ولد الشيخ محمود علي البنا بقرية شبرا باص، شبين الكوم التابعة لمحافظة المنوفية في 17 ديسمبر 1926 وتوفي في 20 يوليو عام 1985 عن عمر ناهز الـ58 عام قضاها في خدمة القرآن الكريم.
تلقى البنا حفظ القرآن الكريم في كُتَّاب قريته على يد الشيخ موسى المنطاش ليتم حفظ القرآن وهو في التاسعة من عمره.
تعلم القراءات بعد انتقاله إلى مدينة طنطا وتلقى العلوم الشرعية على يد الإمام إبراهيم بن سلام، ثم انتقل إلى القاهرة عام 1945 وبدأت رحلة دراسته في علوم المقامات على يد الشيخ درويش الحريري، وكان يحرص دائماً على تتبع مشاهير القراء ليصغي إليهم فيتعلم منهم ويقوم بتقليدهم أمام زملائه.
بدأ صيته عندما بدأ القراءة في المناسبات والمآتم ومسجد الخازندار بشبرا وفي إحدى المرات كان من بين المستمعين صالح باشا حرب، رئيس جمعية الشبان المسلمين آنذاك، فأعجب بصوته بصوت الشيخ محمود البنا وعينه قارئ للجمعية، وفي إحدى الاحتفالات الكبرى للجمعية والتي كانت تقام في رأس السنة الهجرية بدار الأوبرا ،والتي أذيعت عبر الإذاعة المصرية فقام صالح باشا حرب بإخبار محمك بك مدير الإذاعة بأن الشيخ محمود البنا هو قارئ الجمعية ويودون أن يفتتح الاحتفال فرفض محمد بك لعدم اعتماد البنا من قبل الإذاعة.
رفض مدير الإذاعة منح الشيخ محمود البنا فرصة لإذاعة صوته عبر الإذاعة آثر في نفسه وحزن لما حدث ولكن سرعان ما جاء إليه ميعاد باختبار في الإذاعة، فخاض الاختبار ووفق به عن جدارة واستحقاق فذيع صيته في مصر كلها.
قصته مع التسجيل المرتل
عند وفاة والد الرئيس جمال عبد الناصر استدعي القراء وكان من بينهم الشيخ محمود علي البنا وعندما استمع إليه الرئيس جمال عبد الناصر طلب من السيكرتير الخاص به بأن يخبر الشيخ محمود برغبته بأن يسمع القران مرتل منه وبعد انتهاء العزاء توجه الرئيس جمال عبد الناصر إلى القراء ليسلم عليهم ويشكرهم كما أبدى إعجابه الشديد للشيخ البنا على جمال صوته وأخبره برغبته في عقد العزم على تسجيل القرآن الكريم بصوت الشيخ محمود البنا فسجل البنا القران الكريم في ٢٦ يوماً فقط.
اختير قارئًا لمسجد عين الحياة في نهاية الأربعينيات، ثم لمسجد الإمام الرفاعي في الخمسينيات، وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدي في طنطا عام 1959. وظل به حتى عام 1980 حيث تولّى القراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته.
ترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات