قال موقع آكسيوس الأمريكي إن إسرائيل قدمت لحـماس اقتراحًا محدثًا للتوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق بعض المحتجزين وبدء وقف إطلاق النار.
وأضاف الموقع أن الاقتراح يتضمن إطلاق بعض من الأسرى الـ100 لدى حماس وبدء وقف لإطلاق النار وأكد أن حماس أبدت استعدادًا أكبر للتحلي بالمرونة والبدء في تنفيذ اتفاق ولو جزئي.
مفاوضات وقف إطلاق النار
وحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أبلغت حماس الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتًا عندما يتوقف القتال.
وكان وفدًا من حركة فتح وحماس وصلوا إلى القاهرة، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين تهدف إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، والوصول إلى صفقة لتبادل الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، وآلية إدارة غزة المقترحة بعد الحرب وأكد مصدر لـ”شبكة قدس”: “أنه لم يعرض على وفد حركة حماس الذي يزور القاهرة أي مقترح بوقف الحرب حتى اللحظة وما يتداول عبر وسائل الإعلام غير دقيق”.
هناك سؤال يُطرح على الذهن، ماذا يريد نتنياهو من مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية حاليًا في القاهرة؟ وهل يريد إفشال صفقة تبادل الرهائن بينه وبين حماس؟
رغم أن جميع التحليلات الإعلامية والتصريحات السياسية تقول إن نتنياهو يريد إفشال مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل بينه وبين حماس وأنه يسعى بكل جهد لوضع العراقيل لمنع تنفيذ الصفقة وذلك من خلال المجازر التي يقوم بها والتي يقع ضحيتها مئات المدنيين واغتيال قادة حماس، إلا أن الواضح أنه سيكون هناك صفقة وقريبًا وأن ما يذاع من تقارير صحفية وإعلامية عن عدم رغبة نتنياهو في إجراء صفقة تبادل الرهائن مع حماس غير صحيح على العكس نتنياهو يريد صفقة ولكن يسترق الوقت ويماطل لأسباب عديدة.
يقينًا هو لا يريد وقف إطلاق النار في غزة ولكنة يريد أولًا: إعادة العدد الأكبر من الرهائن الإسرائيليين الأحياء وأعتقد أنهم قليلون جدًا لأن معظمهم قُتل في القصف الإسرائيلي، وبالتالي الرهان عليهم وما عول عليه الفلسطينيون من الإفراج عن أسرى فلسطينيون في سجون إسرائيل من ذوي المحكوميات العالية أصبح صعبًا، فهو يريد إسكات أهالي الأسرى الإسرائيليون مقابل توحيد الجميع في إسرائيل.
ثانيًا: يريد بعض الوقت لإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في غزة، وكذلك ترتيب أمور إدارة السكان في غزة مع إجبار سكان الشمال في مرحلة معينة على النزوح نحو الجنوب، وحشر السكان في أماكن قريبة من الحدود وإحصاء عدد سكان غزة الحقيقي، والبحث عن مطلوبين تحت بند فرز الأحياء والأموات والمساعدات الإنسانية، كذلك إخفاء الصوت الإعلامي عن غزة، أما الحرب الفعلية في غزة فقد انتهت والضربات القادمة لغزة ستكون محدودة ونوعية حسب الحاجة.
ثالثًا يريد تحقيق بعض الإنجازات العسكرية بشكل سريع في قطاع غزة والسيطرة عليه عسكريًا بشكل كامل، بحيث لا تستطيع حماس أن تعيد بناء نفسها مرة أخرى ولا يعطي لها مجال للقيام بذلك خصوصًا في منطقة الجنوب، كما يريد فرض وقائع على الأرض وهنا أقصد وقائع في توزيع السكان الغزيين في مناطق منفصلة محدودة تكون بمثابة جيتوهات أو فقاعات داخل قطاع غزة، وذلك لضمان عدم انتشارهم في جميع مناطق القطاع ليسهل تحقيق المرحلة القادمة لما بعد الحرب وهي مرحلة التهجير.
رابعًا يحتاج بعض الوقت لتجهيز الجزء اللوجستي والجهات التي ستتولى الدخول إلى القطاع وتفتيت الحكم بها، والتركيز على القطاع الخاص والشركات والتي سيكون لها دور كبير في غزة بعد الحرب وجزء كبير منها سيكون من الضفة الغربية وإسرائيل وتجهيز المعابر بين إسرائيل والقطاع وأيضًا مع مصر وأعتقد أن العمل في معبر رفح أو استرداده في هذه المرحلة سيكون احتمالًا ضعيفًا وربما تقوم إسرائيل بإعداد معابر وخيارات أخرى بديلة عن معبر رفح.
خامسًا يريد محاصرة قادة حماس وعناصرها ليسهل اغتيالهم حتى بعد وقف إطلاق النار، وجعل الباب مفتوحًا لما بعد الصفقة لتستطيع إسرائيل ممارسة حرب عسكرية سريعة وخاطفة وحرب استنزاف طويلة في غزة، فنتنياهو يريد الانتقام الشخصي بينه وبين قادة حماس والانتقام منهم.
لا تصدقوا أن نتنياهو لا يريد الصفقة بل على العكس هو يريدها ومعجب بأداء الشاباك والموساد ومعهم السي أي إيه، فالمفاوضات تسير حسبما تريد إسرائيل بالضبط ولا وجود لأي عائق عن تنفيذها إلا قضية المماطلة لأسباب لوجستية وأمنية، والمقصود هنا ترتيب توزيع السكان في غزة في مربعات منفصلة محصورة ولا امتداد جغرافي بين السكان هذا التوزيع يضمن عدم التنقل وسهولة وصول المساعدات والسيطرة على القطاع بالإضافة إلى سهولة التهجير.
فنتنياهو مجبر على قبول الصفقة وإن رفضها سينقلب عليه الشارع الإسرائيلي والجهاز القضائي والأجهزة الأمنية والعسكرية، وإن تعنت في تنفيذ الصفقة فنهايته قد تكون سيئة وأن تطلب الأمر سيدفعون نحو تعزيز اعتقاله من قبل المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة لاهاي وإقصائه بقرار قضائي أو حتى اغتياله إن لزم الأمر، فهو مضطر أن يقبل بالصفقة.
نعم ستتم الصفقة ولكن لن تفرج إسرائيل عن الأسري السياسيين ذوي المحكوميات العالية بل ستفرج عن الأسرى المدنيين من قطاع غزة والأطفال والنساء من القدس والضفة الغربية وعرب 48 والعمال ممن ليسوا من أصحاب الملفات الأمنية كما ستفرج إسرائيل عن الأسرى الإداريين وأسرى الحرب ممن اتهموا بالتحريض والمرضى من أصحاب المحكوميات العالية ممن لا فائدة من وجودهم داخل السجون وربما يحتاجون لعناية خاصة، فالسجون الإسرائيلية أصبحت مكتظة ولكن هذا لا يعني أنها لن تعاود اعتقال بعضهم مرة أخرى إن لزم الأمر وربما تفرج عن البعض مقابل الحبس المنزلي لفترة تحت المراقبة.
لكن هذه الصفقة ستتم بالشروط الإسرائيلية ونتنياهو يريدها فهي من مصلحته، فهو يريد وقف الضغط الشعبي عليه من ناحية بخروج الأسرى الأحياء الإسرائيليين، والأمر الثاني استكمال مهمته في غزة بأهداف نوعية ليتفرغ للضفة الغربية وترتيب عودة يهودا والسامرة إلى حضن إسرائيل وإخراج محمود عباس وجماعته خارج فلسطين.