أكذب إذا قلت
أنني لا أعرف الخوف
أخاف المرض، الإذلال.
ومثل الجميع، لدّي أحلامي
لكنني تعلمت إخفائها
هكذا تقول لويز جلوك، الشاعرة الأميركية الحائزة على نوبل في الأدب لعام 2020، في ديوانها «عجلة مشتعلة تمر فوقنا»، توفيتالتي تخاف المرض توفيت اليوم عن عمر ناهز 80 عامًا؛ متأثرة بمرض السرطان؛ حسبما أعلن رئيس دار النشر “فارار وستراوس وجيرو” لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
ولويز جلوك هي أول شاعرة أميركية تفوز بجائزة نوبل في الأدب، بعد أكثر من 70 عامًا من فوز الأميركي تي إس إليوت.
وقد امتدح حُكّام جائزة نوبل عام 2020 “صوتها الشعري الذي لا لبس فيه، والذي يجعل الوجود الفردي عالميًا بجماله الصارم”.
النشأة
ولدت لويز إليزابيث جلوك في 22 أبريل 1943 في مدينة نيويورك، ونشأت في عالم مليء بالإلهام الفني. إذ كانت مكتبة والدها الواسعة تزود لويز الصغيرة بكنز من الأدب، وفي هذه الفترة نمت بذرة شغفها بالأدب والشعر.
أتسمت حياة جلوك المبكرة بسلسلة من الصعوبات الجسدية والعاطفية. لقد عانت من فقدان الشهية، وهو صراع استكشفته لاحقًا في شعرها، وتصارعت مع أفكار وتعقيدات ثيمة الأسرة. وشكلت هذه المواضيع، مصدرًا لعمقها الشعري.
ذهبت إلى كلية سارة لورانس، حيث درست مع بعض أشهر الشعراء في جيلها، بما في ذلك ستانلي كونيتز وليوني آدامز. ما أدى لصقل موهبتها الناشئة وصقل صوتها الفريد، ودفعها إلى كتابة مجموعتها الأولى «المولود الأول» التي نُشرت عام 1968. ومن هذه النقطة فصاعدًا، سيشهد العالم الأدبي ظهور صوت شعري أنثوي استثنائي.
سماتها الأدبية
يعتبر شعر جلوك انعكاسًا عميقًا للطبيعة البشرية وأوجهها المتعددة. لقد استكشفت في كثير من الأحيان موضوعات الأسرة والحب والجنس والوقت. تتميز أشعارها بلغتها الموجزة، إذ تختار كل كلمة بعناية لتكشف عن الجوهر العاطفي للموضوع المطروح. تجسد مجموعتها The Wild Iris» (1992)»، التي فازت بجائزة بوليتزر، هذه الموهبة الرائعة في استخلاص المشاعر الإنسانية المعقدة في سطور موجزة.
حتى وصفها الشاعر كريج مورجان تايشر بأنها كاتبة “الكلمات بالنسبة لها دائمًا نادرة، ويتم الحصول عليها بشق الأنفس، ولا ينبغي إهدارها”.
ولعل أحد أبرز جوانب عمل جلوك هو قدرتها على تحويل التجارب الشخصية إلى موضوعات ذات صدى عالمي. إن استكشافها للحزن والخسارة وطبيعة الوجود يتجاوز المكان ويتحدث عن حالة الإنسان ككل. تمتلك جلوك قدرة كبيرة على تحويل العادي إلى استثنائي، وإضفاء أهمية عميقة على الحياة اليومية.
جلوك الرائعة استلهمت الكثير من شخوص المثيولوجيا اليونانية، مثل بيرسيفوني ويوريديس، الذين غالباً ما كانوا ضحايا للخيانة.
مسيرة طويلة وجوائز
على مدى حوالي 50 عامًا، نشرت الكاتبة حولي 10 كتب شعرية، ومقالات، ورواية واحدة صدرت عام 2022.
حصلت لويز جلوك على العديد من الجوائز من بداية مسيرتها الأدبية وحتتى النهاية؛ فحصلت على جائزة «بولينجن» للشعر عام 2001، وجائزة «والاس ستيفنز» عام 2008، وجائزة «الكتاب الوطني» عام 2014، وميدالية العلوم الإنسانية الوطنية التي منحها باراك أوباما عام 2015.
دائمًا ما كان لجلوك صوت نسوي بارز، قالت الباحثة الأدبية أليسون كوك في عام 2020: “في مختلف أعمال غلوك الشعرية، تشكل النساء شخصيات مركزية كثيرة في قصائدها”، وأوضحت كوك أنّ “حضور المرأة الشابة في شعر غلوك يندرج ضمن الخطاب النسوي المستمر منذ عقود في شأن ما يعنيه أن يكون الشخص امرأة”.
كانت جائزة نوبل في الأدب، التي مُنحت للويز غلوك في عام 2020 تتويجًا لمدى تفانيها في كتاباتها مادامت حياتها، إن تأثيرها على الشعر المعاصر لا يُقاس، إذ ألهمت عددًا لا يحصى من الشعراء للتأمل في دواخلهم لكتابة أعمال تتعدى حدود الفردية.