وُلد الفنان إبراهيم نصر النخيلي في 18 أغسطس 1946 بحي شبرا، القاهرة، لأسرة صعيدية من بلدة النخيلة بمحافظة أسيوط.
ظهرت موهبته الفنية منذ الصغر، حيث كان بارعًا في تقليد الفنانين والمشاركة في المسرح المدرسي، مما أتاح له فرصة مبكرة للتعبير عن قدراته. التحق بكلية الآداب، قسم الفلسفة
وتخرج منها عام 1972، لكنه لم ينجذب للعمل الأكاديمي، بل اختار طريق الفن، وبدأ حياته المهنية كمونولوجيست، ثم انتقل إلى التمثيل، حيث وجد نفسه وانطلق نحو النجومية.
إبراهيم نصر مشوار سينمائي حافل
دخل إبراهيم نصر عالم السينما منتصف السبعينيات، وكانت بداياته قوية، حيث شارك في أفلام مثل “بيت بلا حنان” عام 1976، و”حد السيف” في 1986، و”امرأة واحدة لا تكفي” عام 1990.
امتلك القدرة على تقديم أدوار متنوعة، تجمع بين الكوميديا والتراجيديا، وتألق في فيلم “شمس الزناتي” عام 1991 بجوار عادل إمام، وجسّد دورًا مميزًا في “حسن اللول” (1997)، أيضا في فيلم “إكس لارج” (2011)
تميّز أداؤه بالبساطة والصدق، مما جعله قريبًا من القلوب، دون الحاجة إلى استعراض أو مبالغة.
إبراهيم نصر ملك المقالب.. الكاميرا الخفية
رغم نجاحاته السينمائية، ظل إبراهيم نصر أكثر ارتباطًا في وجدان الجماهير ببرنامجه الشهير “الكاميرا الخفية”، الذي قدّمه لسنوات طويلة خلال شهر رمضان.
لم يكن مجرد مذيع، بل كان مبدعًا في صناعة المواقف والمقالب بذكاء شديد.
اعتمد البرنامج على الطرافة والتلقائية دون الإساءة للضيوف، مما جعله مادة محببة للمشاهدين من مختلف الأعمار. أصبح البرنامج أيقونة رمضانية لا تغيب، وكان ينتظره الجمهور يوميًا.
زكية زكريا.. الشخصية التي لا تُنسى
من أبرز ما قدّمه نصر في مشواره الفني شخصية “زكية زكريا”، السيدة المسنّة غريبة الأطوار، صاحبة الإطلالة الشعبية بالحجاب والنظارة السوداء، التي أوقعت عشرات الضيوف في مواقف محرجة، بينما كان الجمهور يضحك من خلف الشاشات.
تمكّن نصر من إتقان الأداء التنكري إلى درجة أذهلت الجميع، وتحولت هذه الشخصية إلى ظاهرة مجتمعية وقتها، وصار اسم “زكية زكريا” مرتبطًا بالضحك والدهشة، ولا يزال حاضرًا في ذاكرة الثقافة الشعبية المصرية.
رحيل مفاجئ ووداع مؤثر
في صباح يوم الثلاثاء 12 مايو 2020، رحل إبراهيم نصر عن عمر ناهز 73 عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة.
تم تشييع جثمانه من الكنيسة المرقسية بالأزبكية، ودفن في مدافن الأسرة بمنطقة العباسية.
سادت حالة من الحزن بين جمهوره وزملائه، ونعته نقابة المهن التمثيلية وعدد كبير من الفنانين بكلمات مؤثرة. عبّر الجميع عن فخرهم بما قدّمه، واعتبروه فنانًا نقيًا وصاحب موهبة فريدة لا تُنسى.
إرث فني لا يُنسى
رغم قلة ظهوره الإعلامي في سنواته الأخيرة، إلا أن إبراهيم نصر ظل حاضراً بفنه.
لم يكن مجرد ممثل أو مقلد أصوات، بل فنان شامل أضحك الناس من القلب، ترك وراءه إرثًا فنيًا يستمر تأثيره في الأجيال الجديدة.
لا تزال أعماله تُعرض على القنوات، وتحقق نسب مشاهدة مرتفعة، بينما تبقى شخصية “زكية زكريا” عنوانًا للبساطة والابتكار، وواحدة من أكثر الشخصيات الكوميدية شهرة في تاريخ الشاشة المصرية.