تُعد حساسية اللاكتوز واحدة من المشاكل الصحية المتكررة لدى الرضع، حيث تؤثر بشكل كبير على قدرتهم على الاستفادة من حليب الأم أو الحليب الصناعي،يعد الكالسيوم أحد العناصر الأساسية التي يحتاجها الرضع لتقوية عظامهم ونموهم السليم،لذا، فإن الفقدان الناتج عن حساسية اللاكتوز يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية،في هذا البحث، سوف نستعرض مضاعفات حساسية اللاكتوز عند الرضع، بالإضافة إلى طرق تشخيصها وعلاجها.
مضاعفات حساسية اللاكتوز عند الرضع
شكل حليب الأم العنصر الغذائي الرئيس الذي يعتمد عليه الطفل في نموه وتطوره، وهو يحتوي على العديد من العناصر الحيوية والمفيدة،إلا أن بعض الأطفال يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، مما يمنعهم من الاستفادة من تلك المغذيات القيمة،وتعزى هذه المشكلة إلى عدم قدرة الأمعاء الدقيقة على إنتاج إنزيم اللَّاكتیز، المسؤول عن هضم اللاكتوز،وقد تكون هذه الحساسية خلقية أو مكتسبة نتيجة التهاب الأمعاء.
من خلال ما سبق، يتضح أن للرضع الذين يعانون من حساسية اللاكتوز مضاعفات منعزلة، حيث إن أجسامهم الصغيرة لا تستطيع تطوير بالطريقة المناسبة بسبب فقدان العناصر الغذائية الأساسية،سنذكر فيما يلي تفاصيل هذه المضاعفات وكيف تؤثر على صحة الرضيع بشكل عام.
1- المعاناة من الإسهال
بداية، يُعد الإسهال من أبرز مضاعفات حساسية اللاكتوز،يعاني الأطفال من براز مائي بشكل متكرر، وقد تصل كميته إلى 200 غرام في 24 ساعة، مما يعكس عدم قدرة الجسم على معالجة اللاكتوز بشكل صحيح،فبدلاً من أن يُستفاد من المغذيات، يتم طردها خارج الجسم، مما ينعكس سلبًا على صحة الطفل.
تعود هذه الحالة إلى مستوى الماء في القولون نتيجة لعدم هضم اللاكتوز، مما يؤدي إلى سيولة البراز،وهكذا، يشعر الرضيع بالتعب والإرهاق نتيجة فقدانه السوائل والمغذيات.
2- تراكم الغازات والألم في المعدة
من المضاعفات المزعجة الأخرى لتلك الحساسية هي تراكم الغازات في المعدة، مما يسبب نفخة وألم،تتكون هذه الغازات عندما ينتقل سكر اللاكتوز إلى القولون، ويبدأ في التحلل بشكل تلقائي، مما ينتج عنه إنتاج غازات غير مرغوب فيها،يشعر الطفل بعدم الراحة وقد يواجه تشنجات متكررة.
3- الإصابة بالإمساك
في بعض الحالات، قد يعاني الرضيع من الإمساك بدلاً من الإسهال، حيث تؤدي غاز الميثان الناتج عن تحلل اللاكتوز إلى تأثير سلبي على حركة الأمعاء،هذا يؤدى إلى بطء عملية الحركة المعوية وبالتالي حدوث تراكم للبراز،يعاني الطفل بالتالي من عدم الارتياح والغضب.
4- التعرض للغثيان
إذا لم تكن الأم مدركة لمعاناة رضيعها من حساسية اللاكتوز، فقد يعاني الطفل من الغثيان المتكرر،تتسبب هذه الحالة في عدم القدرة على هضم اللاكتوز، مما يؤدي إلى تراكمه داخل الأمعاء ويعكس تأثيرًا سلبيًا على صحة الرضيع العامة.
5- حموضة البراز
تعد حموضة البراز أحد المضاعفات التي تؤدي إلى تعرض الطفل للتسلخات حول منطقة الشرج، مما يُسبب آلامًا مستمرة ويؤدي إلى بكاء الطفل المتواصل دون توقف.
كيفية تشخيص حساسية اللاكتوز لدى الرضع
لتشخيص الإصابة بعدم تحمل اللاكتوز بين الرضع، يعتمد الأطباء بشكل رئيسي على تحليل عينة البراز،يتم فحص عدم حموظة البراز واكتشاف العناصر المختزلة التي تشير إلى وجود مشكلة،هذه الطريقة تساهم في تحديد ما إذا كان هناك حاجة لتغيير النظام الغذائي للرضيع.
علاج حساسية اللاكتوز للرضع
يتضمن العلاج عادةً تعديل النظام الغذائي؛ حيث يُنصح بالتوقف عن إرضاع الطفل حليب الأم واستبداله بحليب صناعي خالٍ من اللاكتوز،كما يُوصى بالابتعاد عن توفير أي منتجات الحليب الأخرى، ويمكن استبدالها بأطعمة ذات محتوى غني بالكالسيوم مثل فول الصويا، الخضراوات، الفواكه المجففة، والأسماك.
يتطلب الأمر تقديم عناية خاصة للرضع الذين يواجهون مضاعفات نتيجة لتلك الحساسية، حيث يستلزم الأمر اتخاذ خطوات لتحسين جودة حياتهم من خلال توفير تغذية صحية ومتوازنة،من الضروري التواصل مع طبيب الأطفال لإعادة تقييم الوضع بشكل دوري وضمان التقدم المناسب والنمو السليم للرضيع.
في الختام، يجب على الآباء والأمهات التعرف على حساسية اللاكتوز لدى الرضع وأهمية الاهتمام بتغذيتهم السليمة،تساهم التغذية المناسبة في تعزيز صحة الطفل وتقليل المضاعفات الناتجة عن تلك الحساسية،من المهم متابعة الرضع بانتظام والاهتمام بأي تغييرات تطرأ على صحتهم لضمان حصولهم على حياة صحية وسعيدة.