كتبت: أسماء محمود
فى مشهد يجسد دور العزيمة والإرادة فى تحقيق الذات والقدرة على النجاح وتخطي الصعوبات يحقق ذوو القدرات الخاصة إنجازات فى كل المجالات؛ لما يتميزون به من إرادة تدفعهم إلى النجاح والتفوق والتحدي.
الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة
وفي إطار دور الدولة ومؤسسات المجتمع المدني فى تنمية مهارات ذوي الاحتياجات، المعروفين إعلاميًّا بـ “القادرون باختلاف” ومساعدتهم على التمتع بحقوقهم وكرامتهم ومشاركتهم كفاعلين ومتساوين فى المجتمع، قامت مؤسسات المجتمع المدني فى المنيا باستثمار طاقاتهم من خلال مشروع تمكين الأسر الريفية الضعيفة التابع لمنظمة الفاو بقرية منشأة المغالقة بالمنيا.
حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
يأتي ذلك انطلاقا من الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس السيسي وتطبيقا لقانون رقم ١٠ لسنة ٢٠١٨ الخاص بحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة قامت تلك المؤسسات بالاهتمام بالتمكين الاقتصادي لذوي الإعاقة ومنحهم فرصا للتدريب والتأهيل والتشغيل بما يتناسب مع قدراتهم فى ظل دعم القيادة السياسية من أجل حصول ذوي الاحتياجات على حقوقهم كاملة.
استثمار قدرات ذوي الاحتياجات فى مشروع زراعة شتلات القصب
وأكد المهندس مؤمن جيلاني خبير مدرسة المزارعين الحقلية بمدرسة الفاو أن المدارس الحقلية التابعة لمشروع تمكين المجتمعات الريفية الضعيفة نجحت في الاستفادة من قدرات ذوي الاحتياجات في مشروع زراعة شتلات القصب، والذي أصبح بداية جديدة لشباب وفتيات “قادرون باختلاف” والذين استطاعوا بالعمل والاجتهاد زيادة إنتاجية هذة الحقول الزراعية، وأصبحوا أيادٍ خضراء ماهرة قادرة على تحقيق النجاح ومطلوبين فى سوق العمل الزراعي؛ مما وضعهم على جسر التمكين الاقتصادي وزيادة الإنتاجية للمزارعين.
تأسيس ١٠ مدارس حقلية لريادة الأعمال
وأضاف جيلاني أنه تم إنشاء ١٠ مدارس حقلية لريادة الأعمال بقرية منشأة المغالقة خاصة بشتلات القصب، والتي تستهدف الصم، مشيرا إلى أنه تم تدريبهم لإنتاج شتلات القصب وعمل إنتاج خاص بهم، وتابع أن المشروع دربهم على دراسة الجدوى وتحليل المخاطر، وأصبحت لديهم فرص تعاقدية لشتلات القصب.
ذوو الاحتياجات حققوا معدلات عالية الإنتاجية
ومن جانبه قال المهندس وليد الهنداوي ميسر إن مشروع المدارس الحقلية التابع لمنظمة الفاو استهدف فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأضاف “قمنا بتدريبهم من خلال المشروع على إنتاج شتلات القصب، وبالفعل كان لديهم استجابة ورغبة شديدة فى العمل، وحققوا إنتاجا عاليا”، مؤكدا أن ذوي الاحتياجات الخاصة “قادرون باختلاف” لديهم القدرة على التعلم والإنجاز ولديهم إصرار على النجاح؛ حتى يتمكنوا من العيش فى حياة كريمة.
قادرون باختلاف يطالبون باستمرار دعم المشروع
وعبَّر حاتم يوسف ومحمد صابر (من الصم) عن سعادتهما البالغة بالعمل فى هذا المشروع الذي نجحا في أن يخلقا لأنفسهما فرص عمل من خلال برامج التدريب والتأهيل التي التحقا بها، وأصبح لديهما القدرة على إنتاج شتلات عالية الإنتاجية، مطالبين الجهات المعنية و الحكومية باستمرار دعمهما لمواصلة العمل والإنتاج ورفع مستواهما الاقتصادي.
ذوو الاحتياجات يتحدثون عن مراحل مشروع شتلات القصب
وقدم أحمد يوسف وحاتم أبو زيد وصفاء وإيمان (من الصم والبكم) عرضا تفصيليا بلغة الإشارة لمراحل إنتاج وزراعة القصب بالشتل والتي تشمل (البراعم – الاستنبات – الصوبة الزراعية – الأرض المستديمة)، بما يسهم في توفير الأسمدة والمياه والمبيدات والأيدي العاملة وتقليل كمية القصب المستهلك في إنتاج الفدان الواحد، حيث تقوم الجهات المنفذة بدعم المشاركين بكافة الأدوات اللازمة للإنتاج وتدريبهم لتحقيق أعلى معدل إنتاجية لشتلات القصب ليكون فيما بعد بمثابة مشروع مستقل لذوي الاحتياجات الخاصة.
