حرم الله تعالى الكثير من الأمور في الدين الإسلامي لأسباب تعود إلى حماية المجتمع وأفراده،ومن بين هذه الأمور المحرمة، تبرز فاكهة الغيبة التي أصبحت شائعة في المجالس والنقاشات،يندرج هذا الحديث تحت المحرمات التي تهدف إلى حماية كرامة الأفراد وسمعتهم،يتناول هذا المقال بالتفصيل الأسباب التي أدت إلى تحريم الغيبة، والأخطار المتعددة التي تترتب عليها في ميادين الحياة المختلفة، بالإضافة إلى الأدلة الشرعية التي تدين هذا الفعل من الكتاب والسنة.
لماذا حرم الله فاكهة الغيبة
لقد حرّم الله سبحانه وتعالى فاكهة الغيبة بسبب المخاطر الكبيرة التي تسببها على الأفراد والمجتمع ككل،حيث إن الغيبة تعتبر من الأفعال الشنيعة التي تؤدي إلى زعزعة العلاقات بين الناس وتزرع الأحقاد،وبمجرد الحديث عن الناس بالسوء في غيابهم، يصبح هناك جروح قد يصعب شفاءها،من الآثار السلبية للغيبة هي نشر الفتن والخلافات بين الأفراد، وهنا بعض الأسباب التي تؤكد حرمة الغيبة
- تؤدي إلى نشر الخلافات والانقسامات بين الناس، الأمر الذي يؤثر على سلم المجتمع.
- تسبب في الإساءة للآخرين وتحطيم سمعتهم دون وجه حق، مما يمثل ظلماً كبيراً.
الدليل على حرمانية الغيبة
هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تؤكد حرمانية الغيبة، منها ما جاء في الكتاب والسنة،فقد قال الله تعالى في سورة الحجرات “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ وَلَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ” [سورة الحجرات، آية 12]،كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم،قال ذكرك أخاك بما يكره،قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) صحيح الجامع.
لماذا سميت فاكهة الغيبة بهذا الاسم
تُعرف الغيبة في الثقافة الإسلامية بأنها فعل مشين يتضمن الحديث عن الآخر بصورة سيئة في غيابه،وقد سُميت فاكهة الغيبة بهذا الاسم لأنها تنتشر في المجالس كأنها فاكهة يتشاركها الكثير،المستوى الأخلاقي في التعامل مع الآخرين يتأثر سلبياً بسبب انتشار هذه العادة، ومن أبرز أسباب تسميتها بهذا الاسم
- تشير إلى انتشارها بين كثير من الناس، حيث لا تخلو مجالاتهم الاجتماعية منها.
- تعمل على نشر الكره والفتنة بين الأفراد.
- تسهم في جمع السيئات، مما يؤدي إلى إثقال كاهل الفرد عنها.
لماذا سميت فاكهة الغيبة بفاكهة النساء
تفاصيل سُميت فاكهة الغيبة بفاكهة النساء تعود إلى أنها تظهر أكثر في مجالس النساء، حيث يُعتبر حديث الغيبة من العادات السيئة التي تحذر منها التعاليم الدينية،لم يُطلق على هذه الفاكهة اسمها بشكلٍ رسمي، بل هو بمثابة تعبير عن عادتهم في التحدث عن الآخرين،وهذا ما يظهر في الأدلة التي تحذر من هذه الأفعال، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم إن أكثر أهل النار من النساء. لذلك، يعتبر الحديث السيء عن الآخرين سلوكاً واجباً تجنبه بين الجميع.
أسباب الغيبة
- تراكم الضغائن بحق الآخرين، مما يصل إلى عداوة وخلافات.
- وجود أوقات فراغ كثيرة، تجبر الأفراد على الحديث عن غيرهم.
- تظاهر البعض بالقرب من المسؤولين عبر الحديث عن مثالب الآخرين.
- غياب التربية الدينية السليمة والتنشئة الصحية في بيئة علمية وثقافية.
- الصحبة مع أفراد بعيدين عن أحكام الدين وتعاليمه.
- التهاون في المجاملات الاجتماعية مما يؤدي ل تلك الأفعال الجاهلية.
- بعض الأفراد يرون في الغيبة مجرد تسلية وعمل لتخفيف الضغوط النفسية.
الآثار السلبية للغيبة
أكدت العديد من الدراسات والأبحاث الأثر السلبي للغيبة على الأفراد والمجتمع،حيث أن الغيبة تُعتبر من الأمور الضارة التي تُحدث آثاراً سلبية جسيمة في حياة الأشخاص، فمن أبرز آثارها
- تؤدي إلى تصاعد المشاكل في حياة الأفراد اليومية.
- تجعل الله يرفع الستر عن الشخص ويكشف عيوبه، كما ورد في الأحاديث الشريفة.
- تؤثر على سلامة الصوم وتخسر الصائم جزءاً من أجره.
إن الغيبة هي فاكهة محرمة، ولها تأثيرات ضارة على النفس والمجتمع، لذا يجب تجنبها للحفاظ على السلام الداخلي والأخلاقي في تعاملاتنا.