كتبت رفيدة عادل همام:
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الرئيس السوري أحمد الشرع يعتزم لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية منتصف مايو المقبل، وذلك بوساطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
يأتي هذا اللقاء المحتمل في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز العلاقات بين واشنطن ودمشق، ومناقشة قضايا سياسية واقتصادية تشمل تخفيف العقوبات على سوريا وإعادة الإعمار.
تفاصيل اللقاء المرتقب
نقل موقع “i24NEWS” الإسرائيلي عن مصدر سوري – لم يُسمِّه، أن اللقاء يأتي في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز العلاقات بين واشنطن ودمشق، ومناقشة قضايا سياسية واقتصادية تشمل تخفيف العقوبات على سوريا وإعادة الإعمار.
وفي سياق متصل، أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن ترامب سيزور المملكة العربية السعودية في مايو، مشيرة إلى أن التفاصيل الدقيقة للزيارة سيتم الكشف عنها لاحقًا.
من جهته، صرح ترامب للصحافيين في البيت الأبيض بأن زيارته المقبلة قد تشمل أيضًا الإمارات العربية المتحدة وقطر، حيث أشار إلى أهمية تعزيز التعاون مع هذه الدول في مختلف المجالات.
وتأتي هذه الزيارة في ظل التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا، حيث تولى أحمد الشرع رئاسة البلاد في ديسمبر 2024 بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
ومنذ توليه المنصب، قام الشرع بعدة تحركات دبلوماسية، من بينها زيارته للسعودية في فبراير الماضي، والتي تعد أول زيارة خارجية له، حيث التقى بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كما سبق أن زار وفد من الخارجية الأميركية دمشق في يناير الماضي، حيث التقى الشرع وبحث معه إمكانية تخفيف العقوبات الأميركية على سوريا، إضافة إلى مناقشة جهود محاربة الإرهاب والوضع الأمني في البلاد.
أهمية اللقاء المحتمل
يعد هذا اللقاء حال تأكيده رسميًا خطوة بارزة في السياسة الإقليمية، إذ يشير إلى مساعٍ متزايدة لإعادة ترتيب العلاقات الدولية في المنطقة، خصوصًا فيما يتعلق بالملف السوري ومستقبله السياسي والاقتصادي،و كما يعكس الدور السعودي المتنامي في الوساطة بين القوى الإقليمية والدولية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة إعادة تقييم استراتيجيتها في الشرق الأوسط، وسط تقلبات سياسية وأمنية، فيما تواصل السعودية دورها كمحور أساسي في حل الأزمات الإقليمية.
احتمالات زيارات أحمد الشرع لدول أخرى
إلى جانب اللقاء المحتمل بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في السعودية، تشير مصادر دبلوماسية إلى أن الشرع قد يقوم بجولة خارجية تشمل عدة دول أخرى لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية لسوريا.
ووفقًا للتوقعات، فإن الشرع قد يزور:
روسيا: حيث تربط دمشق وموسكو علاقات وثيقة، ومن المحتمل أن يجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين لمناقشة الدعم الروسي لسوريا في المرحلة المقبلة، لا سيما فيما يخص إعادة الإعمار والتعاون العسكري.
إيران: باعتبارها أحد الحلفاء التقليديين لسوريا، قد يزور الشرع طهران لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة التنسيق السياسي والعسكري، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية.
الصين: تسعى بكين إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، وقد يكون لدى سوريا اهتمام بجذب الاستثمارات الصينية في مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية.
مصر: القاهرة تلعب دورًا متزايدًا في القضايا الإقليمية، ومن المتوقع أن تشمل أجندة الزيارة محادثات حول استعادة سوريا لمكانتها في الجامعة العربية وتعزيز التعاون الاقتصادي.
الإمارات العربية المتحدة: سبق وأبدت الإمارات انفتاحًا على تحسين العلاقات مع دمشق، ومن المحتمل أن يناقش الطرفان الاستثمارات وإعادة إعمار سوريا.
تركيا: رغم التوترات بين البلدين، فإن التقارب الحذر بين أنقرة ودمشق قد يدفع الشرع إلى التفكير في زيارة أنقرة لمناقشة القضايا الأمنية واللاجئين والتنسيق الإقليمي.
هذه الزيارات المحتملة تأتي في إطار سياسة الشرع لتعزيز الحضور السوري دبلوماسيًا على الساحة الدولية وإعادة ترتيب علاقات بلاده وفق المعطيات الجديدة.
ويبقى لقاء الرئيس السوري بترامب إن تأكد رسميًا نقطة تحول في المشهد السياسي الإقليمي، قد تمهد لمرحلة جديدة من العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة.