أوضح الدكتور محمد عطا الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، الحكم الشرعي المتعلق بسفر المرأة لأداء مناسك الحج دون محرم، مستعرضًا آراء المذاهب الفقهية المختلفة، ومؤكدًا على الضوابط والشروط التي حددها العلماء في هذا السياق، ومتى يكون السفر مباحًا للمرأة دون محرم.
حكم سفر المرأة للحج دون محرم
قال الأزهري “الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، ذهب جمهور الفقهاء إلى أن وجود المحرم أو الزوج شرط لوجوب الحج على المرأة، فمن لم يتوفّر لها هذا الشرط فلا يجب عليها الحج ابتداءً، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لَا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ” (رواه البخاري).
رأي الشافعية في المسألة
وأشار الأزهري في تصريحات خاصة لـ «الحرية»، إلى أن الشافعية لهم رأي خاص، حيث يجب الحج على المرأة عند وجود زوج أو محرم أو نسوة ثقات، وجاء في مغني المحتاج (2/216) من كتب الشافعية “ويشترط في وجوب نسك المرأة – زائداً على ما تقدم في الرجل – أن يخرج معها زوج أو محرم لها بنسب أو غيره أو نسوة ثقات”.
متى يجوز الحج دون محرم؟
و أضاف الأزهري لا يجب على المرأة أن تخرج وحدها للحج، لكن إن فعلت ذلك وكانت قد أمنت على نفسها، جاز لها، وجاء في تحفة المحتاج (2/54) “أما الجواز؛ فلها أن تخرج بموجب فرض الإسلام مع امرأة ثقة… ولها أيضًا أن تخرج له وحده إذا تيقنت الأمن على نفسها، هذا كله في الفرض”.
وأضاف إنما ذهب الشافعية إلى لذلك لعموم قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، موضحًا أن حديث “لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم” حُمل على السفر غير الواجب.
وأن الواجب له مصلحة تحصيلية تكافئ أدنى مراتب مظنة الأمن، كما جاء في نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (3/250): “وفارق الواجب غيره بأن له مصلحة تحصيلية تكافئ بأدنى مراتب مظنة الأمن، بخلاف ما ليس بواجب فاحتيط معه في تحصيل الأمن”.
وعليه يجوز للمرأة السفر لأداء حج الفرض أو عمرة الفرض، سواء كانت كبيرة أو شابة، إما مع محرم، أو زوج، أو نسوة ثقات، أو واحدة ثقة، أو وحدها بشرط أن تأمن على نفسها. والله تعالى أعلم.
حديث نبوي شريف
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: “لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم”.
وأشار الأزهري إلى أن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن خرجن للحج في عهد سيدنا عمر بن الخطاب مع سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنهما، ولم يكن معهن محرم.
ختاما، أكد الدكتور محمد عطا الأزهري إلى أنه يجوز للمرأة السفر دون محرم سواء في فريضة الحج أو في سنة العمرة، ما دام الأمن متحققًا في سفرها، وإقامتها، وعودتها، وهو ما أجمع عليه جمهور الفقهاء كما ذكر سالفا.
اقرأ أيضا: موعد وقفة عرفات 2025.. ولماذا سُمِّي يوم عرفة بهذا الاسم؟