أصبح الكرنب الآن معروفًا بكونه مليئًا بالمواد الغذائية ومضادات الأكسدة، ويُصنف ضمن الخضراوات الصليبية مثل القرنبيط والبروكلي وكرنب بروكسل، وكلها غنية بالفيتامينات لكنه ليس مجرد محشي فقط.
الكرنب : كنز من الفيتامينات والمعادن
يتميز الكرنب بوفرة من العناصر الغذائية الأساسية، فهو خالٍ من الدهون والسكر والكوليسترول، ويحتوي على مستويات منخفضة جدًا من الصوديوم والسعرات الحرارية.
هذا التوازن الفريد يجعل الكرنب خيارًا ممتازًا لإضافته إلى النظام الغذائي، خاصة لأولئك الذين يبحثون عن خيارات منخفضة السعرات الحرارية أو صديقة للوزن.
وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، يحتوي كوب واحد من الكرنب الخام على 7 سعرات حرارية، 1 جرام من الكربوهيدرات، 1 جرام من الألياف، 493 ميكروجرام (68% من القيمة اليومية) من فيتامين ك، 21 ملليجرام (22% من القيمة اليومية) من فيتامين ج
كما يحتوي على 0.64 ملليجرام (8% من القيمة اليومية) من المنغنيز، 172 ميكروجرام (6% من القيمة اليومية) من فيتامين أ، 0.17 ميكروجرام (5% من القيمة اليومية) من الريبوفلافين، و177 ملليجرام (4% من القيمة اليومية) من الكالسيوم.
وفي نفس الوقت يحتوي على كميات أقل من العديد من العناصر الغذائية الأخرى، بما في ذلك حمض الفوليك، وهو أيضًا مصدر للمركبات النباتية التي تدعم الصحة بطرق مختلفة.
الفوائد الصحية : من حماية العين إلى دعم صحة العظام
نظرًا لمحتواه الغذائي الغني، يُساهم الكرنب في دعم العديد من الفوائد الصحية الهامة.
أولًا، يُقلل من خطر الضمور البقعي، حيث يُعد مصدرًا طبيعيًا للكاروتينات، خاصة اللوتين، الذي يحمي العينين من هذا المرض الذي يؤدي إلى فقدان الرؤية المركزية.
وأظهرت الدراسات زيادة تركيزات اللوتين في البلازما بعد تناول مستخلص الكرنب، مما يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالضمور البقعي بنسبة 37%. وفقا لمنظمة الصحة العالمية .
ثانيًا، يدعم صحة القلب، حيث قيمت دراسة تأثير تناول عصير الكرنب على خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، وخلصت إلى أن تناوله بانتظام له تأثير إيجابي على مستويات الكوليسترول في الدم، بفضل مركبات مثل السلفورافان.
ثالثًا، يُقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، فمركب السلفورافان الموجود فيه قد يكون له تأثيرات مثبطة على سرطان الثدي، سرطان الرئة، سرطان الكبد، وغيرها من الأورام الخبيثة، مما يجعله إضافة قيمة لنظام غذائي مضاد للسرطان.
رابعًا، يُساهم في دعم صحة العظام، لاحتوائه على الكالسيوم وفيتامين ك. فيتامين ك يلعب دورًا حيويًا في صحة العظام، وقد ارتبط نقصه بزيادة خطر الإصابة بكسور العظام.
كوب واحد منه يوفر 493 ميكروغرامًا من فيتامين ك، وهو أكثر بكثير من الكمية الموصى بها يوميًا.
أخيرًا، يدعم صحة الأمعاء، حيث يُساعد في دعم ميكروبات الأمعاء الصحية والمتوازنة، بفضل النسبة العالية من الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، وبعض المركبات النباتية التي تؤثر إيجابيًا على توازن وكمية البكتيريا الحية في الأمعاء (البروبيوتيك).
مخاطر واحتياطات : التوازن هو المفتاح
على الرغم من القيمة الغذائية العالية للكرنب، فقد وجدت بعض الدراسات أن الإفراط في استهلاكه يمكن أن يؤدي إلى بعض المخاطر المحتملة.
يحتوي الكرنب على مواد تُسمى الثاليوم ومولدات الغدة الدرقية. الثاليوم هو معدن ثقيل يمكن أن يكون ضارًا للإنسان بكميات كبيرة.
ويمكن أن تتداخل مولدات الغدة الدرقية مع وظيفة الغدة الدرقية إذا تم تناول الكرنب بكميات زائدة. الكرنب أيضًا مصدر لحمض الأوكساليك، وهو مركب قد يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم.
لذا يُشير بعض الأدلة إلى أن نقع وتسخين الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأوكسالات مثل الكرنب قد يساعد في تقليل محتوى الأوكسالات.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الكرنب على نسبة عالية من فيتامين ك، والذي يمكن أن يتداخل مع مميعات الدم مثل الوارفارين، مما يستدعي الحذر لمن يتناولون هذه الأدوية.
ونظرًا لمحتواه العالي من الألياف، فإن الإفراط في استهلاك الكرنب يمكن أن يؤدي إلى الانتفاخ والغازات ومشاكل الجهاز الهضمي الأخرى.
لذلك يُوصَى دائمًا بالحفاظ على نظام غذائي متنوع لضمان تناول متوازن للعناصر الغذائية المختلفة وتجنب أي آثار سلبية.
نصائح لدمجه في نظامك الغذائي: طرق متعددة ولذيذة
يُمكن أن يكون دمجه في نظامك الغذائي أمرًا بسيطًا ولذيذًا، حيث يمكن قليه، تحميصه، خبزه، طهيه على البخار، أو حتى تناوله نيئًا في السلطة.
لزيادة استهلاكه يمكنك إضافته الخام إلى السلطات، أو قليه في قليل من زيت الزيتون والثوم لتقديمه كطبق جانبي.
يمكن أيضًا تناول رقائق منه كبديل صحي لرقائق البطاطس، أو إضافة القليل منه إلى عصير الصباح. جرب إضافة حفنة من أوراقه عند صنع البيستو أو الحمص، أو أضف قطعًا صغيرة من أوراقه النيئة إلى الأطباق المقلية أو الحساء.
عند اختياره ابحث عن الأوراق ذات اللون الأخضر الداكن والصغيرة أو المتوسطة الحجم التي لا تذبل، واغسله جيدًا قبل الاستخدام. في حالة القلي أو التحميص، تأكد من تجفيف الأوراق جيدًا للحصول على أفضل النتائج.