علق عمار علي حسن، الكاتب والباحث في علم الاجتماع السياسي، على واقعة اعتداء صاحب سيارة ملاكي على سائق حافلة لنقل التلاميذ في أحد “الكومبوندات” بالقاهرة.
واعتبر حسن، في منشور عبر حسابه على موقع فيسبوك، أنها تعكس تصاعد التوحش في المجتمع نتيجة عوامل عدة، من بينها انتهاك القانون والدستور، وتفاقم التفاوت الطبقي، وغياب المشروع الوطني الجامع.
وأوضح أن هذه الظواهر ليست وليدة الضغوط الاقتصادية فقط، إذ واجه المصريون عبر التاريخ أزمات أشد وتمكنوا من تجاوزها، ولا وليدة التحولات التي طرأت على التعليم وجعلته مجرد وسيلة للحصول على وظيفة، بدلًا من كونه أداة للتحضر وبناء الوعي والقيم الإيجابية.
اقرأ أيضًا: قلة الإنتاج والاحتكار الاقتصادي.. عمار علي حسن يستعرض أسباب البطالة
وأضاف أن السلطة السياسية أسهمت في ترسيخ هذه الظواهر السلبية عبر الاستعانة بتشكيلات غير رسمية خارج مؤسسات الدولة، والتدخل في استقلال القضاء، إلى جانب تكريس مفاهيم مادية، مثل “المال هو الأهم”، و”شبه الدولة”.
ونوه الكاتب في علم الاجتماع السياسي إلى أن هذه الممارسات فتحت المجال أمام انتشار الفساد وضعف الرقابة، لدرجة أن من يُضبط متلبسًا يُطلب منه إعادة جزء مما حصل عليه، بينما يُتهم منتقدو الفساد بعدم الوطنية أو الانتماء لجماعة الإخوان.
وأشار حسن إلى أن غياب العدالة وازدياد الفجوة الطبقية يساهمان في تفاقم التوحش المجتمعي، لا سيما في ظل غياب رؤية وطنية حقيقية، مؤكدًا أن الاكتفاء بالشعارات الجوفاء والتصرفات غير المدروسة يعمّق هذا الإحساس لدى المواطنين.