أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة، محذرًا من أن الظروف القائمة تهدد “استمرارية وجود الفلسطينيين كمجموعة” في القطاع. وجاءت تصريحات المفوض الأممي في سياق تزايد المخاوف الدولية بشأن الوضع الإنساني الكارثي الذي يواجهه سكان غزة جراء العمليات العسكرية المستمرة والقيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.
الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية تدين حظر دخول المساعدات وتوسيع العملية العسكرية الإسرائيلية
في سياق متصل، ندد الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية أخرى بشدة بحظر دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتوسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في مناطق مكتظة بالسكان. وأكدت هذه الجهات على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق إلى جميع المحتاجين في غزة، ووقف أي أعمال عسكرية تزيد من معاناة المدنيين.
تحذيرات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
تأتي تحذيرات مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لتنضم إلى سلسلة من التقارير والنداءات الأممية التي تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. وتشير التقارير إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض نتيجة للدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية.
دعوات دولية لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات
تتصاعد الأصوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع سكان القطاع. وتشدد المنظمات الدولية والحكومات على أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين في أوقات النزاع.
قلقه البالغ إزاء التقارير التي تشير إلى خطط إسرائيلية لتوسيع نطاق هجومها العسكري في قطاع غزة. وذهب المسؤول الأممي إلى أبعد من ذلك، محذرًا من أن هذه الخطط قد تخلق ظروفًا تهدد “استمرارية وجود الفلسطينيين كمجموعة” في القطاع المحاصر.
تحذيرات من تداعيات إنسانية كارثية لتوسيع الهجوم
جاءت تصريحات المسؤول الأممي في سياق تزايد المخاوف الدولية بشأن التداعيات الإنسانية الكارثية المحتملة لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان والتي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين. وأكد المسؤول على أن أي تصعيد إضافي سيؤدي حتمًا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية بالفعل، وزيادة أعداد الضحايا المدنيين.
“استمرارية وجود الفلسطينيين كمجموعة”: تعبير يثير قلقًا عميقًا
استخدام المسؤول الأممي لعبارة “استمرارية وجود الفلسطينيين كمجموعة” أثار قلقًا عميقًا في الأوساط الدولية. ويحمل هذا التعبير دلالات خطيرة تتجاوز مجرد التهديد الفردي للسكان، ليشير إلى خطر يهدد النسيج الاجتماعي والديموغرافي للفلسطينيين في قطاع غزة على المدى الطويل.
دعوات دولية لوقف التصعيد وضمان حماية المدنيين
تأتي هذه التحذيرات الأممية لتنضم إلى أصوات دولية متزايدة تدعو إسرائيل إلى وقف أي تصعيد عسكري في غزة، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي يضمن حماية المدنيين في أوقات النزاع. وتشدد العديد من المنظمات الحقوقية والدول على ضرورة تجنيب المدنيين ويلات الحرب وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان المحاصرين.
وقال تورك في بيان “الخطط المعلنة لإسرائيل لتهجير سكان غزة قسرا إلى منطقة صغيرة في جنوب القطاع إلى جانب تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بترحيل الفلسطينيين خارج غزة، تثير القلق من أن تصرفات إسرائيل تهدف إلى فرض ظروف حياة على الفلسطينيين تجعل من استمرار وجودهم كمجموعة في غزة أمرا غير ممكن”.
وأضاف تورك “لا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأن الإصرار على الاستراتيجيات العسكرية التي لم تُحقق حلا مستداما منذ عام وثمانية أشهر، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن، سينجح الآن”. وأكد قائلا “بل على العكس، فإن توسيع الهجوم على غزة سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من التهجير الجماعي، والمزيد من الوفيات والإصابات في صفوف المدنيين الأبرياء، وتدمير ما تبقى من البنى التحتية المحدودة في غزة”. ونددت وكالات بالأمم المتحدة ومنظمات إغاثة وقادة أوروبيون بخطط إسرائيل، داعين إلى رفع الحظر المفروض على دخول المساعدات وتولي المنظمات الإنسانية غير المشاركة في النزاع توزيعها.
تداعيات خطيرة على مستقبل قطاع غزة وسكانه
وفي وقت سابق قال وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش، إن “غزة ستكون مدمرة بالكامل” بعد انتهاء الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام ونصف العام، مضيفا أنّ سكان غزة سيبدأون “بالمغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة” بعد أن يتم نقلهم إلى جنوب القطاع.