قبل أيام قليلة من انطلاق موسم عيد الأضحى السينمائي 2025 بشكل رسمي، يبدو أن جمهور السينما في مصر والعالم العربي على موعد مع موسم غير معتاد، لا من حيث عدد الأعمال المطروحة ولا من حيث التنوع المنتظر دائمًا في مثل هذه المواسم المهمة التي تعتبر من المحطات الأساسية في خريطة الإيرادات وصناعة السينما عمومًا.
عيد الأضحى السينمائي 2025
فهذا العام، تقتصر المنافسة الفعلية على فيلمين جديدين فقط، هما “مشروع X” للنجم كريم عبد العزيز، والذي بدأ عرضه في دور السينما منذ أيام، محققًا في أسبوعه الأول ما يقارب 30 مليون جنيه، و”ريستارت” للنجم تامر حسني، الذي انطلق عرضه أيضًا قبل بداية عطلة العيد.
وفي الوقت ذاته، يواصل فيلم “سيكو سيكو” بطولة عصام عمر وطه دسوقي عرضه منذ أكثر من 8 أسابيع، بعد أن حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وإيرادات بلغت 180 مليون جنيه، إلا أنه لا يعد ضمن الأعمال الجديدة الخاصة بالموسم الحالي، بل هو امتداد للنجاح الذي بدأه قبل موسم الأضحى.
نرشح لك: موسم سينمائي مبكر.. أفلام عيد الأضحى 2025 تبدأ قبل موعدها
موسم ضعيف رقميًا
وكان من المتوقع أن يشهد موسم مثل عيد الأضحى خمسة إلى سبعة أفلام على الأقل، لتوزيع نسب الحضور والتنافس بين أنماط مختلفة من الأعمال.
لكن ما يحدث هذا العام طرح الكثير من علامات الاستفهام، ليس فقط حول حجم الإنتاج، بل أيضًا حول اختيارات شركات التوزيع والإنتاج، ومدى الجرأة في تقديم أفكار جديدة.
وفي هذا الصدد، قال الناقد الفني حسني عبد العال في تصريحات خاصة لـ«الحرية»: «يمر موسم عيد الأضحى بهذين الفيلمين، إنها ظاهرة غير معتادة هذا العام، كنا نتوقع غير ذلك، لكن الوضع انحصر على أسماء النجوم الكبار دون مجازفة بإنتاجات متعددة أو تقديم وجوه جديدة».
وتابع: «أقول أن هذا مؤشر مقلق، لقلة عدد الأفلام المطروحة في موسم قوي مثل عيد الأضحى، قد تكون إشارة على وجود أزمة إنتاجية، سواء لأسباب اقتصادية، أو تخوف من الخسارة وسط تغيرات في سلوك الجمهور، خاصة مع المنافسة من المنصات الرقمية وتراجع الإقبال على دور العرض في بعض الفترات».
وأضاف: «هذا يعطي المنصات الرقمية فرصة للاستفادة الكبيرة، والداعمين العرب للسيطرة على الأعمال الفنية والتحكم في اختيار نجوم كبار بعينهم، وجلوس الكثير من الممثلين والمخرجين على دكة العاطلين، فالوضع غريب جدًا».
وأشار: «وحتى لو السبب كان تأجيل أعمال، الاعتماد المستمر على الأسماء الكبيرة دون تنويع في المحتوى أو التجديد في الرؤية الإخراجية والكتابية قد يؤدي إلى تشبع السوق من نفس النمط، ويؤثر سلبًا على تنافسية الأعمال وجودتها».
وأوضح: «الصناعة محتاجة ضخ دم جديد، محتاجة تنوع وقصص مختلفة وتجارب شبابية تخاطر شوية، الجمهور بقى واعي ومش بيكتفي بالاسم بس».
اقرأ أيضًا: قائمة أفلام عيد الأضحى على المنصات.. شاهد ونتفليكس يتنافسان بـ«ليلة العيد» و«الدشاش»
خيارات محدودة للجمهور
وأكد عبد العال أنه في ظل هذا المشهد، يجد الجمهور نفسه أمام خيارات قليلة، ما بين فيلم أكشن كوميدي تقليدي، وفيلم موسيقي بطابع شبابي، دون وجود مساحة لدراما مختلفة أو تجارب جديدة.
الأمر الذي قد يدفع شريحة من المشاهدين لتأجيل الذهاب إلى السينما، أو التوجه نحو المنصات الإلكترونية التي تقدم محتوى متنوعًا وجاذبًا من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أعمال من تركيا والهند وكوريا وأميركا.
وواصل عبد العال: «استمرار الاعتماد على النجوم دون تنويع قد يُفقد السوق حيويته، وأرى من وجهة نظري أن الكرة الآن في ملعب الجمهور وشركات الإنتاج: هل سيستمر الرهان على الأسماء فقط؟ أم أن الوقت حان لمزيد من المغامرة والإبداع؟».
أعمال شهر يوليو
ورغم قلة الأفلام في موسم العيد، فإن صالات السينما تستعد لاستقبال موجة جديدة من الأعمال بعد انتهاء موسم الأضحى مباشرة، حيث من المنتظر عرض فيلم “أحمد وأحمد” الذي يجمع للمرة الأولى بين النجمين أحمد السقا وأحمد فهمي، وذلك في 10 يوليو المقبل.
كما يُعرض بعده بأيام فيلم “درويش” بطولة عمرو يوسف، إلى جانب دينا الشربيني ومحمد شاهين، وهو ما يعيد بعض الأمل لعشاق السينما بأن الأشهر المقبلة قد تشهد تنوعًا أكثر وحضورًا فنيًا أقوى.
اقرأ المزيد: حفلات عيد الأضحى 2025.. موسم غنائي استثنائي يجمع محمد عبده وأنغام وتامر حسني