تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الثالثة والعشرون لرحيل أسطورة النادي الأهلي، صالح سليم، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 2002، بعد صراع مرير مع المرض، لكنه بقي حاضرًا في وجدان جماهير القلعة الحمراء وكل من عشق الكرة المصرية.
رحل المايسترو، لكن إرثه باقٍ، واسمه لا يزال يتردد بين جنبات النادي الأهلي، الذي ارتبط به لاعبًا وإداريًا ورئيسًا، وظل دائمًا رمزًا للانضباط والهيبة والقيادة الحكيمة.
“الأهلي فوق الجميع”.. لم تكن مجرد مقولة، بل نهجًا إداريًا رسّخه صالح سليم طوال مشواره، وطبعه في وجدان الجماهير برسالة خالدة: “الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه”.
مسيرة أسطورية داخل الملعب
ولد صالح سليم في 30 سبتمبر 1930 بحي الدقي بمحافظة الجيزة، وانضم لناشئي الأهلي عام 1944، قبل أن يلتحق سريعًا بالفريق الأول في نفس العام، ليبدأ رحلة طويلة من العطاء الكروي استمرت حتى عام 1967، تخللها تجربة احتراف قصيرة في نادي جراتس النمساوي.
حقق سليم مع الأهلي 20 بطولة محلية، من بينها 11 لقبًا للدوري و8 بطولات كأس، إلى جانب كأس الجمهورية المتحدة.
كما سجّل اسمه بحروف من ذهب كصاحب أكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة، حين أحرز 7 أهداف في شباك الإسماعيلي عام 1958.
على المستوى الدولي، دافع عن ألوان منتخب مصر في 24 مباراة، وسجّل 5 أهداف، وكان أحد عناصر الجيل الذهبي المتوَّج بكأس الأمم الأفريقية 1959 بالقاهرة، كما شارك في أولمبياد روما 1960، وكانت آخر محطاته الدولية في بطولة أفريقيا 1962 بأديس أبابا.
من الملعب إلى مقعد القيادة
بعد اعتزاله، انتقل صالح سليم إلى العمل الإداري، وتولى منصب مدير الكرة بالأهلي في أوائل السبعينات، قبل أن يدخل المعترك الانتخابي ويحصل على رئاسة النادي في 1980، ويقوده بنجاح حتى 1988. وعاد مجددًا لكرسي الرئاسة عام 1990 ليستمر حتى وفاته، بعدما طالبت به الجماهير لإصلاح المسار وإعادة الهيبة للنادي.
المايسترو والفن
لم تقتصر مسيرة صالح سليم على كرة القدم، بل خاض تجربة فنية ناجحة وشارك في عدد من الأفلام التي لا تزال تحظى بمكانة خاصة، أبرزها “الشموع السوداء”، “الباب المفتوح” و”السبع بنات”، مقدّمًا نموذجًا مختلفًا للاعب الكرة المثقف صاحب الحضور القوي.
بدأت رحلة المرض مع صالح سليم في أواخر التسعينات، بعدما تفشّى السرطان في الكبد ثم المعدة، وظل يقاوم إلى أن دخل في غيبوبة انتهت بوفاته يوم 6 مايو 2002، عن عمر ناهز 72 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا رياضيًا وإداريًا وإنسانيًا لا يُنسى.