في خطوة لتبديد المخاوف الشائعة حول قدرة مرضى القلب على الزواج، أكدت العديد من الدراسات العلمية أن الإجابة على هذا السؤال هي «نعم» وبشكل قاطع.
لا يقتصر الأمر على إمكانية الزواج فحسب، بل يمتد إلى إثبات أن العلاقة الزوجية تحمل تأثيرًا إيجابيًا وملموسًا على صحة مريض القلب، سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي.
مريض القلب .. الزواج كعامل حماية
لتأكيد هذه الإجابة، استعرضت دراسات عدة الدور المهم الذي يلعبه الزواج في تحسين نتائج صحة القلب لدى المرضى. إليك أبرز ما توصلت إليه هذه الأبحاث:
الدراسة الأولى: دعم نفسي وجسدي يرفع معدلات النجاة
أُجريت دراسة موسعة على ما يقرب من مليون شخص (929,552 فردًا) يعانون من أمراض مزمنة، منهم 25,287 تعرضوا لسكتة قلبية سابقة، وآخرون لديهم عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب.
أظهرت النتائج أن المتزوجين الذين تعرضوا لسكتة قلبية سابقة كانت معدلات بقائهم على قيد الحياة أعلى بنسبة 14% مقارنة بغير المتزوجين.
كما ارتفعت معدلات النجاة بشكل ملحوظ لدى المتزوجين الذين لديهم واحد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث سجلت:
- ارتفاعًا بنسبة 16% عند مرضى الكوليسترول العالي.
- ارتفاعًا بنسبة 14% عند مرضى سكر الدم.
- ارتفاعًا بنسبة 10% عند مرضى ضغط الدم العالي.
يشير أحد الباحثين إلى أن الزواج يوفر دعمًا نفسيًا وجسديًا للمريض، مما ينعكس إيجابًا على عدة جوانب هامة، منها:
- تحسين نمط الحياة: يشجع الزواج على تبني عادات صحية أفضل.
- المساعدة في التعامل مع المرض: يوفر الشريك دعمًا للمريض في مواجهة تحديات المرض.
- الالتزام بالعلاج الدوائي: يزيد الدعم الزوجي من التزام المريض بتعليمات الطبيب وتناول الأدوية بانتظام.
خلاصة هذه الدراسة، التي أجريت في إسبانيا، أكدت أن الأشخاص المتزوجين المصابين بأمراض القلب، أو الذين تعرضوا لنوبات قلبية، كانت لديهم معدلات نجاة جيدة. ويعتقد الباحثون أن السبب الرئيسي يكمن في الدعم الذي يقدمه الزوج أو الزوجة للطرف الآخر.
الدراسة الثانية: انخفاض كبير في مخاطر النوبات والوفاة
وفي دراسة أخرى أجريت عام 2017، شملت 6000 شخص يعانون من أمراض القلب وتمت متابعتهم لمدة ثلاث سنوات وسبعة أشهر تقريبًا. أظهرت المقارنة أن الأفراد غير المتزوجين كانوا معرضين للنوبات القلبية بنسبة 52% أعلى، ومعرضين للوفاة منها بنسبة 45% أعلى، مقارنة بالمتزوجين.
الزواج: دعم شامل لصحة القلب
تؤكد هذه الدراسات أن الزواج لا يمثل عائقًا أمام مريض القلب، بل يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا قويًا في رحلة التعافي وتحسين جودة الحياة.
ويشمل ذلك الدعم العاطفي، التشجيع على نمط حياة صحي، والمساعدة في الالتزام بالعلاج، كلها عوامل تسهم في تعزيز صحة القلب والوقاية من المضاعفات