ناقش المحامي البارز نجاد البرعي، زيارة إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي إلى مصر، موضحًا أنها نتاج التحركات السياسية المصرية في ظل الأزمة الحالية في الشرق الأوسط.
وأضاف البرعي في تصريحات خاصة لموقع “الحرية”، أنه يعتبر زيارة ماكرون للعريش جزءًا من السياق الأوسع للتعاون بين مصر وأوروبا، وخاصة في ظل موقف الولايات المتحدة الواضح في دعم إسرائيل.
وقال البرعي إن التحركات السياسية الخارجية لمصر في الأزمة الحالية كانت “واعية جدًا ومحسوبة”، مضيفًا أن القاهرة تحركت بشكل إيجابي نحو أوروبا في مواجهة انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل.
وأشار إلى أن البرلمان الأوروبي قد وافق على صرف شريحة مالية بقيمة أربعة مليارات يورو من المعونات المقررة لمصر، مما يعكس موقفًا أوروبيًا داعمًا.
كما تحدث البرعي عن التطورات الإيجابية في المواقف الأوروبية، لا سيما الموقف الألماني والفرنسي، والتي تعكس تأثير التحركات المصرية في ظل تراجع الدعم العربي.
وأكد أن هناك تعاونًا متزايدًا بين مصر والأردن في مواجهة أطماع إسرائيل التوسعية، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يشكل ما يمكن تسميته “حلفًا” لمواجهة تحديات المنطقة.
ولفت البرعي إلى أن مصر اتخذت إجراءات أمنية مشددة لحماية الرئيس الفرنسي ماكرون، موضحًا أن هذه الإجراءات هي أمر طبيعي في أي دولة، خاصة في حالة زيارات من شخصيات هامة مثل رئيس دولة.
وأوضح البرعي أن هذه الإجراءات الأمنية هي رسالة سياسية موجهة لأوروبا عبر ماكرون، تؤكد أن النظام المصري مستقر رغم التحديات.
وأشار البرعي إلى أن الرئيس السيسي، من خلال الزيارة، أرسل رسالة قوية للمجتمع الدولي مفادها أن “النظام السياسي مستقر” في مصر، رغم وجود بعض الخلافات الداخلية.
وأضاف أن الزيارة تظهر أيضًا أهمية القاهرة التاريخية، مؤكدًا على أن مصر تركز على الترويج لمصر الإسلامية والفرعونية في المناسبات الدولية بدلاً من التركيز على مشاريع البنية التحتية الحديثة التي قد تتسبب في تدمير الآثار التاريخية.
وفيما يخص العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا، أكد البرعي أن مصر يمكن أن تستفيد من التوترات الراهنة بين الطرفين، خاصة في ظل تباعد المواقف الأوروبية عن الولايات المتحدة.
لكنه نبه إلى أن مصر لا تزال في موقف اقتصادي ضعيف مقارنة بالدول الأخرى مثل السعودية، التي تملك من الموارد ما يسمح لها بالتأثير بشكل أكبر على الساحة الدولية.
وفي ختام تصريحاته، أشار البرعي إلى أن مصر يجب أن تركز على تعزيز علاقاتها مع أوروبا والابتعاد عن التبعية للولايات المتحدة، مؤكدًا على أهمية استغلال المواقف الأوروبية المتغيرة لصالح المصالح المصرية في المنطقة.