بدأ العد التنازلي لافتتاح المتحف الكبير، كنت سعيد الحظ أنني تشرفت بزيارته عدة مرات قبل الافتتاح الرسمي، ووقفت بكل فخر أتأمل عظمه التصميم، وعبق التاريخ الذي أثرني، والاستقبال الملكي في البهو، وكأنه احتفاء بكل الزائرين، ونفسي تحدثني بأن الأجداد يشكرون الأحفاد علي هذا الصرح الكبير، الذي نقدمه للعالم كأكبر متحف في التاريخ يضم كنوز ستبهر البشرية، ليعلموا عظمة حضارتنا وتاريخنا الممتد عبر التاريخ.
اختيار المكان أحد عبقريات المتحف، كذلك التصميم الذي فازت به شركة ايرلندية، من بين شركات عديدة تقدمت لعمل التصميم، حيث تتعانق الحداثة بروح التاريخ، ستمر بين الممرات والقاعات المختلفة، وكأنك تسير في مصر القديمة، ستعيش لحظات من الابهار تدوم معك الي الابد.
فالمتحف يختلف عن كل المتاحف بالعالم، فليس الغرض عرض قطع أثرية متراصة، او خلف حائط زجاجي، انما ان تتناغم التكنولوجيا والعلم والمعرفة والثقافة، مع العروض التفاعلية والسمعية والبصرية تجعل الزائر يعيش تجربة تظل محفوره في ذاكرته طوال حياته.
العالم يترقب الافتتاح الرسمي للمتحف، وكلنا ثقة في المسؤولين ان يكون الافتتاح يليق بعظمة الحدث، فكم كان افتتاح متحف الحضارة باهرا، وكان له عظيم الأثر في تعزيز قدرتنا علي ابهار العالم، الذي تسابق لنقل الحدث، وسار مع موكب الملوك والملكات من الأجداد الي مثواهم داخل المتحف.
كلنا ثقة في ان يتم اخراج حفل افتتاح المتحف الكبير، نافذة العالم لإرثنا الحضاري، وهديتنا الي الانسانية، وفي ظل تشريف ضيوفنا الكبار من قاده العالم من الملوك والرؤساء والشخصيات العامة، والمنظمات الدولية والاممية، والمؤثرين، بأبهي صورة، تليق بعظمة ارثنا الحضاري والتاريخي.
علينا ان ننقل صورة حضارية للعالم، ولمصرنا القديمة والحديثة، وان يكون الحفل أعظم وأكبر دعاية للتسويق لمقاصدنا السياحية المختلفة، ويليق بحضارتنا ومكانتنا التاريخية، وان تكون هديتنا الي العالم والإنسانية في أبهي صورة دائما.
لا انسي عندما تم دعوتنا الي حفل الغذاء في المطعم داخل المتحف والمطل علي أهرامات الجيزة الشامخة، وانعكس الضوء عليها ليزيدها رونقا وتألقا في منظر يخطف الابصار والعقول.
ومن الرائع انني اقطن في المنطقة حول المتحف، والتي يجري تجهيزها في سباق مع الزمن لتليق بعظمة المتحف، ولتتحول الي منطقة سياحية تقدم كل الخدمات التي يحتاجها الزائرون.
انتظر اللحظة التي تنتهي فيها كل التجهيزات، لتتحول المنطقة الي بقعة تفيض بالحيوية والحركة والحياة.
لقد قامت الدولة بدورها، واليوم جاء دور المواطن ليظهر للضيوف كرمنا وترحابنا ووعينا بأهمية ان نجعلهم يعيشون تجربة ينقلونها بكل ايجابيه الي مواطنيهم، وليحكوا مدي الود والحفاوة التي استقبلوا بها أثناء اقامتهم.
كما اتمني ان يكون المتحف بداية لنقلة حضارية، ولتعزيز ما نملك من مقومات تجعلنا نكون المقصد الأول في السياحة عالميا.
واتمني ان تصغي الحكومة لمقترحنا في الحوار الوطني ان تتحول مدينة السادس من أكتوبر الي محافظة، لتكون عنوان للسياحة في العالم بما نملكه من كنوز، فمنطقة أهرامات الجيزة المجاورة للمتحف الكبير، ومنطقة دهشور والمطار الجديد، والمحميات الطبيعية، والتجهيزات المستقبلية لبناء خدمات فندقية متنوعة داخل المنطقة من فنادق ومتنزهات ومولات ومطاعم وغيرها من الخدمات التي يحتاجها الزوار تعزز ان تتحول منطقة السادس من أكتوبر الي محافظة سياحية يتم الترويج لها بشكل مستقل، ويكفي ان يتعانق فيها أهرامات الجيزة، مع الهرم الرابع المتحف الكبير ليكون خير دعاية وجذب للزوار.
مصر تستحق ان تكون في مكانتها الحقيقية، فما نمتلكه من ارث حضاري وتاريخي يعزز ان نكون المقصد الأول في السياحة عالميا.
حفظ الله مصر