مقدمة
تعتبر تقنية الاتصالات المتنقلة من الجيل الخامس (5G) واحدة من أهم التطورات التكنولوجية في عصرنا الحالي، حيث توفر سرعات أعلى في نقل البيانات وانخفاضًا في زمن الاستجابة،ومع ذلك، توجد مخاوف واسعة النطاق تتعلق بالآثار الصحية المحتملة لهذه التقنية،حيث يتزايد عدد الأصوات المعترضة التي تحذر من المخاطر الصحية المحتملة الناتجة عن التعرض للإشعاعات الكهرومغناطيسية، مما يثير تساؤلات عديدة حول سلامة هذه التكنولوجيا.
هل تقنية 5G سيئة على الصحة هناك تحذيرات متعددة حول المخاطر الصحية التي يمكن أن تؤثر بتقنية G5 بشكل سلبي، حيث يُشير البعض إلى أن الإشعاعات المصاحبة لهذه التقنية قد تكون سريعة للغاية في التأثير على صحة الإنسان،يعتقد بعض الناشطين أن استخدام تقنية 5G يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان، بالإضافة إلى استحداث أعراض اضطراب فرط الحساسية الكهرومغناطيسية،تعكس هذه المخاوف الجميلة التي تمتد عبر دول عدة حول العالم، حيث تسعى بعض المنظمات مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للتعامل مع هذه القضايا وتسليط الضوء عليها.
عندما تم البدء في نشر الشبكات الخاصة بالجيل الخامس حول المدن الكبرى في الولايات المتحدة وكثير من الدول الأخرى، أثيرت مخاوف عميقة بصوت عالٍ من الناشط فيرستين براغ الذي حذر من احتمالية وقوع كارثة كبيرة،حيث أشار إلى أنه منذ إطلاق الأقمار الصناعية للاتصالات في نهاية التسعينات، فإن عدد الأشخاص الذين تعرضوا لمشكلات صحية بسبب الحساسية تجاه الإشعاعات الكهرومغناطيسية قد ارتفع بشكل ملحوظ،من المثير للاهتمام أن معدل الوفيات في الولايات المتحدة قد تم تقديره بين خمسة وعشرة بالمائة نتيجة لهذه المشكلة.
على الرغم من الجهود الكبيرة الساعية للتأكيد على المخاطر الصحية المحيطة بشبكات الهواتف المحمولة والإنترنت، إلا أن العديد من الدراسات العلمية لم تثبت ارتباطًا قاطعًا بين الإشعاعات اللاسلكية وصحة الإنسان،بينما يحتدم النقاش بين الأطباء والعلماء حول الفوائد المحتملة لشبكات G5 مقارنة بمخاطرها المحتملة، يستمر البحث لاكتشاف الحقائق الغامضة المحيطة بهذه التقنية.
يجب الإشارة أيضًا إلى أن سرعة شبكات G5 قد تتجاوز مئات المرات السرعة الحالية، مما يتطلب نشر المزيد من الأبراج اللاسلكية الخاصة بها، إذ يتوقع وجود حوالي ثلاثمائة ألف برج في الولايات المتحدة وحدها.
الدراسات المتعلقة بمخاطر الجيل الخامس للاتصالات عدد كبير من المنظمات والجمعيات بدأت بإجراء الدراسات والأبحاث لفهم المخاطر المحتملة لهذه التقنية،قد قامت منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، بتصنيف ترددات أشعة الراديو ضمن الفئة الخاصة B2 كمواد قد تُعد مسببة للسرطان،وقد خلصت العديد من الدراسات إلى وجود تأثيرات سلبية تتمثل في
- التسبب في فواصل في الحمض النووي سواء المزدوج أو الفردي، مما يجعل الشخص عرضة للإصابة بالسرطان.
- إلحاق ضرر بالخلايا، مما يؤدي إلى تدهور الأنسجة وظهور شيخوخة مبكرة.
- نفاذية حاجز الدم في الدماغ.
- انخفاض مستويات الميلاتونين، مما يرتبط ب الإصابة بالأرق و فرص الإصابة بالسرطان.
- ظهور بروتينات الإجهاد، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأمراض.
- مخاوف مستمرة حول آثار الموجات التي تصدرها هذه التقنية على الصحة العامة.
وأيضًا، حسب ما صرح به الدكتور Leay Niets من الجامعة العبرية بفلسطين، فإن حوالي تسعين بالمائة من إشعاعات الميكروويف قد يتم امتصاصها بواسطة الجلد، مما يجعل جسم الإنسان بمثابة إسفنجة تمتص هذه الأشعة الضارة،وتستوجب هذه المعطيات قلقًا كبيرًا، حيث أن ترددات هذه الأشعة يمكن أن تتجاوز الأبعاد الطبيعية لطبقات الجلد.
في سياق الأبحاث والدراسات حول الأضرار الخطيرة للإشعاعات، أكد العديد من العلماء والباحثين أن تأثيرات هذه الإشعاعات تتطلب مزيدًا من الدراسة والتقصي،تواصل الشركات والمؤسسات العلميات إجراء الدراسات لإعداد تقارير دقيقة حول مخاطر هذه التقنية الجديدة، إلا أن المعلومات المتاحة لا تزال غير حاسمة بالنسبة للكثير.
يُظهر جزء من الحملة المُسماة “Stop 5G” (لوقف تقنية الجيل الخامس) التي تجمع التوقيعات لدعم هذه القضية، حيث تجمع حاليًا أكثر من خمسين ألف توقيع من جمهور يضم أكثر من مائة وثمانية وستين دولة،تعد هذه الحملة بمثابة علامة على عدم الرضا العام حول التعليمات والسياسات المرتبطة بنشر تقنية 5G.
الحماية من الإشعاعات لمواجهة هذه المخاطر المحتملة، هناك حاجة متزايدة للبحث عن حلول وقائية،قد يتم استخدام أجهزة صغيرة لحجب ما بين تسعين وخمسة وتسعين بالمائة من الإشعاعات المنبعثة من أجهزة الراوتر مع الحفاظ على اتصال مستقر وسريع،ولذلك، يُمكن أن تساهم التقنية في تحسين مستوى الأمان لدى المستخدمين.
وفي النهاية، لا تزال النقاشات تدور حول فوائد وأضرار تقنية 5G،فيما تسعى الأمور إلى تطوير المنظومة التكنولوجية، فمن الأهمية بمكان أن نكون واعين للتأثيرات الصحية المحتملة وأن نفعل كل ما في وسعنا لضمان سلامة المستخدمين من أي آثار ضارة،لذا فإن الأبحاث مستمرة، والتوعية ضرورية، لضمان استخدام آمن ومراعي للصحة العامة في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا بشكل متزايد.
خاتمة
بينما تتقدم تقنية 5G إلى الأمام، تظل الأسئلة المتعلقة بصحتنا وعدم وجود مخاطر صحية محتملة على كوكبنا أولوية قصوى،ويجب أن تستمر المحادثات حول هذه التقنية الحيوية، كما نأمل في تقنيات أكثر أمانًا وصحة للمستقبل،في هذا الإطار، نأمل أن نستطيع تحقيق توازن بين الفوائد والتحديات التي تقدمها هذه التكنولوجيا الحديثة،وعلى الرغم من النقاشات المثارة والخوف من الآثار السلبية، فإن العامل الحقيقي هو التقدم بشكل مدروس ومراقب لتحقيق الفوائد العظيمة التي يمكن أن توفرها هذه التقنية الجديدة.