ارتفعت تكلفة الحج البري في مصر لموسم 1446 هـ / 2025 م بنسبة تقارب 30% مقارنة بالعام الماضي، لتبدأ من 225 ألف جنيه وتصل إلى 260 ألف جنيه، بحسب ما أعلنته وزارة السياحة والآثار عقب اعتماد الضوابط النهائية لبرامج الحج السياحي.
هذا الارتفاع المفاجئ أثار تساؤلات واسعة في الأوساط الشعبية والدينية، لا سيما مع اعتبار الحج البري الخيار الأقل تكلفة مقارنة بالحج الاقتصادي والطيران، وكان طوق نجاة لآلاف الحجاج المصريين من محدودي ومتوسطي الدخل.
تفاصيل الأسعار الجديدة لبرامج الحج البري 2025
وفقًا للضوابط المعتمدة من الوزارة، جاءت الأسعار الجديدة على النحو التالي:
- برنامج سياحي بري (أ): إقامة بفنادق حتى مسافة 1250 متر من الحرم، بسعر 260 ألف جنيه.
- برنامج سياحي بري (ب): إقامة بفنادق على بُعد بين 1250 إلى 2000 متر، بسعر 245 ألف جنيه.
- برنامج سياحي بري (ج): إقامة في مناطق مثل العزيزية والنزهة والزاهر، بسعر 225 ألف جنيه.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأسعار لا تشمل تذاكر الطيران، وهي زيادة تُقدَّر بنحو 30% مقارنة بأسعار العام الماضي.
مقارنة مع أسعار 2024: القفزة بالأرقام
في موسم 2024، تراوحت أسعار الحج البري بين 191 ألف جنيه إلى 225 ألف جنيه حسب المسافة من الحرم ومستوى الإقامة، وذلك بعد احتساب رسوم النقل.
على سبيل المثال:
- الإقامة في فندق على بُعد 1750 مترًا من الحرم كانت تكلف 225 ألف جنيه فقط.
- أما الإقامة بفنادق 5 نجوم قريبة (250 مترًا من الحرم)، فقد بلغت تكلفتها 230 ألف جنيه بعد إضافة سعر النقل.
ما يعني أن الأسعار قفزت هذا العام بنحو 35 ألف جنيه في بعض البرامج، رغم أن الخدمات لا تختلف جوهريًا.
ما وراء الزيادة؟.. 4 أسباب رئيسية
1.ارتفاع تكاليف الإقامة بالسعودية
شهدت مكة والمدينة تطورات عمرانية ضخمة خلال السنوات الأخيرة، ما رفع من أسعار الفنادق والخدمات السياحية، حتى في المناطق البعيدة نسبيًا عن الحرمين.
وزارة السياحة أوضحت أن المسكن يجب أن يكون مدرجًا على المسار الإلكتروني السعودي، وأن يخضع لمعاينة ميدانية دقيقة لضمان السلامة والجودة، مما أدى إلى تقليص الخيارات الاقتصادية المتاحة.
2. شروط جديدة للسكن والنقل
فرضت الوزارة هذا العام اشتراطات أكثر صرامة على السكن، من بينها:
- عدم التسكين في الأدوار غير المناسبة مثل الأسطح والميزانين.
- توفير حافلات (شاتل باص) إلزامية للفنادق التي تبعد أكثر من 1250 مترًا عن الحرم.
- ألا تزيد المسافة عن 4000 متر في مكة، و1250 متر في المدينة.
تلك الاشتراطات رفعت من تكلفة البرامج السياحية، إذ أصبحت الشركات مُلزمة بتأمين وسائل نقل خاصة وتوفير مساكن بمواصفات دقيقة.
3. زيادة أسعار النقل البري
وافقت وزارة السياحة على تشغيل 150 أتوبيسًا سياحيًا هذا العام، 80% منها موديلات حديثة من 2020 إلى 2024. هذه الأتوبيسات، على الرغم من جودتها، تحمل تكلفة تشغيل وصيانة أعلى، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع أسعار الوقود ورسوم الطرق البرية، سواء داخل مصر أو في المملكة.
4. التضخم وسعر الصرف
تأثرت برامج الحج بشكل عام بارتفاع معدلات التضخم المحلي وتغيرات سعر الصرف مقابل الريال السعودي والدولار، وهو ما انعكس تلقائيًا على كلفة الحجز، الخدمات، والوجبات التي تقدم للحجاج في الأراضي المقدسة.
ردود فعل الشارع المصري
قوبلت الزيادة بردود فعل متباينة؛ إذ أعرب كثيرون عن استيائهم من الأسعار المرتفعة، معتبرين أن الحج أصبح “مستحيلًا” للطبقة المتوسطة، فيما دافعت شركات السياحة عن التسعير، مؤكدة أنه يأتي ضمن ظروف خارجة عن إرادتها.
وقال أحد مسؤولي الشركات المنظمة لموسم الحج، إن “تكاليف الإقامة والتنقل بالسعودية تضاعفت، وشروط التسكين الجديدة ترفع الكُلفة، ونحن ملزمون بتطبيق الضوابط لضمان سلامة الحجاج”.
– اقرأ أيضًا: مجلس الوزراء يقرر تطبيق ضريبة الدمغة على تعاملات البورصة بدلاً من الأرباح الرأسمالية.. خبير اقتصادي يعلق