-منتظر الزيدي: ها أنا حر.. والوطن مازال أسيرًا
-الزيدي: عقدت النية والشعب العراقي لا يستقبل المحتل بالورود بل بالأحذية
-الصحفي العراقي: أنا لست بطلًا.. أنا رجل يبحث عن العدالة لشعبه
-منتظر الزيدي: الشعب العراقي لم يحب نور المالكي.. ولكن لكل طاغية زبانية
-الزيدي: لن أندم يومًا على إلقاء حذائي بوجه بوش رغم كل الضرائب التي دفعتها
-الصحفي العراقي: الفضائيات العراقية تخشى أن يعمل معها منتظر الزيدي خوفًا من أمريكا ورجال المالكي
-منتظر الزيدي: بوش جاء في قوته وأنا ضربته بالحذاء.. واليوم هو يأتي ضعيفًا ونحن لا نطارد الضعفاء
– الزيدي: رقم 8 رقم زنزانتي وقد يكون رقم الحظ
-الصحفي العراقي: الأوضاع بالعراق من سيء لأسوأ في ظل وجود حكومة غير تابعة للفكر العراقي
-منتظر الزيدي: التنظيم الداعشي خرب العراق وتسبب في هجرة مئات الآلاف
-الزيدي: ترامب وبوش لايختلفان.. وكلاهما يقود نفس الفكري الاستعماري
-الصحفي العراقي: الدول العربية منشغلة بأزماتها الداخلية
-منتظر الزيدي: زيارة رئيس الوزراء العراقي لمصر مجاملات.. ونفتقد زيارات زمن “جمال عبدالناصر”
منذ أيام قليلة حلت الذكرى الرابعة عشر على الإفراج عن الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي خدش رونق أمريكا ورئيسها في ذلك الوقت چورچ بوش.
واستطاع “الزيدي” في لحظة واحدة إحراج أمريكا وسط المجتمع الدولي، بعد أن قام بإلقاء حذائه على “بوش” في موقف شجاعي جعل العالم العربي بأكمله يشيد بشجاعته ويقف له وقفة احترام وتقدير وإجلال.
ضرائب كثيرة دفعها الصحفي العراقي إثر موقفه الشجاعي وما زال يدفعها حتى الآن رغم مرور 14 عامًا على الواقعة ومرور 15 عامًا على الإفراج عنه.. فكيف تبدو حياته بعد خروجه من الاعتقال ومرور كل ذلك الوقت؟.
“الحرية” أجرت حوارًا مع الصحفي العراقي منتظر الزيدي.. وإلى نص الحوار:
بما يمثل لك تاريخ 15 سبتمبر؟
-15 سبتمبر هو الخلاص وقولت في مؤتمر صحفي بعد خروجي من الاعتقال.. ها أنا حر والوطن مازال أسيرًا، فسيبقى 15 سبتمبر هو يوم تحرري، ولكن الوطن مازال تحت وطأة الاحتلال ووطأة من جاء مع الاحتلال.
هل عقدت النية بفعل ذلك الموقف، أما أن حديث الرئيس الأمريكي أثار غضبك؟.
-نعم عقدت النية وأنا منذ سنوات طويلة وأنا أطارد المجرم چورچ بوش، لكي أقول له أن الشعب العراقي لا يستقبل المحتل بالورود ولكن يستقبله ويودعه بالأحذية.
ما شعورك بعد أن ألقيت حذاءك؟، هل كنت تريد أن تتحول لبطلًا شعبيًا بل عالميًا؟، ألم تخف؟
أنا لست بطلًا وأنا قولت ذلك وسأطل أرددها.. أنا رجل يبحث عن العدالة لشعبه، أنا رجل مظلوم وشعبه مظلوم وبلده مظلوم، وأنا تفاجأت بردود الأفعال العالمية في التلفاز، ولم أكن أعرف ما الذي سيحدث لي إلا أنني سأقُتل.
كيف استقبلت رد فعل نور المالكي في محاولة حماية بوش؟.
-هذا هو الشكل الذي رسمه المالكي للمحتل وهو الدفاع عن سيده بوش.
هل كان الشعب العراقي يحب نور المالكي؟ أم كنتم ترونه عميل أمريكي؟.
الشعب العراقي لم يحب نور المالكي ولم يحب غيره، ولكن لكل طاغية زبانية.
هل ندمت يومًا على إلقاء حذاءك على الرئيس الأمريكي الأسبق؟.
– لم أندم يومًا على هذا الفعل، لأنني مقتنع بما فعلته تمامًا رغم الضريبة التي دفعتها من ضرب وتعذيب واعتقال ومطاردات ومحاصرات وحتى المحاربة في عملي حتى الآن، حتى لدرجة تخشى بعض الفضائيات العراقية أن يعمل معها منتظر الزيدي، حيث تخشى من رد الفعل الأمريكي أو من شباب “نور المالكي” الذي مازال يمسك بالدولة من الأسفل.
