كتب: محمد مرزوق
استقبل وزير الخارجية المصري نظيره اللوكسمبورجي اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي مشترك عُقد بالقاهرة، حيث استعرض الطرفان تطورات العلاقات الثنائية وآفاق التنسيق المشترك. اللقاء الذي اتسم بروح الصراحة البناءة في لحظة حرجة تمر بها المنطقة، وشهد ترحيبًا رسميًا بتعيين أول سفير للوكسمبورج في مصر، ما اعتُبر خطوة رمزية واستراتيجية لتعزيز أطر التعاون بين البلدين.
أولويات مشتركة وقضايا إقليمية ساخنة
بدأ المؤتمر الصحفي بتأكيد الوزير المصري أهمية العلاقات المصرية-اللوكسمبورجية، مشيرًا إلى أن اللقاء تضمن نقاشًا معمقًا حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة. وصرّح قائلاً: “نحن في مصر نُدين العدوان على غزة، وندعو إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ضمن إطار حل الدولتين.”
وأشار الوزير المصري إلى أن القضية الفلسطينية حظيت بأولوية خاصة خلال المباحثات، حيث شدد الطرفان على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لوقف معاناة المدنيين ودعم الجهود الأممية لتحقيق الاستقرار.
تاريخ جديد في العلاقات الثنائية
من جانبه عبّر وزير خارجية لوكسمبورج عن سعادته بزيارة القاهرة، مشيرًا إلى أن تعيين سفير للوكسمبورج لأول مرة لدى مصر يمثل نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين البلدين. وأضاف أن “هذه الخطوة ستساهم في تعميق التعاون في مجالات الاقتصاد، الاستثمار، والتكنولوجيا الخضراء، خاصة في ظل الدور القيادي الذي تلعبه مصر في المنطقة.”
وأكد الطرفان أهمية تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، حيث تشير تقارير إلى أن حجم التبادل التجاري الحالي لا يعكس الإمكانيات الحقيقية للطرفين. وتم الاتفاق على استضافة منتدى اقتصادي مصري-لوكسمبورجي في النصف الثاني من العام الجاري لتعزيز فرص الاستثمار والتعاون التجاري.
القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات
على الصعيد الإقليمي كان العدوان الإسرائيلي على غزة محورًا رئيسيًا للنقاش. وأكد الوزيران ضرورة تعزيز دور الاتحاد الأوروبي لدعم المبادرات الدولية لوقف التصعيد. كما نوّه الوزير المصري بدور مصر الحيوي في فتح معابر غزة وتقديم المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن مصر قدمت أكثر من 500 شحنة مساعدات خلال العام الماضي.
وأوضح الطرفان أهمية إشراك كافة الأطراف الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل، وأبديا استعدادهما لدعم جهود الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
رسائل الأمل والتعاون
اختُتم المؤتمر برسالة واضحة تؤكد على التزام مصر ولوكسمبورج بالعمل المشترك على الساحة الدولية، خاصة في القضايا الإنسانية والبيئية. وصرّح الوزير المصري قائلاً: “مصر تفتح ذراعيها لكل شريك يرغب في بناء مستقبل أفضل للبشرية.”
في المقابل أشاد وزير خارجية لوكسمبورج بدور القاهرة في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، متطلعًا إلى شراكة طويلة الأمد تعود بالنفع على شعبي البلدين.
تاريخ يصنعه التعاون
بهذا اللقاء تنطلق مرحلة جديدة من العلاقات المصرية-اللوكسمبورجية، حيث بات واضحًا أن الجهود المشتركة ليست فقط خطوة لتعزيز المصالح الثنائية، بل أيضًا نموذجًا للتعاون الدبلوماسي المثمر في عالم يعج بالصراعات والتحديات.