تعتبر مشكلة التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء واحدة من القضايا التي تثير قلق العديد من الأمهات والمربين على حد سواء،فمواجهة مثل هذه التحديات تتطلب وعياً عميقاً وفهماً دقيقاً لجذور المشكلة،الجهل بكيفية التعامل مع الطفل الذي يظهر علامات العصبية قد يؤدي إلى تفاقم الحالة، مما يؤثر سلباً على نمو الطفل العقلي والعاطفي،لذا، يجب علينا أن نتطرق إلى أسباب العصبية وكيفية تقديم الدعم والتوجيه الصحيح،في هذا المقال، سنبحث في استراتيجيات فعالة للتعامل مع الطفل العصبي وكيفية تيسير عملية التواصل معه.
كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء
تتعدد الطرق الفعالة لمواجهة عصبية الطفل، ويتطلب الأمر من الأهل الفهم العميق لفكرة تأهيليه وتوجيهه بدلاً من التورط في صراعات،من الضروري أن ندرك أن كل طريقة مما سنستعرضه تهدف إلى تحسين التواصل مع الطفل ودعمه،وفيما يلي سنتناول بعمق بعض هذه الاستراتيجيات
1- قدم له الدعم النفسي والعاطفي
غالباً ما تنبع عصبية الطفل من شعوره بالخوف والقلق من محيطه،ومن الشائع أن يعتقد بعض الأهل أن تقديم الاستقلالية للطفل يعني تركه يتعامل بمفرده، وهذا تصور خاطئ يمكن أن يؤدي إلى تفاقم العصبية،من المهم أن يشعر الطفل بالأمان والدعم من قبل والديه، مما يمكنه من مواجهة التحديات بثقة.
يجب على الأهل تعزيز حس الأمان لدى الطفل من خلال اللمس والإحساس، مما يساعد في تلبيه احتياجاته العاطفية،الأطفال، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، يحتاجون إلى توجهات واضحة من أجل التعبير عن مشاعرهم بدون خوف من النقد،علينا كذلك أن نكون قدوة حسنة لهم في كيفية التعبير عن المشاعر.
2- لعب الرياضة
من الأسباب المحتملة لعصبية الطفل هو تراكم الطاقة بداخله،لذا فإن إدخاله في أنشطة رياضية يعتبر من الحلول الفعالة،يجب تشجيع الطفل على الانخراط في الرياضات الجماعية مثل كرة القدم أو السباحة، إذ تساهم في تطوير مهارات التواصل لديه وتنمية حس التعاون.
كما تلعب الرياضة دوراً مهماً في تعزيز الصحة النفسية والعاطفية للطفل، مما يمنحه الفرصة لتفريغ طاقته بطرق إيجابية،إذ أنها تعلمه كيفية معالجة المشاعر بشكل صحيح، وتهيئته لتقبل مشاعر الآخرين، مما يسهم في تطوير شخصيته بشكل سليم.
3- خصص له وقتًا
من الضروري تخصيص وقت محدد للحديث مع الطفل، حيث يحتاج إلى فهم مشاعره والتعبير عنها،أحيانًا يشعر الطفل بأنه غير مفهوم، مما يؤدي إلى العصبية،ولذلك، يجدر بالأهل تخصيص جلسات للحديث مع الطفل حول ما يشعر به وكيف يمكنه التعبير عن مشاعره بشكل أكثر فعالية.
تعتبر هذه الأوقات فرصة لتعليم الطفل كيفية التعامل مع مشاعره بطريقة صحيحة، مما يعزز ثقته بنفسه ويعزز فهمه للحدود الاجتماعية المرغوبة.
4- كن نعم القدوة
يعد الأهل نموذجاً يحتذي به الطفل، لذا فالتصرفات والعواطف التي يظهرها الأهل تنعكس بشكل مباشر على سلوك الطفل،إذا كان الأهل يعيشون في بيئة مليئة بالتوتر والعصبية، فمن المحتمل أن يتبنى الطفل هذه السلوكيات،لذلك، يجب على الأهل أن يكونوا واعين لتصرفاتهم أمام أطفالهم.
