تُعتبر الأضحية من الشعائر المهمة في الدين الإسلامي، حيث تُعبّر عن الطاعة والتقرب إلى الله، وتسعى لتعزيز قيم المشاركة والعطاء في المجتمع،مع اقتراب عيد الأضحى، يزداد التساؤل حول ما يُقال عند ذبح الأضحية، وما هي الشروط والضوابط المتعلقة بها،الغرض من هذا البحث هو توضيح التفاصيل المتعلقة بالأضحية، بدءًا من النية ووقت الذبح، ومرورًا بالأحكام الشرعية الواجب مراعاتها،سنستعرض أيضًا ممارسات وردت في السنة النبوية حول هذا الموضوع، لتعزيز الفهم وتوعية المجتمع.
ماذا يقال عند ذبح الأضحية وشروطها ووقتها الصحيح
من المعروف أن الأضحية تُعتبر من أبرز الطقوس المرتبطة بعيد الأضحى عند المسلمين، حيث تجسد مظاهر الفرح والاحتفال،يتذكّر المسلمون بفرح ذكرى استعداد نبي الله إبراهيم عليه السلام لتقديم ابنه إسماعيل قربانًا لإرضاء الله تعالى، وما يعقب ذلك من عطاء الرحمة والغفران،وعليه، يجب على المستطيعين أداء هذه السنة المحمدية وذبح الأضاحي، وتوزيع جزء منها على الفقراء والمحتاجين،إن الذبح يرمز إلى السخاء والذي يُعزز الروابط الأسرية والاجتماعية في المجتمع.
لذا، لا بد من التعرف على سلسلة من الأحكام والشروط المتعلقة بالأضحية، لنصل إلى الفهم العميق لهذه العبادة،وضمن هذا الإطار، نسلط الضوء على ما يُقال عند الذبح وأحكامه.
فعن السنة لمن أراد أن يذبح أضحية، أن يقول
- بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني.
- إذا كانت الأضحية تخص شخص آخر، فيقول اللهم هذه عن فلان، ثم يذكر الاسم.
- وورد عن السيدة عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذبح كبشًا، فقال “بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد”.
الى جانب ذلك، تساءل الكثيرون عن المعاني وراء الأضحية، فلا بد أن نُدرك أنها فرصة للتقرب إلى الله وبارقة أمل لإدخال السرور على القلوب المحتاجة.
لماذا سميت بالأضحية
- تعتبر الأضحية من الشعائر الإسلامية التي تهدف إلى التقرب إلى الله عز وجل،ويعود سبب تسميتها “الأضحية” لارتباطها بوقت الذبح الذي يحدث بعد صلاة العيد في الوقت المحدد له.
- يتم الذبح من اليوم العاشر من ذي الحجة حتى آخر أيام التشريق، وهو ما يُعرف بأيام الأضاحي.
الشروط الواجب توافرها في الأضحية
- يجب أن تكون الأضحية من الأنواع المصرح بها في الإسلام الأغنام، البقر، أو الإبل،ولا يجوز التضحية بالطيور.
- تبلغ الأضحية السن الشرعي الأغنام يجب أن تكون قد بلغت الستة أشهر، بينما الماعز بحاجة إلى عام، والبقر سنتان، والإبل خمس سنوات.
- يجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب والأمراض،فلا يجوز ذبح العوراء أو العمياء أو الأمراض الواضحة.
- يجب أن تعود ملكية الأضحية إلى الشخص المضحي أو أن يكون لديه الإذن بالتضحية.
- يتطلب أيضًا وجود نية صادقة وأكيدة عند الذبح.
الوقت الأنسب للأضحية
- تبدأ الفترة المخصصة للأضحية من فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وتستمر حتى غروب الشمس في اليوم الثالث من أيام التشريق.
- يُفضل ذبح الأضحية في اليوم الأول من العيد، حيث يمنح ذلك الفرحة للمحتاجين.
- يستحب أن يتم الذبح خلال النهار، ويفضل أن يقوم به مسلم.
الأمور الواجب القيام بها من جانب المضحي
- أولاً، يُنصح بعدم حلق الشعر أو الأظافر حتى يوم التضحية، تطبيقًا لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- يستحب أن يذبح الشخص الأضحية بنفسه، فإن لم يستطع يوجد بديل للقيام بذلك.
- يجب توزيع الأضحية، حيث يُفضل البدء بالفقراء ثم الأقارب والأصدقاء.
مشروعية الأضحية وثبوت وجوبها
تستند مشروعية الأضحية إلى أدلة من الكتاب والسنة،ففي القرآن الكريم، نجد قوله تعالى “فصل لربك وانحر”،والسنة النبوية تؤكد على فضل الأضحية، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا”.
حكم الأضحية التي لم يتم التسمية عليها
- اختلف العلماء في حالة عدم التسمية على الأضحية،فيرى البعض أنه يجوز الأكل منها إذا كان عدم التسمية سهواً.
- يرى آخرون أنه إذا كانت التسمية قد سقطت عمداً، فلا يجوز الأكل من الأضحية.
- من الضروري استفسار المضحي حول الأمر وفهم الذي وقع.
أقوال العلماء في مسألة عدم التسمية على الأضحية
- اجمع العلماء على أن النية شرط أساسي ومن ثم، إن كانت التسمية قد سقطت سهواً، فلا حرج في الأكل.
- في حالة عمد المضحي بإهمال التسمية، يجب تجنب الأكل.
- الكل يتفق على دعم شريعة الله ورسوله في هذا الشأن.
من خلال هذا المقال، نستنتج أن الأضحية تعبر ليس فقط عن الطاعة لله، بل عن التلاحم الاجتماعي والرحمة بين الأفراد،نأمل أن نكون قد أفدناكم وناقشنا أهم التفاصيل المتعلقة بماذا يقال عند ذبح الأضحية وشروطها ووقتها الصحيح،أسأل الله تعالى أن يرزقنا القبول وينعم علينا بالرحمة والمغفرة في ذلك اليوم المبارك.
نشكر لكم حسن الاستماع ونرحب بجميع أسئلتكم واستفساراتكم في هذا الموضوع، فكل عام وأنتم بخير.