محافظ المنيا يشيد بمشروع إنتاج القصب بالشتلات
وتفقد اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا، اليوم الاثنين، المدرسة الحقلية بقرية منشأة المغالقة بمركز ملوى ، مشيداً بنجاح تجربة إنتاج محصول القصب بالشتل لذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك في إطار متابعة نتائج التجربة الميدانية الناجحة لمدارس المزارعين الحقلية، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز الانتاج الزراعي، وتبنى الممارسات الذكية مناخياً، ضمن مشروع تمكين المجتمعات الريفية الضعيفة بمحافظة المنيا، الذي تنفذه وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبدعم من الحكومة النرويجية.
محافظ المنيا يشهد حفل تخرج مدارس المزارعين الحقلية
كما شهد محافظ المنيا، حفل تخرج مدارس المزارعين الحقلية، مشيدا بنجاح أول مدرسة حقلية بمحافظة المنيا وتعاون منظمة الأغذية والفاو ودورها الفعال والحيوى فى جميع الأنشطة والمشروعات التى تتم على أرض المحافظة، مؤكدًا أن ما تحقق هو نموذج مشرف للتعاون بين الجهات التنفيذية والمزارعين، ويسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي للأسرة والدولة، مشددًا على أهمية استغلال كل شبر من الأراضي الزراعية، خاصة مع التوسع في استخدام ممارسات الزراعة الذكية، ما يعزز من دخل المزارع ويحسن مستوى معيشته.
وتبادل محافظ المنيا الحديث مع المزارعين المشاركين ومستفيدي المدرسة الحقلية، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم لتطوير الأداء، مؤكدًا دعم المحافظة الكامل لمثل هذه المبادرات التي تشجع على العلم والتطور في جميع مجالات الحياة.
توفير أماكن لتسويق المنتجات
وأكد محافظ المنيا، أن المشروع يمثل إضافة كبيرة للمنيا باعتبارها من أكبر المحافظات الزراعية في مصر، كما يتماشى مع استراتيجية الدولة لبناء الانسان المصرى وتنمية الاقتصاد الأخضر وتحسين الأمن الغذائي ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب توفير أماكن لتسويق المنتجات وتقديم الدعم اللازم لأصحاب المشروعات لتحقيق النتائج المرجوة، لافتا إلى أن المشروع يتفق مع المبادرة الرئاسية حياة كريمة ” لتحسين الحياة المعيشية للمواطنين وخاصة في الريف
المصرى.
مدارس المزارعين الحقلية تستهدف تدريب ١٠٠ مزارع
من جانبه استعرض الدكتور عماد إسماعيل مدير المشروع تجربة ونتائج مدرسة المزارعين الحقلية، موضحاً أن مدارس ريادة الأعمال الزراعية تستهدف تدريب 100 مزارع على أنشطة ريادة الأعمال، وعقب انتهاء التدريب يتم إنشاء 50 مشروعا فرديا، و5 مشروعات جماعية لصالح المتدربين من صغار المزارعين والمشاركين في المدارس الحقلية، كما يتم توعية المشاركين بأهمية التغذية الصحية السليمة وبعض قضايا النوع الاجتماعي.
وأضاف إسماعيل أن المشروع بدأ تنفيذه منذ ديسمبر 2023 ويستمر حتى نوفمبر 2026 بدعم من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والمجلس القومي للمرأة، حيث يستهدف الفئات المستفيدة من برنامج تكافل وكرامه بواقع 10 قرى بمحافظه المنيا ما بين صغار المزارعين الذين يزرعون مساحة أرض تقل عن فدان واحد – السيدات والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة الباحثين عن العمل – السيدات المعيلات اللائي يعاني أطفالهن من سوء التغذية وذلك من خلال إجراء مسوحات أساسية اجتماعية واقتصادية قائمة على النوع الاجتماعي بغرض تقييم الاحتياجات المعيشية للأسر الريفية ووضع استراتيجية لاستهداف المشاريع تعزيز الدخل والمشروعات متناهية الصغر .
محافظ المنيا يكرم عدد من النماذج الناجحة فى المشروع
وكرم المحافظ عدداً من النماذج الناجحة للمشاركين بالمدرسة الحقلية الأولى للكرنب ، وتسليم شهادات تقدير وهدايا عينية عبارة عن جهاز لاب توب يدوى يساعد في زراعة كافة محاصيل الحبوب بما يوفر عمالة ووقت وجهد ، كما يستطيع المزارع استخدامه كمشروع استثماري صغير من خلال زراعة المحاصيل بالأراضي الأخرى مقابل عائد مادی جید.
المساهمة في الحد من الفقر وتعزيز الأمن الغذائي والتغذية
يُذكر أن المشروع يستهدف تحسين سبل العيش لـ 2000 أسرة ريفية في 10 قرى من القرى الأكثر احتياجًا بمحافظة المنيا من خلال ثلاثة محاور رئيسية: الزراعة الذكية مناخيًا، ريادة الأعمال، والنوع الاجتماعي بما يتماشى مع مبادرة “حياة كريمة” وذلك في إطار المساهمة في الحد من الفقر وتعزيز الأمن الغذائي والتغذية وسبل العيش المرنة للمجتمعات الريفية وإعادة بناء نظام غذائي أكثر استدامة وقدرة على التكيف مع المناخ.