أعلن قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في تصريحات أثارت جدلاً واسعاً، أنه “لا مجد بعد اليوم للساتك”، في إشارة واضحة إلى الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير وحركة الإخوان في أبريل 2019، والتي يُطلق عليها محلياً اسم “ثورة ديسمبر” أو “الساتك”. وبدلا من شعار المجد للساتك رفع البرهان شعارًا جديدًا هو ” المجد للبندقية ” .
البرهان يقلل من شأن الثورة الشعبية التي أطاحت بالبشير
تأتي تصريحات البرهان في سياق سياسي متوتر يشهد خلافات عميقة حول مسار الفترة الانتقالية في السودان. ويُنظر إلى إشارته إلى “نهاية مجد الساتك” على أنها تقليل من شأن الدور التاريخي الذي لعبته الجماهير السودانية وقوى الثورة في إسقاط نظام حكم استمر لعقود. ونفى الفريق البرهان بشكل قاطع، المزاعم التي تتحدث عن سيطرة قيادات تنظيم الإخوان المسلمين على الجيش وإدارة الحرب الدائرة في البلاد من مدينة بورتسودان. جاء ذلك خلال مخاطبته مؤتمراً للخدمة المدنية عُقد في المدينة الساحلية، الثلاثاء.
“محض أكاذيب وإشاعات”
وصف البرهان التقارير التي تتحدث عن نفوذ الإخوان في الجيش بأنها “محض أكاذيب وإشاعات”، مؤكداً على عدم وجود أي علاقة بين الجيش وقيادات التنظيم. وأوضح أن القوات المسلحة تعمل وفقًا لمهامها الوطنية في حماية البلاد، وأنها لا تخضع لأي تأثيرات سياسية أو أيديولوجية.
تأكيد على استقلالية الجيش
شدد البرهان على استقلالية الجيش السوداني، مؤكداً أنه مؤسسة وطنية تعمل وفقاً للدستور والقانون. وأضاف أن الجيش يضم في صفوفه جميع أطياف الشعب السوداني، وأنه لا يميز بين أي فئة أو جماعة.
تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الجيش والإخوان
تأتي تصريحات البرهان في وقت تثار فيه تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الجيش السوداني وتنظيم الإخوان المسلمين، خاصة بعد اندلاع النزاع الحالي. وتتزايد المخاوف من أن يكون التنظيم قد استغل النزاع لتعزيز نفوذه داخل الجيش والمؤسسات الحكومية.
مراقبون يدعون إلى الشفافية
دعا مراقبون إلى ضرورة إجراء تحقيق مستقل وشفاف حول طبيعة العلاقة بين الجيش والإخوان، وتقديم النتائج إلى الرأي العام. وأكدوا على أهمية ضمان استقلالية الجيش وعدم خضوعه لأي تأثيرات سياسية أو أيديولوجية.
تفسيرات متباينة لتصريحات قائد الجيش
تعددت التفسيرات لتصريحات قائد الجيش السوداني. يرى البعض فيها محاولة من المؤسسة العسكرية لفرض رؤيتها الخاصة للمرحلة المقبلة وتهميش دور القوى المدنية التي قادت الثورة. بينما يرى آخرون أنها تعكس إحباطاً من حالة الانسداد السياسي والخلافات بين المكونات المدنية والعسكرية في الحكومة الانتقالية.
ردود فعل غاضبة من قوى الثورة والشارع السوداني
أثارت تصريحات البرهان ردود فعل غاضبة وواسعة النطاق من قبل قوى الثورة ولجان المقاومة والعديد من قطاعات الشعب السوداني. واعتبر الكثيرون هذه التصريحات بمثابة إنكار لتضحيات الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال الثورة، ومحاولة للالتفاف على مطالب التغيير الديمقراطي والعدالة الانتقالية.
تأثير التصريحات على مستقبل الفترة الانتقالية
من المرجح أن يكون لهذه التصريحات تداعيات كبيرة على مستقبل الفترة الانتقالية في السودان، التي تشهد بالفعل تحديات جمة. وقد تزيد هذه التصريحات من حدة التوتر بين المكونين العسكري والمدني، وتعيق جهود بناء توافق وطني حول شكل الحكم في المرحلة المقبلة. ويبقى المشهد السياسي السوداني مفتوحاً على مزيد من التطورات في ظل هذه التصريحات التي وصفت بأنها “استفزازية” من قبل العديد من المراقبين.
فور انتهاء خطاب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، اندلعت موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي في السودان، حيث أطلق ناشطون حملة واسعة تحت شعار “#المجد_للساتك”، في إشارة إلى إطارات السيارات المحترقة التي استخدمت في الاحتجاجات السابقة.
صور إطارات محترقة وانتقادات حادة لخطاب البرهان
تضمنت الحملة نشر صور لإطارات محترقة، كرمز للاحتجاجات الشعبية، إلى جانب انتقادات حادة لخطاب البرهان الذي اعتبره الناشطون غير معبر عن مطالبهم وتطلعاتهم. وتزامن الخطاب مع تقارير إخبارية تحدثت عن حملة اعتقالات واغتيالات واسعة النطاق استهدفت ناشطين شاركوا في الثورة السودانية، ورافضين للحرب الحالية، ومطالبين بعودة الحكم المدني.
حملة اعتقالات واغتيالات تثير غضبًا متزايدًا
أثارت التقارير المتعلقة بحملة الاعتقالات والاغتيالات غضبًا متزايدًا بين الناشطين، حيث اعتبروها محاولة لإسكات الأصوات المعارضة وتقويض الحراك المدني المطالب بالديمقراطية. وعبّر العديد من الناشطين عن استنكارهم لهذه الممارسات، ودعوا إلى محاسبة المسؤولين عنها.
مطالب بعودة الحكم المدني ووقف الحرب
جددت الحملة المطالب الشعبية بوقف الحرب الدائرة في السودان، وعودة الحكم المدني، وتشكيل حكومة انتقالية مدنية تقود البلاد نحو الديمقراطية. واعتبر الناشطون أن خطاب البرهان لم يتطرق إلى هذه المطالب بشكل كافٍ، وأنهم سيواصلون النضال من أجل تحقيقها.