نجم أو اثنين وأحيانا ثلاثة وأربعة في الجيل الواحد فقد كان مع الخطيب صفوت عبد الحليم ومختار مختار ومحمد عامر ومصطفى عبده ولحق بهم علاء ميهوب وطاهر أبو زيد وغيرهم ، ولكي لا أنسى سوف أذكر فقط نجوم الشباك الأوائل بعد العالمي وربما أفضل من لمس الكرة في مصر الكابتن “محمود الخطيب” فقد أوتي الخطيب كل مهارات ومؤهلات اللاعب الشامل، فهو مراوغ من الدرجة الأولى، هداف رفيع، صانع ألعاب نادر، صاحب رأس ذهبية، هذا بالإضافة لبنيان جسدي ممتاز.
قبل أن أذكر نجم الشباك بعد الخطيب يجب أن نذكر الكابتن طاهر أبو زيد الذي زامل الخطيب في الملعب ثم حمل الراية بعده كنجم شباك فريد حتى جاء من أهداه الخطيب رقمه”.
مع اعتزال الكابتن محمود الخطيب عام 1988 رأيناه يخرج من الملعب ليعطي رقمه “10” لشاب صغير هو وليد صلاح الدين فتساءل الجميع هل يكون بالفعل “بيبو” جديدا!
لم يكن وليد صلاح في قيمة الخطيب لأنه لم يمتلك سوى جزء من هذا العملاق وهو المراوغة الممتعة وصناعة الأهداف وأحيانا تسجيلها لكنه سد بعض الفراغ وأصبح نجم الشباك لتهتف باسمه الجماهير، فنجم الشباك إذا غاب تهتف الجماهير باسمه، وهو ما كان يحدث مع وليد الذي كان ينزل الملعب كبديل غالبا في النصف ساعة الأخيرة من المباراة وبالفعل يكون عند حسن ظن الجمهور فيقلب الكثير من نتائج المباريات.
مع أفول نجم وليد صلاح الدين، كان الأهلي يقدم لنا نجم شباك جديد ومعه كوكبة من النجوم، فقد ظهر في سماء اللعبة محمد أبو تريكة قادما من نادي الترسانة الذي كان قدم للأهلي أيضا هدافا راقيا في نهاية الثمانينيات هو كابتن محمد رمضان لكنه لم يكن من نجوم الشباك.
مع توهج محمد أبو تريكة كنجم شباك بدأ الجمهور يقارنه بمحمود الخطيب وخاصة هؤلاء الشباب الذين لم يشاهدوا بيبو ولهم كل الحق فتريكة قدم لنا فنونا راقية في كرة القدم، توجها بأخلاقه الراقية مثله في ذلك مثل الكابتن محمود الخطيب الذي نذكر إنذاراته الصفراء التي ربما تعد على أصابع اليد الواحدة.
أسهبت كثيرا في الحديث عن هؤلاء النجوم لكن الحديث عنهم يعيد إلينا ذكريات جميلة مع المتعة الكروية التي للأسف لم تتكرر خلال السنوات العشر الأخيرة.
أين نجوم الشباك في الأهلي
لا يوجد أي نجم في الأهلي يرقى لأن يكون نجم شباك ،حاولت كثيرا أن أرشح ولو لاعب واحد فلم أجد، ربما الحارس محمد الشناوي فقط هو الذي يظل يمتعنا في الذود عن مرمى الأهلي طوال السنوات الأخيرة ببراعة مع أخطاء نادرة هي التي تجعله يتوارى أحيانا لصفوف اللاعبين أصحاب المستوى الجيد وفقط.
حاولت أيضا أن أرشح محمد عبد المنعم بما له من قدرات عظيمة كمدافع نموذجي لكنه أيضا لم تكتمل نجوميته بعد كنجم شباك بسبب بعض الأخطاء السلوكية وأيضا الفنية.
كاد أحمد عبد القادر أن يكون نجما لشباك الأهلي لكنه سقط سريعا فجأة وأصبح طريح دكة البدلاء ولن أبحث هنا في الأسباب لكن أهمها الغرور العجيب الذي أصاب لاعب لم يقدم سوى عدد قليل من المباريات التي أبدع فيها!
الأهلي هذا الفريق الأفضل في إفريقيا ومصر دائما دون نجم شباك!.. لماذا؟
الإجابة تكمن في العيون التي تختار، فقد أصاب هذه العيون رمدا أو مرضا جعلها تستقدم لاعبين بمواهب ضعيفة مع محاولات بائسة لتمرير هؤلاء اللاعبين للجمهور من خلال حملات مشبوهة تروج لهذا اللاعب أو ذاك على انه صاحب مهارات فريدة ونجم شباك عظيم يجب أن تصبروا عليه!
نجم الشباك حالة خاصة جدا لها مواصفات فريدة يصنعها خلال موسمين على الأقل ويجب أن تستمر لمدة لا تقل عن خمس سنوات، أولا.. مهارات إبداعية من مراوغات وتمريرات وأهداف تصنع الفارق مع الفريق.
ثانيا .. تواضع وأخلاق رياضية داخل الملعب وخارجه يحتذى بها.
رسالتي إلى “اللي ملهمش فيها” والمتعصبين من جمهور الأهلي وأيضا لهؤلاء القائمين على اختيار المواهب في الأهلي ممن يصنعون من بيرسي تاو وغيره من اللاعبين أصحاب المستوى المتذبذب بل والقدرات العادية جدا، قارنوا هؤلاء بمن ذكرتهم من نجوم شباك الأهلي، لكن الحقيقة أن “اللي ملهمش فيها ” لن يتمكنوا من المقارنة، بينما أنتم أيها المتخصصون ضعوا النماذج التي ذكرتها نصب أعينكم وأنتم تختارون لاعبا لهذا النادي العملاق إنه الأهلي “بيبو وطاهر أبو زيد ووليد صلاح، وأبو تريكة” وغيرهم من نجوم الشباك الذين نحبهم ونشكرهم على ما قدموه.