تعرف على السن الشرعية للأضحية، فمع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتزايد اهتمام المسلمين في مصر والعالم العربي بالتجهيز للأضحية، سواء من حيث الشروط الشرعية أو السن المناسب لكل نوع من الأنعام.
وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية السنة الشرعية للأضحية في عام 2025، وفقًا لما ورد في السنة النبوية وأقوال جمهور الفقهاء، مؤكدة أن الالتزام بهذه الضوابط يضمن صحة الأضحية وقبولها.
السن الشرعية للأضحية من الضأن (الخراف)
أشارت دار الإفتاء إلى أن الحد الأدنى للسن المقبولة شرعًا في أضحية الخروف هو ستة أشهر، بشرط أن يكون قد بدأ في الظهور بمظهر النضج الجسدي المعروف، ويُطلق عليه “الجذع”.
وذكرت أن هذا الاستثناء للضأن دون غيره، لثبوت ذلك عن النبي ﷺ، حيث ضحى بكبشين أملحين جذعين، كما ورد في صحيح الحديث.
سن الأضحية من الماعز.. سنة قمرية كاملة
أما بالنسبة لـ الماعز، فقد شددت دار الإفتاء على ضرورة أن يكون قد أتم سنة قمرية كاملة من العمر، ويُعرف حينها بـ”الثني”.
ولا تقبل الأضحية من الماعز إذا لم تبلغ هذه السن، حتى وإن بدا الحيوان كبير الحجم أو ممتلئ الجسم، إذ لا يُعتد بالمظهر دون تحقق السن المطلوبة شرعًا.
اقرأ أيضا: محمد عطا الأزهري يوضح لـ;الحرية حكم صيام المضحي حتى يذبح أضحيته
الأبقار والجاموس.. سنتان شرط أساسي
وفيما يخص الأبقار والجاموس، فقد أوضحت الإفتاء أن السن الشرعية للأضحية منهما هو إتمام سنتين قمريتين والدخول في الثالثة.
ويشترط أن تكون الأضحية من الإناث أو الذكور الخالية من العيوب الظاهرة أو الخفية، والتي تؤثر على قبول الأضحية.
الإبل.. لا تقل عن خمس سنوات
بالنسبة لـ الإبل، فقد نصت الفتوى على أن السن الواجب بلوغها هي خمس سنوات قمرية كاملة، بحيث تُصبح الجمل أو الناقة ثنية.
وهذه الفئة من الأنعام تُعد من أغلى الأضاحي ثمنًا، وغالبًا ما تكون مشتركة بين أكثر من شخص كما أجاز الفقهاء، بحد أقصى سبعة أفراد في الجمل الواحد.
أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية
في مداخلة له ببرنامج “فتاوى الناس” مع الإعلامية مروة شتلة، يوم الإثنين 2 يونيو 2025، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك مستجدات طرأت على واقع تربية العجول بفعل تطور أساليب التغذية والرعاية، مما يجعل بعض العجول تبدو مكتملة النمو جسديًا رغم أنها لم تبلغ السن الشرعي للأضحية.
وأشار إلى أن دار الإفتاء أخذت هذه التغيرات بعين الاعتبار، وبعد دراسة الواقع، أفتت بجواز الأضحية بالعجل إذا كان ذا لحم وفير وهيئة قوية حتى وإن لم يُتم السن المطلوب، وذلك استنادًا إلى آراء فقهية معتبرة، ومراعاةً للتيسير على الناس في ظل هذه الظروف.
مع ذلك، شدد على أن الأفضل هو الالتزام بالسن المحددة متى أمكن، خروجًا من الخلاف الفقهي، مؤكدًا أن الالتزام بشروط الأضحية يعكس تعظيم شعائر الله والحرص على أداء العبادة وفقًا لأحكام الشريعة.
ختاما، حرصت دار الإفتاء على التأكيد أن الشريعة الإسلامية راعت التيسير، لكنها لا تُجيز التساهل في الشروط الواضحة للأضحية، خاصة تلك المتعلقة بالعمر والصحة، لأنها ركن أصيل من الأركان التي تُبنى عليها صحة الأضحية.
وعليه، فإن التزام المسلمين بهذه الضوابط يضمن تحقيق المقصد من الشعيرة وإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين في أيام العيد.
اقرأ أيضا: آخر موعد لقص الشعر والأظافر للمضحي.. التفاصيل الكاملة