نشر عمار علي حسن ، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، منشورًا تحت عنوان: “في ذكرى يوم تخلي مبارك عن السلطة أو إجباره على التنحي، سيان، هناك شهادة لابد أن أذكرها”.
وجاء نص البيان كالتالي:
عند العاشرة ليلًا من يوم 25 يناير جاء الذين اجتمعوا من مجلس أمناء “الجمعية الوطنية للتغيير” وأعضاء فيما كان يُعرف بـ “البرلمان الشعبي” إلى ميدان التحرير، وفي أيديهم بيان يريدون أن يُتلى على المتظاهرين.
لم يكن هناك سوى مكبر صوت ضعيف، علقناه في عمود إنارة، وقال لي الدكتور أحمد دراج: قدم الدكتور عبد الجليل مصطفى ليقرأ البيان.
قلت عبارات قصيرة بأعلى صوت ممكن لأقدم الرجل، فلمَّا بدأ يقرأ البيان، راح الميدان يصفق، حتى وصل إلى بند يطلب بقاء مبارك في منصبه حتى نهاية مدة حكمه في سبتمبر 2011، على أن يعين نائبًا له، كي يقطع الطريق على توريث نجله جمال، وذلك بعد مطالبات بحل البرلمان المزور، ووضع قواعد صارمة لانتخابات نزيهة وحرة وعادلة، وتعديل الدستور، وإنهاء حالة الطوارئ، ووجود خطة اقتصادية مدروسة للتنمية، ومحاربة الفساد بلا هوادة.
ما إن نطق د. عبد الجليل ببقاء مبارك حتى صرخت مجموعة من الشباب، في منتصف الحشد، وشاهدت واحدًا منهم لم أقابله بعدها في الميدان، يطلب من المعترضين أن يرفعوه، ففعلوا، وجاء إليَّ قائلا:
ـ يا دكتور، إحنا هنا من الضهر، وأنت جايب رجل عجوز بالليل يسرق الثورة؟
ضحكت وقلت له:
ـ أنا معكم من الضهر هنا، والرجل اللي بتتكلم عنه، موجود في الشارع قبل ما تتولد بسنوات طويلة.
وأفلح هؤلاء، الذين لا أعرف إلى جهة ينتمون ولم نرهم أبدًا في الحياة السياسية التي كان بها شباب نعرفهم، في أن يجعلوا الميدان يهيج ويموج، فحالوا دون إكمال البيان.
الخلاصة: كانت الجمعية الوطنية وقتها لا تريد وجود فراغ في السلطة، مع أن مبارك لو بقي فربما سجن المعارضين جميعًا، وربما امتثل لإرادة الشعب، وأعاد ترتيب نظام الحكم على وضع أفضل قبل أن يسلمه لخلفه بعد سبعة أشهر، لاسيما أن كثيرين وقتها كانوا يرون نظام مبارك يمكن إصلاحه.
الرابط المختصر https://alhorianews.com/9mgy