الأقنعة سقطت.. والمشهد لم يَعُد يحتمل الصّمت، ما تراه العين اليوم ليس مجرد “سياسة واقعية”، بل مسرحية مُخزية لحُكّامٍ حوّلوا الأمة إلى ساحةٍ لتصفية الحسابات مع الذّات. القصورُ الملكية والجمهورياتُ المزيّفة تُدار بإملاءات خارجية، بينما تُباع الأراضي المقدسة وتُباد الشعوب تحت شعارات “الاستقرار”. لقد انكشف المستور: حُكّامٌ يُقاتلون شعوبهم بالبطش، ويُغازلون الغرب بالخنوع، وكأنّ “كراسي الحكم” هي إلههم الوحيد!
الفصل الأول: وَهْمُ الخطب الوطنية.. حينما يصبح الشِعارُ سُخريةً
لطالما رُوّجت خطبٌ حماسية عن “العروبة” و”المقاومة”، لكنّ الوقائع تكشف تناقضًا مُريعًا. كيف تُنادي بالوحدة وتُسهّل التهجير القسري لأهل غزّة؟ كيف تزعم الدفاع عن القدس وتُبرم اتفاقيات تطبيعية مع مُحتلّيها؟ الشّعوب لم تعد تُصدق إلا لغة الأفعال، وقد رأت بأمّ أعينها كيف تُباد غزّة بدم بارد، بينما تُفتح الأجواء العربيّة للطائرات الصهيونية.
الفصل الثاني: التبعية للغرب.. السُلطةُ بأي ثمن
السرّ القذر وراء استمرار هذه الأنظمة هو “عقد الدم” مع الغرب: أمن الحاكم مقابل خنوع الأمة. تُراق دماء الفلسطينيين والسوريين واليمنيين، وتُسرق ثروات العرب، بينما تُغلق الحدود في وجوه المظلومين وتُفتح لاستقبال سفّاحي تل أبيب. هذه ليست خيانةً عابرة، بل هي إستراتيجية وجودية لضمان بقاء كراسي الحكم، حتى لو تحوّل الوطن إلى سجن كبير.
الفصل الثالث: دروس التاريخ.. ماذا حدث لحُكّامٍ ظنّوا أنهم خالدون؟
التاريخ يُعيد نفسه: من شاه إيران إلى مبارك، ومن القذافي إلى بن علي، كلّهم سقطوا حينما ظنّوا أن القمع والتبعية للغرب ستحميهم. اليوم، المشهد يتكرر: الشّباب العربي لم يعد يخاف الرصاص، والإعلام البديل كسر احتكار الأكاذيب. حتى “الهاشتاجات” صارت سلاحاً يفوق الدبابات. فهل يعقل أن تُكرر الأنظمة العربية نفس السيناريو المُحتوم؟
الفصل الرابع: إنذار أخير.. الشّعوب تُحضّر للعاصفة
الرسالة واضحة: لا يمكن شراء الصمت إلى الأبد. كلّ بطش تُمارسه الأنظمة، وكلّ قرارٍ خياني تُصدِرُه، هو وقودٌ لغضبٍ شعبيٍّ غير مسبوق. انظروا إلى السودان، حيث أطاح الشعب بالبشير، وانظروا إلى لبنان، حيث تحرق الجماهير صور الطبقة الحاكمة. النّاس تعرف أن التغيير قادم، والسؤال هو: هل ستسقط الأنظمة بفعل ثورةٍ عارمة، أم ستُنقذ نفسها بمراجعة مسارها قبل فوات الأوان؟
البقاء الآن لمن يقف مع الشعوب.. لا تُلْهِكم القصور عن صرخات الشّوارع
يا حُكّام العرب: كفاكم تدميراً للأوطان، كفاكم إذلالاً للشعوب. الدماء التي تسيل اليوم في غزّة والضّمائر التي تتحرّك في الشّوارع، هي إنذارٌ أخير. إما أن تعودوا إلى رشدكم وتقفوا مع الأمة، أو تُجهِزوا على أنفسكم بأيديكم. فالشّعوب التي هزّت عروشاً بإرادتها قبل سنوات، قادرةٌ على إعادة الكَرّة.. ولكن هذه المرة، لن تترك لكم مجالاً للهروب!
وهذا المقال ناقوس خطرٍ يُقرعه الغاضبون: الأمة لم تمت، والخيانة لن تمرّ.