لو جاء بوش أمامك مرة أخرى.. هل ستكرر نفس الموقف؟.
-بوش جاء في قوته وأنا ضربته بالحذاء، واليوم هو يأتي ضعيفًا ونحن لا نطارد الضعفاء، ولكن هناك حملة كبيرة لمحاسبة مجرمي الحرب أقوم بها أنا والمنظمة الدولية للإفلات من العقاب برئاسة السيدة مي الخنساء المحامية اللبنانية بالتعاون بين مؤسسة الزيدي ومؤسستها لرفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية ضد چورچ بوش.
اعتقالك كان على يد الحرس الأمريكي أم الجيش العراقي؟
– كان اعتقالي على يد الحرس الخاص لرئيس الوزراء العراقي نور المالكي الذين هم من أبناء عمومته وأبناء أخوته.
كيف كانت المعاملة خلال فترة اعتقالك؟، وما أسوأ ما مررت به خلال فترة الاعتقال؟.
-أول ثلاثة أيام في اعتقالي كانوا تعذيبًا مبرحًا، ثم كان هناك فترة صعبة وعصيبة وهي حبس انفرادي لمدة ثلاثة أشهر وهي أسوأ فترة مررت بها حيث كان يصعُب عليّ حتى رؤية الشمس إلا فيما ندر.
ماذا يمثل رقم 8 في حياة منتظر الزيدي؟.
-رقم 8 بالنسبة لي هو رقم زنزانتي وقد يكون رقم الحظ.
كيف اختلفت حياتك قبل وبعد الاعتقال؟.
اختلفت حياتي كثيرًا ولكن ليس للأفضل بكل الأحوال، اختفت مسيرتي، اختلف نضالي، زادت مسئولياتي أمام الناس وأمام المستضعفين المظلومين.
كيف تسير الأوضاع الآن في العراق؟.
-الأوضاع بالعراق من سيء لأسوأ مع وجود حكومة غير تابعة للفكر العراقي والفكر الشعبي والمد الشعبي والمزاج العام العراقي، وهذا هو الأمر السيء في العراق.
كيف خرب التنظيم الإرهابي “داعش” العراق؟.
-التنظيم الإرهابي الداعشي خرب الكثير في العراق وكان له أساليب وخشية في التعامل، وبسببه هجرت مئات الألاف من الناس ولازال بعضهم.
هل هناك اختلاف بين ترامب وبوش؟.
-لا يوجد اختلاف بين ترامب وبوش إلا بالمواضيع الجزئية، ولكنهم يقودون نفس الفكر الاستعماري ضد الشعوب.
كيف ترى الصحافة العراقية الأوضاع في مصر؟.
-“لكل أمريء منهم يومئذٍ شيءٌ يغنيه”، الصحافة في مصر منشغلة بالأوضاع الداخلية والأزمات، وكذلك الصحافة العراقية منشغلة بأوضاعها وأزماتها وأيضًا السورية واللبنانية والعراقية وكل الصحافة العربية منشغلة بأمورها الداخلية، لأن للأسف الشديد الاستعمار نجح نوعًا ما أن يجعل لكل بلد انشغالها ومشاكلها الخاصة التي تمنعه من النظر إلو الأشقاء الأخرين.
ماعدا الأزمات، بالتأكيد فنحن في الأزمات ننتبه؛ فهناك أزمة زلزال المغرب كان الله بعونهم والإعصار الليبي وتفجير بيروت والحرب الدائرة في اليمن وكلنا نقف معهم الشعب العربي والعراقي.
وأيضًا الحرب في العراق كانت هم كل عربي وصحفي وسياسي واجتماعي، ولذلك نأسف كثيرًا في العراق أننا انشغلنا كثيرًا في الأزمات الداخلية عن رؤية ماذا يحدث في مصر مع أو ضد وإلى هذه الأمور.
منذ 3 أشهر جاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى مصر، كيف ترى العلاقات بين مصر والعراق في الوقت الحالي وهل أتت الزيارة بثمار مرضية؟.
أنا أسميها زيارة روتينية لرئيس الوزراء العراقي وهو رئيس السلطة التنفيذية والمتحكمة، فعلاقتنا بمصر لا يحددها رئيس وزراء ولا تنتجها حكومة، علاقاتنا مع مصر تاريخية ومصيرية ومستقبل واحد، لذلك أعتقد أن هذه الزيارات المجاملات أو الروتينية أو المعاهدات أو توقيع العقود ليست بالمستوى المطلوب فنحن نريد زيارات التي كانت تحدث في الزمن الذي مضى وهو زمن جمال عبدالناصر، الزيارات التي كانت توحد الأقطار العربية، الزيارات التي كانت تنتج فكرًا عربيًا وحدويًا واحدًا ضد الاستعمار وضد الهيمنة الخارجية على بلداننا العربية.