أثار نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح الشعبوي اليميني البريطاني، جدلاً واسعًا بتعهده بإنشاء منصب وزاري جديد تحت مسمى “وزير الترحيل”، وذلك في حال فوز حزبه بالانتخابات العامة المقبلة وتوليه السلطة في البلاد.
يُظهر نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح البريطاني، ميلًا واضحًا نحو الخطاب الشعبوي الذي اشتهر به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك من خلال وعوده النارية المتعلقة بالهجرة. فالتعهد بإنشاء منصب “وزير الترحيل”، المسؤول حصريًا عن تسريع عمليات ترحيل المهاجرين، يمثل خطوة تصعيدية تذكر بوعود ترامب ببناء جدار على الحدود المكسيكية وتطبيق سياسات هجرة صارمة.
خطاب ناري يركز على الهجرة والحدود
يأتي هذا الوعد ضمن سلسلة من التصريحات النارية التي أدلى بها فاراج، والتي تركز بشكل كبير على قضايا الهجرة والحدود، وهي القضايا التي تشكل محورًا أساسيًا في برنامجه الانتخابي. هذا التركيز المكثف على قضايا الهجرة، وتصويرها على أنها تهديد للأمن القومي والهوية البريطانية، يعكس استراتيجية مشابهة لتلك التي استخدمها ترامب في حملاته الانتخابية، والتي اعتمدت على تضخيم المخاوف من الهجرة لكسب تأييد الناخبين.
استغلال المخاوف الشعبية لكسب الأصوات
كما فعل ترامب، يعتمد فاراج على استغلال المخاوف الشعبية المتعلقة بالهجرة لكسب الأصوات. فهو يصور المهاجرين على أنهم عبء على المجتمع، وأنهم يهددون فرص العمل والأمن والاستقرار. هذا الخطاب الشعبوي، الذي يفتقر إلى الدقة والتفاصيل، يهدف إلى إثارة المشاعر وتأجيج الانقسامات، بدلًا من تقديم حلول واقعية ومستدامة لقضايا الهجرة.
ردود فعل غاضبة وتشبيهات بترامب
قوبلت تصريحات فاراج بردود فعل غاضبة من قبل أحزاب المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان، التي اتهمته بالعنصرية والتحريض على الكراهية. وقد أشار العديد من المعلقين السياسيين إلى التشابه الكبير بين خطاب فاراج وخطاب ترامب، وحذروا من أن هذا النهج الشعبوي قد يؤدي إلى تآكل القيم الديمقراطية في بريطانيا.
تفاصيل المنصب المقترح وصلاحياته:
وفقًا لتصريحات فاراج، سيكون “وزير الترحيل” مسؤولًا بشكل كامل عن تسريع عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين والمجرمين الأجانب من المملكة المتحدة. وأوضح أن هذا المنصب الجديد سيتمتع بصلاحيات واسعة لتجاوز البيروقراطية المعقدة التي تعيق عمليات الترحيل حاليًا، وسيعمل على تبسيط الإجراءات وتسريعها. كما أشار إلى أن الوزير سيقوم بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية والأمنية لضمان تنفيذ عمليات الترحيل بكفاءة وفعالية.
تبريرات فاراج وأهداف المنصب
برر فاراج وعده بإنشاء هذا المنصب بضرورة “استعادة السيطرة على الحدود” و”حماية الأمن القومي” للمملكة المتحدة. وادعى أن النظام الحالي للهجرة “مختل” و”غير فعال”، وأن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات جذرية لمعالجة هذه المشكلة. وأكد أن إنشاء “وزير الترحيل” سيكون خطوة حاسمة في تحقيق هذا الهدف، وسيرسل رسالة قوية إلى المهاجرين غير الشرعيين بأنهم غير مرحب بهم في بريطانيا.
ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والمجتمعية
أثارت تصريحات فاراج ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والمجتمعية البريطانية. فقد انتقدت أحزاب المعارضة هذا الوعد بشدة، ووصفته بأنه “شعبوي” و”غير إنساني” و”يميني متطرف”. وحذروا من أن إنشاء هذا المنصب سيؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان وتصعيد للكراهية والعنصرية. في المقابل، لقي الوعد استحسانًا من قبل بعض مؤيدي حزب الإصلاح، الذين يرون أنه يمثل استجابة لمخاوفهم بشأن الهجرة والأمن.
تأثير محتمل على الانتخابات المقبلة
من المتوقع أن يكون لهذا الوعد الانتخابي تأثير كبير على نتائج الانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة. فقضايا الهجرة والحدود تحظى بأهمية كبيرة لدى شريحة واسعة من الناخبين البريطانيين، وقد يستغل فاراج هذا الوعد لحشد المزيد من الدعم لحزبه. ومع ذلك، فإن هذا الوعد قد يؤدي أيضًا إلى استقطاب حاد في المجتمع البريطاني، وقد يثير مخاوف بشأن مستقبل العلاقات بين المملكة المتحدة والمجتمع الدولي.