يجب عليهم السعي لإظهار الهدوء والحكمة في مواجهة التحديات، مما يعزز قدرة الطفل على التكيف مع المشاعر السلبية بطريقة أكثر صحة.
5- التربية الدينية
تربية الطفل على القيم الدينية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تشكيل سلوكياته،التعرف على التعاليم الدينية حول أهمية كظم الغيظ والتسامح يمكن أن يساهم في تحسين سلوكيات الطفل ويعزز استخلاص العبر من المواقف المختلفة،كما يمكن أن تشجع التعاليم الدينية الطفل على اتخاذ مسارات إيجابية في مواجهة مشاعره.
6- لا تصدر أحكامًا سريعة
يحتاج الأهل إلى التعاطف والفهم، وعدم إصدار الأحكام السريعة على الطفل في حالة تصرفه بعصبية،يجب أن نسعى لفهم الأسباب وراء سلوكيات الطفل بدلاً من تجريمه،العديد من الأطفال يتصرفون بعصبية كاستجابة لمشاعرهم ولا تأتي من فراغ، لذا من الضروري توخي الحذر عند التقييم.
7- طبق مبدأ الثواب والعقاب
تعد استراتيجيات التعزيز الإيجابي قوية جداً في تعليم الطفل السلوكيات المرغوبة، لذا يجب على الأهل السعي لمكافأة الطفل عند تصرفه بشكل جيد،هذه الطريقة تساعد الطفل على فهم توقعات الأهل، مما يجعله أكثر استجابة للتوجيهات،يجب على الأهل أيضاً مراعاة أن مكافآت بسيطة قد تحدث تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا.
8- كطفل أحيانًا، كراشد حينًا آخر
ينبغي أن تكون طرق التعامل مع الطفل مرنة، حيث يحتاج الطفل أحيانًا إلى توجيه أبوي بينما يحتاج في أوقات أخرى إلى الحرية في التعبير عن نفسه،التوازن في ردود الأفعال قد يساعد الطفل على التعلم كيفية إدارة مشاعره بطريقة ناضجة.
علامات العصبية لدى الأطفال
قد تكون علامات العصبية لدى الأطفال مقلقة،من العلامات الشائعة التي يمكن أن تشير إلى هذه المشكلة
- إيذاء النفس عند الغضب، مثل البكاء بشكل مفرط أو ضرب الرأس.
- الصراخ المستمر لفترات طويلة.
- الكلام الغير لائق والتعبير عن الغضب بطريقة تؤذي الآخرين.
- محاولة إيذاء الآخرين، مثل الإخوة أو الوالدين.
- قضم الأظافر والتحدث بسرعة عند الغضب.
- تكسير الأشياء من حوله كوسيلة للتعبير عن مشاعره.
أسباب العصبية لدى الأطفال
من المهم التطرق إلى الأسباب المحتملة لعصبية الأطفال، ومنها
- وجود تفرقة في المعاملة بين الأخوة، مما يجعل الطفل يشعر بأنه غير محبوب.
- الإفراط في التدليل، والذي قد يعزز من روح العصبية.
- تعرض الطفل لمحتوى عنيف في وسائل الإعلام يؤدي إلى تدعيم تلك التصرفات.
- وجود أمراض ناجمة عن مشاكل عصبية قد تزيد من حدة العصبية، كالتهاب الجيوب الأنفية أو فرط الحركة.
العصبية لدى الأطفال تأخذ عدة أشكال وأسباب،من المهم أن نكون واعين لتلك الأسباب وأن نقدم الدعم والتوجيه الملائمين أثناء تربية الطفل، بدلاً من اللوم أو النقد، مما يساعد على بناء شخصية متوازنة ومقدرة على مواجهة تحديات الحياة.