أجرى الحوار – عصام الشريف
أعده للنشر: إيمان القاضي ـ عمر البدوي ـ وحنان كشك – ميرنا فؤاد
كد الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة أونا الإعلامية، أن الإعلام المصري بصفة عامة؛ سواء كان مقروءًا أو مسموعًا أو مرئيًا شهد ارتكاب خطايا وليس مجرد أخطاء.
خطايا في حق الإعلام المصري
وأضاف “الجلاد”؛ خلال حوار خاص مع برنامج «ساعة حرة» عبر عدسة «الحرية»، أن أهم تلك الخطايا هو القضاء على التنوع في الآراء ووجهات النظر، وعلى تداول المعلومات الحقيقية والتواصل الفعّال مع الجمهور، مؤكدا أن ذلك يعني القضاء على جوهر الإعلام، فالإعلام الحقيقي يجب أن يكون وعاءً للحوار الوطني وداعمًا للوعي العام، ينشر الحقيقة دون فرض وصاية على المتلقي، معلقا: “للأسف ما يحدث في مصر بعيد عن ذلك”.
أسباب فشل الإعلام المصري
وأوضح الكاتب الصحفي، أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية ساهمت في فشل الإعلام المصري: “أولها ـ هيكل الملكية، الذي أصبح غير واضح. لم نعد نعرف من يملك وسائل الإعلام وكيف تُدار؟!، مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من وسائل الإعلام، تقدر بـ80% أو 85%، أصبحت مملوكة لكيان واحد، ما أدى إلى المشكلة الثانية ـ وهي تحول الإعلام إلى صوت واحد. هذا التوجه تسبب في عزوف الجمهور عن الإعلام المصري واللجوء إلى مصادر أخرى، بعضها معادٍ للدولة.
أبواق توجيهية عفى عليها الزمن
وأشار رئيس تحرير مؤسسة أونا الإعلامية، أن المشكلة الثالثة تكمن في الاختيار غير المهني للقيادات الإعلامية، حيث أصبحت الموالاة الشخصية هي المعيار الأساسي، بدلاً من الخبرة والكفاءة. هذا التوجه أدى إلى تراجع الكفاءات، وتحولت المنابر الإعلامية إلى أبواق توجيهية عفى عليها الزمن.
وأوضح “الجلاد”، أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم البديل الذي يقدم المعلومة الصحيحة ووجهات النظر المتنوعة بحرية أكبر مما تفعله الصحافة التقليدية، إضافة إلى أن من يتحكم في سياسة الإعلام المصري يبدو منفصلًا عن الواقع وخارج التاريخ، حيث لم يعد ممكنًا منع المعلومة أو تقييدها، وهو ما دفع الجمهور ببساطة لترك الإعلام التقليدي والتوجه إلى وسائل التواصل، وهذا ما يحدث الآن.
غياب التخطيط المهني والاحترافية
وشدد أيضا على أن غياب التخطيط المهني والاحترافية، بالإضافة إلى التضييق غير المبرر، جعل الإعلام المصري يفقد تأثيره، مشيرا في ذات الوقت إلى أنه ومع ذلك هناك أمل في الأجيال الجديدة، التي تتمتع بحيوية أكبر وتمرد إيجابي يمكن أن يعيد الإعلام إلى مساره الصحيح.
