تعتبر السور القرآنية من الأمور الجوهرية التي تشغل بال المسلمين، خاصة فيما يتعلق بتسميتها ومعانيها،ومن بين الأسئلة المنتشرة في أذهان الكثيرين هو “ما هي السورة التي تُعرف باسم المنجية” حيث يعكس هذا السؤال الرغبة في معرفة المزيد حول هذه السورة وأهمية تلاوتها في حياة الإنسان،فبالتأكيد، تسهم دراسة مثل هذه الأمور في التقرب إلى الله عز وجل والشعور بالاطمئنان،سنتناول في هذا المقال تفاصيل متنوعة حول تلك السورة ومدى تأثيرها على حياة المسلمين.
ما هي السورة التي تسمى المنجية
عند استقراء كتب الفقه والتفسير، نجد إجابة واضحة لسؤال “ما هي السورة التي تسمى المنجية”،فقد أشار الفقهاء المتأخرين إلى وجود عدة سور من القرآن الكريم تعتبر منجيات، حيث عددوا سبع سور تمت الإشارة إليها برغم عدم وجود نص صريح من النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد هذا اللقب،وهذا يدل على أهمية تلك السور لدى علماء الدين.
ومن خلال ما تم بحثه نجد أن الآراء تختلف حول هذه السور، إذ تضمنت دراسة الفقهاء لكثير من الأحاديث النبوية التي تتناول فضل هذه السور،والجدير بالذكر أن السور التي تم اعتبارها كمنجيات تتمثل في
- الكهف
- السجدة
- يس
- فصلت
- الدخان
- الواقعة
- الحشر
- الملك
ويتضح من مجموعة هذه السور أن تسميتها بالمنجيات لم ينتج فقط عن فكرة عشوائية، بل جاءت نتيجة لأحاديث تتحدث عن خصائصها وفوائدها الروحية، مما يجعلها محورًا للبحث والدراسة،بالإضافة إلى ذلك، نجد أن هناك حديثًا نبويًا يعتبر سورة الملك كمنجية، حيث يعكس هذا الحديث أهمية السورة التي يتم تلاوتها بشكل مستمر.
سورة الملك منجية من عذاب القبر
في الحديث النبوي الصحيح، ذكر عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “سورةُ تبارك هي المانعةُ من عذابِ القبرِ”،وهذا الحديث ينقل إلى ذهن كل مسلمٍ أهمية سورة الملك كدعامة روحانية تصون المؤمن من عذاب القبر، مما يبرز قيمة تلاوتها والدعاء بها.
في سياق الحديث نفسه، نجد أن ابن القيم أشار في كتابه “المنار المنيف في الصحيح والضعيف” إلى نفس المعنى، مع تكرار الإشارة إلى سورة تبارك كمصدر للنجاة،وهذا يبين أن التمسك بهذه السورة يملك بركات خاصة تساهم في خلاص الصلاة والعبد الصالح في الآخرة.
لذلك، يعتبر هذه الحديث بمثابة دعوة ملحة للمسلمين للحرص على قراءة سورة الملك كجزء من عباداتهم اليومية،فقراءتها بانتظام قد تجلب خيرات عظيمة وتبعد العذاب عن العبد.
القرآن كله نجاة
من الأهمية بمكان أن نذكر أن القرآن الكريم بأكمله هو مصدراً رئيسياً للنجاة في الدنيا والآخرة، بما يحويه من تعاليم وشرائع،فقراءة القرآن وتدبره تعتبر عبادة عظمى يجب على المسلم الالتزام بها في كل الأوقات،وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ…”.
ويظهر من هذا الحديث أهمية قراءة القرآن، حيث يمثل الشفاعة لأهل الإيمان في اليوم الآخر،وهذا يعكس الفوائد الجمة للتلذذ بتلاوة القرآن الكريم والاستفادة من معانيه،لذا، يجب على المسلم تعزيز الروابط مع القرآن الكريم من خلال التلاوة المنتظمة.
ختاماً، يمكن القول إن السورة المنجية وغيرها من السور القرآنية تحمل معاني سامية، وتجلب الطمأنينة والنصر لأصحابها،لذا ينبغي للمؤمن أن يبادر بقراءتها وفهم معانيها، فهي بالتأكيد تحميه في دنياه وآخرته،حفظ الله المسلمين ووفقهم لفعل الخيرات.