مُنذ عام 2014 وحتى وقتنا هذا، تَشهد عَلاقة حركة «حماس» الفلسطينية بالدولة المِصرية تَطورات مُتعددة وتحولات في السياق السياسي والأمني.
ولمْ يَعدْ سِرًا، أن الدولة المِصرية تَبنت تَغييرات جذرية في سياستها تجاه «حماس» وتَحديدًا بعد الإطاحة بالرئيس المعزول، محمد مرسي، بَدأت معالمها بتصنيف هذه الحركة بـ«الإرهابية» ثمَّ إغلاق معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وصولاً إلى تقييد حركة التجارة والتنقل بين الجانبين.
وفي عام 2017، تمَّ تشكيل لجنة أمنية مصرية- فلسطينية للتفاوض مع «حماس» لتحقيق المصالح الأمنية المشتركة، إذ تمَّ التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح معبر رفح بشكل مؤقت وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي مَطلع عام 2018، أخذت العَلاقة في مَسار جديد اتضحَ معالمه عندما نجحت الوساطة المِصرية في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بعد تصعيد عسكري شهدهُ قطاع غزة، وكذلك نجاح مصر للتوسط في تحقيق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، في الوقت الذي واجهت فيه تحديات كبيرة في هذا الصدد.
بِكلام أوضح، حركة حماس في فترة 2014 والفترة التي سبقتها واجهت اتهامات بالتورط في عمليات أمنية ضد مصر إلا أن الجهود الأمنية والسياسية المكثفة التي خاضتها مصر تسببت في تلاشي تلك الاتهامات في ظل وجود مصر كالعنصر الفاعل الوحيد في الشأن الداخلي الفلسطيني ومحاربة الإرهاب ودحره في المنطقة، فضلًا عن تغيير خطاب حماس بشكل كامل وإعلان توافقها مع الإدارة السياسية المصرية على كافة المستويات، الأمر الذي ظهر في حفاوة استقبال الوزير عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية لقطاع غزة..
وتوالي الزيارات المتبادلة والتصريحات التي لاحقتها بالتعبير عن التقدير الكامل لمصر وقيادتها، والدور الذي تلعبه القاهرة لصالح الفصائل الفلسطينية والقضية عمومًا.
وتعتبر الإدارة المصرية هذه الحركة جزءً رئيسيًا من الساحة الفلسطينية وتدرك أهمية استقرار الحدود والوضع الأمني، لذلك، تستمر مصر في العمل على تسهيل وساطة بين حماس وإسرائيل وتشجيع تحقيق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، كما تسعى مصر أيضًا لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني.
وتجلى ذلك أيضًا في الفترة الأخيرة، التي شهدت العلاقة بين حماس ومصر بعض التحسّنات بدأت بتسهيل حركة البضائع والأشخاص عبر معبر رفح وتعزيز التعاون الأمني بين الجانبين لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، كما توجهت جهود مصرية للوساطة في تحقيق هدنة دائمة بين حماس وإسرائيل وتحقيق المصالحة الفلسطينية.
ورُغم التحديات والخلافات المستمرة، تظل الدولة المِصرية ملتزمة بالعمل على تحقيق الاستقرار في قطاع غزة وتعزيز العَلاقات مع حماس والسلطة الفلسطينية.