تُعتبر مرحلة نمو الطفل من الفترات الحرجة والمهمة في حياته، حيث يسعى الآباء إلى متابعة تطور قدراته اللغوية باعتبارها علامة على صحته النفسية والجسدية،تلعب المناغاة دورًا رئيسيًا كخطوة أولى نحو تطوير مهارات التواصل لدى الأطفال، فهي تعكس تنميتهم العاطفية والاجتماعية،سيتناول هذا المقال مسألة متى يبدأ الطفل في المناغاة، وسنستعرض مراحل النمو اللغوي التي يمر بها، وأهم العوامل التي تؤثر في هذه العملية الأساسية لتواصل الطفل مع محيطه،كما سنذكر طرقًّا لتحفيز هذه المهارات اللغوية.
متى يبدأ الطفل يناغي
تعد مرحلة بدء المناغاة من اللحظات السعيدة التي يعيشها الآباء، حيث تشير إلى أنك تتابع نمو طفلك بشكل طبيعي،يبدأ الطفل في إصدار أصوات المناغاة عادةً في الشهر الثالث من عمره، إذ يصبح قادرًا على التمييز بين الأصوات، وخاصةً صوت الأم،وقد يختلف هذا التوقيت بين الأطفال، حيث قد يبدأ البعض في المناغاة في الشهر الرابع، مما يُظهر بعض الفروقات الفردية بين الأطفال.
طرق تساعد الطفل على المناغاة
يجب على الأمهات أن تتذكرن أن كل لحظة من حياة الطفل تحمل أهمية كبيرة في تطور مهاراته اللغوية،هناك مجموعة من الطرق التي يمكن للأم استخدامها لتحفيز طفلها على التعامل مع البيئة من حوله، مما يشجع على تطوير مهاراته اللغوية.
- نداء الطفل باسمه أثناء الحديث معه، مع الابتسامة، مما يساعده على التفاعل والبدء في إصدار الأصوات.
- استخدام صوت لطيف أو نفخ هواء خفيف على وجه الطفل للمساعدة في تحقيق تفاعل إيجابي.
- مداعبة الطفل بلمس وجهه أو اللعب بأصابعه، مما يعزز الرابط العاطفي ويحفزه على التعبير الصوتي.
- الإصدار الصوتي للمناغاة من قبل الأم يشجع الطفل على محاولة تقليد الأصوات.
- تعتبر الابتسامة وسيلة فعالة لتحفيز الطفل على التعبير الصوتي والإيجابي.
مراحل التطور اللغوي للرضيع
تتميز كل مرحلة من مراحل النمو اللغوي بمزايا محددة، ومن المهم أن تكون الأم على دراية بهذه المراحل للأطمئنان على تقدم طفلها،يبدأ الطفل في فهم الأصوات من بداية حياته، حيث إن لديه القدرة على سماع الأصوات منذ وجوده في رحم الأم،لكن تفاعل الطفل مع هذه الأصوات يتزايد بعد الولادة، ويبدأ بشكل واقعي في الشهر الثالث أو الرابع بإصدار أصوات غير مفهومة.
النمو اللغوي من عمر الأربعة أشهر
يبدأ النمو اللغوي بشكل كبير في هذه المرحلة، حيث يبدأ الطفل في محاكاة الأصوات المحيطة،تقدم الأم له دعمًا عاطفيًا من خلال التفاعل الإيجابي والاهتمام،وعند مضي الوقت نحو ستة أشهر، تجد أن الطفل يبدأ في محاولة إصدار أصوات أكثر تواصلًا، مثل الكلمات البسيطة.
النمو اللغوي من ستة أشهر إلى 12 شهر
خلال هذه الفترة، يقوم الطفل بتعلم ونطق بعض الكلمات البسيطة ككلمات “بابا” و”ماما”،تستطيع الأم تعزيز تعلم الطفل من خلال تعليم كلمات جديدة والتفاعل مع الألعاب المرئية،بينما ينتقل الطفل إلى عمر ال 12 شهرًا، تصبح قدراته اللغوية أكثر وضوحًا، حيث يمكنه استخدام 10 إلى 25 كلمة فعليًّا.
عوامل تؤثر على النمو اللغوي للطفل
ثمة عوامل متعددة تؤثر على التطور اللغوي للطفل،إدراك العوامل السلبية أمر ضروري، فمن الضروري أن تكون الأم على معرفة بها لتفاديها،من أهم هذه العوامل هو شعور الطفل بالأمان، حيث تشكل الخلافات الأسرية عائقًا أمام تطور قدراته.
1- الشعور النفسي الخاص بالطفل
إذا عاش الطفل في بيئة مليئة بالقلق والخوف، فقد يؤثر ذلك سلبًا على نموه اللغوي،لذلك، يجب الحرص على توفير أجواء هادئة، وتجنب الخلافات أمام الطفل.
2- قلة الثقة بالنفس
يمكن أن تؤدي السخرية غير المقصودة من الأبوين إلى تدهور ثقة الطفل بنفسه، مما يسبب له صعوبة في التعبير،هذه القضية تحتاج إلى التعامل معها بحذر بلطف وتعزيز الدعم النفسي.
3- الصحة الجسمانية
تعتبر التغذية السليمة أمرًا أساسيًا في نمو الطفل بشكل عام، حيث أن وجود نقص في العناصر الغذائية اللازمة يمكن أن يؤثر سلبًا على تطوره،لذا، يجب الانتباه لنوعية غذاء الطفل ومكوناته.
4- جنس المولود وترتيبه بين الأخوة
أثبتت الدراسات أن الفتيات يتمتعن بنمو لغوي أسرع مقارنةً بالذكور،بالإضافة إلى ذلك، يكون للأطفال الأكبر عُمرًا فرصة أكبر لتطوير مهاراتهم بسبب تفاعلهم المستمر مع إخوانهم.
خاتمة
يعتبر تطوير المهارات اللغوية لدى الأطفال أمرًا بالغ الأهمية، بدءًا من مرحلة المناغاة، حيث تشكل هذه المرحلة أساسًا للتواصل الفعّال في المستقبل،لذلك، ينبغي على الأهل النظر إلى نمو طفلهم بشكل شامل، ومراقبة التطورات اللغوية بعناية،من خلال تقديم الدعم العاطفي وتعزيز بيئة آمنة، يمكنهم تعزيز تقدم طفلهم وتعميق ارتباطهم العاطفي به،ستؤدي هذه الجهود إلى نتائج إيجابية في التطور الاجتماعي والعاطفي للطفل في المستقبل.