قال مجدي شندي، رئيس تحرير المشهد، إن الدعوات المتصاعدة التي تطالب نقابة الصحفيين المصرية بالتفاوض مع شركات التكنولوجيا العملاقة خطوة مطلوبة بشدة، لكن يجب أن نطرح على أنفسنا أولًا سؤالًا أساسيًا: ما هي بضاعتنا التي سنطرحها في هذا التفاوض؟
وأضاف شندي أن تجارب دولية عديدة سبقتنا في هذا المسار، وساهمت إلى حد كبير في منع شركات التكنولوجيا الكبرى من الاستحواذ على عوائد وسائل الإعلام دون مقابل، مثلما فعل تحالف الصحافة الفرنسية للأخبار العامة (أبيغ) حين أبرم اتفاقًا مع “جوجل” يقضي بدفع أموال مقابل استخدام محتوى المؤسسات الصحفية، بموجب “الحقوق المجاورة لحقوق المؤلف”، وهو الاتفاق الذي أقره الاتحاد الأوروبي في مارس 2019.
وأوضح أن بعض الصحف الفرنسية أبرمت اتفاقات فردية مع “جوجل”، مثل صحيفة “لوموند” التي ستحصل بموجب الاتفاق على نحو مليون يورو سنويًا، في حين تقدر مجموعة “لا ديبيش دو ميدي” ما ستحصل عليه من اتفاقياتها مع “جوجل” و”فيسبوك” بنحو مليوني يورو سنويًا.
وتساءل شندي حول الدافع الذي يمكن أن يدفع عمالقة التكنولوجيا لعقد اتفاقيات مشابهة في مصر؟ هذا يستدعي تفكيرًا جديًا في نوعية ما ننتجه من أخبار وتقارير وتحقيقات ومقالات، هل نملك محتوى يستحق أن تفكر هذه الشركات في عواقب فقدانه؟ هل لدينا قصص تجبر الإعلام العالمي على نقلها عنا؟”
اقرأ أيضًا: أيمن عبد المجيد لـ”الحرية”: كسر الاحتكار في سوق الإعلانات الرقمي من أولويات المجلس الحالي
وأشار إلى أن الإجابة عن هذه الأسئلة تعيدنا إلى قضية حرية الإعلام، مضيفًا: “تحول الصحف والمواقع إلى منابر ملزمة بنشر البيانات الرسمية والرواية الحكومية للأحداث يضر أكثر مما يفيد في سياق أي تفاوض مرتقب”.
واقترح شندي أدوات ضغط موازية يجب التفكير فيها قبل التوجه إلى طاولة التفاوض، على رأسها بدء مفاوضات بين نقابة الصحفيين والجهات المعلنة في مصر، من هيئات حكومية ومؤسسات قطاع أعمال، للامتناع عن نشر إعلاناتها في منصات جوجل وميتا وغيرها، وتخصيصها بدلاً من ذلك لوسائل الإعلام المحلية، إلى حين الوصول إلى اتفاق مع الشركات العالمية، مع ضمان نفس شروط التعاقد أو حتى شروط أفضل.
اقرأ أيضًا: رئيس تحرير فيتو لـ«الحرية»: أدعو نقابة الصحفيين للتحرك وكسر احتكار “ميتا” و”جوجل” لسوق الإعلانات الرقمية
كما شدد على أهمية كسر الاحتكار المحلي لسوق الإعلانات، وتدخل نقابة الصحفيين قائلاً: “لا يُعقل أن تتجاهل النقابة احتكارًا محليًا صارخًا في توزيع الإعلانات، بينما تندفع للتفاوض مع كيانات دولية تحتكر السوق، البداية تكون بتحرير الإعلام من هذا الاحتكار وربطه برضا رسمي، وهو ما سيجعل موقفنا التفاوضي أقوى وأكثر صلابة”.