“إحنا عايشين في وادي والحكومة في وادي”، هذا هو حال لسان المواطنين، عقب التهام غول الأسعار جيوبهم الذي لم يُعد يكفي الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية.
فما زال معدل التضخم يواصل ارتفاعه، إلى أن طال ارتفاع الأسعار كل شيء من سلع أساسية وخضروات ولحوم وفواكه إلى جانب ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز وغيرها.
الكثير من الأسر أصبحت تستغني عن الرفاهيات لتوفي احتياجاتها الأساسية، ويمكن القول إن إعداد وجبة خفيفة في اليوم أصبح أكثر كلفة وعبئًا على ميزانية الأسر عن ذي قبل، إذ قفز سعر الطماطم في الأيام الماضية إلى 20 جنيهًا والبصل تخطى 25 جنيهًا، وهما مكونان رئيسان لا يمكن الاستغناء عنهما في إعداد الطعام.
دوامة لقمة العيش
“خدمت في التعليم أكثر من 35 عامًا، وفي النهاية أتقاضى معاشًا لا يكفي لأي شيء سواء كان مأكل أو ملبس أو علاج، نحن كبار السن نحتاج إلى أدوية كثيرة وأكل صحي وكل هذا غير متاح بسبب ارتفاع الأسعار المبالغ فيه”، بهذه الكلمات وصفت نجوى فتحي؛ مُعلمة بالمعاش، كيف نال التضخم من خدمة 35 عامًا في وظيفتها.
وتضيف معلمة المعاش: “الوضع الاقتصادي الذى نعيشه الآن صعب جدًا، لم نمر بمثل هذا الوضع في عمرنا كله وعلى مدار عصور مختلفة، المعاش لا يكفي شراء اللحوم والخضروات والفواكه أو السكر والزيت والأرز”.
واختتمت حديثها قائلة: “على الحكومة إيجاد حل لارتفاع الأسعار الذى لم نعد نحتمله أكثر من ذلك، نشعر أننا نعيش في وادى والحكومة في وادى آخر لا تلتفت إلينا ولا تشعر بنا”.
الارتفاع الجنونى للأسعار
صفية أحمد ربة منزل تقول: “أضطر للاقتراض، فكافة السلع والخدمات والخضروات واللحوم ارتفعت أسعارها عن ذي قبل، زوجي موظف وبالكاد راتبه يجعلنا نأكل ونشرب”.
وتضيف: “قديمًا كنا نعتمد على الكشري والبقوليات والبيض بدلًا من اللحوم لتيسير الأمور، الآن إذا أردت عمل طبق كشرى لأسرة مكونة من 4 أفراد يتخطى 100 جنيه، فسعر البصل وصل 30 جنيهًا والأرز 25 جنيهًا والطماطم 15 جنيها بخلاف العدس والحمص الذى ارتفعت أسعارهم جدًا، لكي أن تتخيلي سعر وجبة واحدة بدون لحوم يتخطى 100 جنيه”، موضحة أن طبق السلطة على السفرة أصبح أمرًا صعب المنال.
وتتابع: “كل ما سبق بخلاف أن لدى طفلان أحدهم في المدرسة والآخر في حضانة، ومع قدوم الدراسة ارتفعت أسعار مصاريف المدارس والزي والشنط، اضطررت هذا العام إلى عدم شراء شنط وزى المدرسة واكتفيت بالقديمة منها لتخفيف العبء قليلا على ميزانية البيت”.
وتتساءل: “تخليت عن الكثير من الرفاهيات والكماليات وأصبحت أوفر الأساسيات والظروف المعيشية صعبة لأسرة صغيرة وعائلها يعمل، فما بال الأسرة التي عدد أفرادها كبير ودخلها منخفض، بالطبع سيكون الوضع أكثر صعوبة”.
ويقول أحمد عثمان، موظف بالقطاع الخاص: “الأسعار تزداد كل يوم بشكل جنوني، جميع السلع الأساسية زيت وسكر وأرز وغيرها ارتفعت أسعارها، أصبح الراتب يكاد يكفى لتلبية احتياجات البيت من أكل وشرب”.
ويضيف: “لدى أطفال صغار بالمدارس كي يتعلموا جيدًا، يذهبوا إلى مدارس خاصة، والتي قفزت أسعارها هي الأخرى بشكل كبير، هذا بخلاف مصاريف “الباص” والزى المدرسي والأدوات والشنط، كل هذا ضروريات، إضافة إلى كل ما سبق بند السندوتشات وصل سعر البيضة 5 جنيهات، واللبن 30 جنيهًا، الفاكهة أيضًا زادت أسعارها بشكل مبالغ فيه”.
ويتابع عثمان قائلًا: “الراتب لا يكفي، فبعد أن كنت أقتطع جزء من الراتب لعمل جمعيات لتغطية مصاريف المدارس، الآن لا أتمكن من فعل هذا، أما عن الأدوية و”فيزيتا الأطباء” لم تكن أحسن حالًا فقد ارتفعت أسعارها أيضًا”.
ويشير إلى أن هناك بنود أخرى من كهرباء وغاز وإيجار وفواتير تليفون، على رب الأسرة تلبيتها.
ويتساءل عثمان، لدي سؤال للحكومة أين تذهب أموال الضرائب التي تقتطع من مرتباتنا؟ متى أشعر أني مواطن أحيا حياة كريمة مثل بقية المواطنين في الدول الأخرى؟، أشعر أني مستنزف وأعيش في دوامة، أعيش لسداد الديون فقط وألهث وراء لقمة العيش.
تجدر الإشارة إلى أن الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين للحضر، والذي أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في 10 سبتمبر 2023، قد سجل معدلاً شهرياً بلغ 1.6% في أغسطس 2023 مقابل معدلاً بلغ 0.9% في الشهر ذاته من العام السابق ومعدلاً شهرياً بلغ 1.9% في يوليو 2023. كما سجل المعدل السنوي للتضخم العام 37.4% في أغسطس 2023 مقابل 36.5% في يوليو 2023.
كما سجل الرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين والمُعد من قبل البنك المركزي، معدلاً شهرياً بلغ 0.3% في أغسطس 2023 مقابل معدلًا شهريًا بلغ 0.6% في الشهر نفسه من العام السابق ومعدلًا شهريًا بلغ 1.3% في يوليو 2023 كما سجل المعدل السنوي للتضخم الأساسي 40.4% في أغسطس 2023 مقابل 40.7% في يوليو 2023.
الرابط المختصر https://alhorianews.com/5n6g