أعلنت وزارة الثقافة التونسية منذ أيام عن ترشيح فيلم “بنات ألفة”، للمخرجة كوثر بن هنية، وبطولة هند صبري، ليمثل تونس في حفل توزيع جوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي، كما أكدت الوزارة في بيان صحفي اختيار الفيلم من قبل اللجنة التونسية المؤلفة من مخلوف بن حفصية، خديجة المكشر، عفاف بن محمود، ليلى بو زيد، علاء الدين سليم، ومختار العجيمي، لأنّ الفيلم يستجيب لجميع معايير الأهلية المذكورة في قواعد الترشح التي نشرتها أكاديمية “الأوسكار”.
فيلم “بنات ألفة” من بطولة هند صبري، وإخراج وتأليف كوثر بن هنية، ومن إنتاج حبيب عطية ونديم شيخ روحه، تم تصويره في تونس العام الماضي.
الفيلم عمل وثائقي روائي، يسلط الضوء على الفترة ما بين 2010 إلى 2020، بما حملته من صراعات، وتقلبات، حيث تنطلق الأحداث من قصة حقيقية لسيدة أربعينية تدعى “ألفة”، تصارع الفقر، وتشهد سقوط بناتها في شرك الإرهاب، والتطرف، وهروبهن إلى ليبيا حيث انضممن إلى تنظيم داعش الإرهابي، لينتهي بهن المطاف في السجن.
وتلعب الممثلة هند صبري دور “ألفة” التي، تتأرجح حياتها بين اليأس والأمل، ويتصاعد المسار الدرامي للأحداث باختفاء ابنتيها، لتنضممن إلى تنظيم داعش.
قام أسلوب كوثر بن هنية السينمائي في فيلم “بنات ألفة” على أداء ممثلات محترفات في مشاهد تصويرية وروائية ذات تصور جديد، تصور يجمع بين الوثائقية والدرامية لبث عنصر التشويق أثناء رحلة البحث عن البنتين.
ويذكر أن كوثر بن هنية مخرجة تونسية، درست الإخراج السينمائي بمعهد الفنون والسينما في تونس العاصمة، وفي جامعة “لا فيميس” بباريس، ثم التحقت سنة 2005 بكلية كتابة السيناريو في المعهد نفسه بباريس. وقدمت بن هنية عدة أفلام وثائقية وروائية منها: فيلمها القصير الأول “أنا وأختي والشيء”، كما أخرجت الفيلم الوثائقي “الأئمة يذهبون إلى المدرسة” في عام 2010، وفيلم “على كف عفريت” عام 2017، وفيلم “شلاط تونس” عام 2014، وفيلم “زينب تكره الثلج” في عام 2016، ثم فيلمها الأشهر “الرجل الذي باع ظهره”، الحاصل على جوائز عالمية، والمترشح لجوائز الأوسكار عام 2021.
ويقام حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 96، في 10 مارس القادم من عام2024، على مسرح دولبي بهوليوود، وسيتم بثه مباشرة حول العالم.
والجدير بالذكر أن فيلم “بنات ألفة”، شارك في المسابقة الرسمية من مهرجان “كان” السينمائي الدولي لهذا العام، وحصد ثلاثة جوائز دفعة واحدة، وهم: جائزة العين الذهبية، مناصفة مع الفيلم المغربي “كذب أبيض” المشارك في مسابقة “نظرة “. وجائزة “السينما الإيجابية”، والتي تمنح للفيلم الطويل الأكثر إيجابية في قائمة الأفلام التي يتم ترشيحها بالمسابقة الرسمية، ويفوز بهذه الجائزة الفيلم الأكثر تناولًا للسينما كوسيلة لتغيير نظرتنا عن العالم، ومساعدة الأجيال القادمة على بناء عالم إيجابي أكثر.
بالإضافة إلى حصوله على جائزة “التنويه الخاص”، التي تقدمها جمعية “فرنسوا شالي” منذ 27 سنة على هامش مهرجان كان، من طرف مجموعة من النقاد، والصحفيين السينمائيين.