تُعد مناسك الحج والعمرة من أهم الشعائر الدينية في الإسلام، وهي من أسمى الأمنيات التي يسعى لتحقيقها المسلمون في كافة أنحاء العالم،ولكن قبل الشروع في هذه الرحلة الروحية، يتعين على الحجاج والمعتمرين الإلمام بقواعد الإحرام وما يتعلق بها، وخاصة المحظورات التي يجب تجنبها،أحد الأسئلة الشائعة بين الأشخاص الذين يستعدون لأداء العمرة أو الحج هو هل يجوز وضع كريم الشعر قبل الإحرام سنناقش في هذه المقالة تفاصيل هذه المسألة وما يتعلق بها من أحكام.
هل يجوز وضع كريم الشعر قبل الإحرام
من بين الأسئلة المتداولة بين المعتمرين هو هل يجوز وضع كريم الشعر قبل الإحرام حيث تباينت الآراء بين العلماء حول هذا الموضوع،يجمع الفقهاء على تحريم وضع كريم يحتوي على رائحة طيبة، وذلك لأنه يتعارض مع قواعد الإحرام،ومع ذلك، اختلفت الآراء بشأن الكريمات الخالية من العطور،ففي هذا السياق، يُذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستخدم العسل لغسل رأسه قبل الإحرام، مما يدل على جواز استخدام المواد الطبيعية التي لا تنطوي على روائح.
- أفاد الحنفية والمالكية بتحريمهما لوضع الكريم، سواء كان معطرًا أم لا.
- فيما يرى الحنابلة أنه يُسمح بدهن الكريمات بشرط أن تكون خالية من أي رائحة.
- أما الشافعية، فقد أفتوا بتحريم الكريمات عند وضعها على الوجه أو الشعر، مع الالتزام بأن لا تُستخدم على بقية الجسم.
وبذلك، يظهر اختلاف واضح بين المذاهب حول هذه المسألة، مما يستدعي من المعتمرين التحقق من الآراء المختلفة قبل اتخاذ قرار بشأن استخدام الكريمات أثناء الإحرام.
محظورات الإحرام
يتعين على المحرم أن يكون على دراية بمجموعة من الأعمال التي تُعتبر محظورات عند الإحرام،إذا قام المحرم بارتكاب أي من هذه المحظورات، فقد يستوجب ذلك عليه تقديم فدية، والتي يمكن أن تكون على شكل دم أو طعام أو صيام،وتشمل المحظورات ما يلي
يُحرم على الرجال ارتداء الثياب المفصلة مثل القمصان والسراويل،وإذا كان المحرم في حاجة للقدمين ولا يجد نعلًا، يُعتبر من الواجب عليه قطع الخف عند أسفل الكعبين وارتدائه.
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله “لاَ تلبَسوا القُمُصَ، ولاَ العمائمَ، ولاَ السَّراويلاتِ، ولاَ البرانِسَ، ولاَ الخفافَ إلاَّ أحدًا لاَ يجدُ نعلينِ فليَلبسْ خُفَّينِ وليقطعْهُما أسفلَ منَ الْكعبينِ ولاَ تلبَسوا شيئًا مسَّهُ الزَّعفرانُ ولاَ الورْسُ”.
أيضًا، يُحرم تغطية الوجه بالنسبة للرجل، كما جرى على لسان ابن عمر رضي الله عنه، حيث قال “ما فوق الذقن من الرأس، فلا يخمره المحرم”.
فيما يتعلق بالنساء، يُسمح لهن بستر وجوههن، لكن يجب أن تكون طريقة الستر خالية من الخيوط،كما يُمنع دهن الجسم بالطيب، سواء للأ males أو females، فذلك يستدعي فدية،أما بالنسبة للثياب، فتُحرم الملابس ذات اللون المصبوغ أو التي لمسها الطيب.
تصنف المحظورات الأخرى كالجماع أو الإنجاب أثناء الإحرام وفقًا لقوله تعالى {فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج} (سورة البقرة/197)
واذا قام المحرم بقتل الصيد عليه دفع الفدية وفقًا لما ورد في قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم} (سورة المائدة/95)، بالإضافة إلى عدم جواز عقد النكاح أثناء الإحرام، فذلك يعتبر من المحرمات.
كفارة ارتكاب محظورات الإحرام
إن كل من ارتكب محظورًا أثناء الإحرام يجب أن يعرف عواقب ذلك،وفي حالة ارتكاب أي محرمات، يجب التعويض عنها وفقًا لشروط معينة،يُشدد على أن الفدية لا تُلزم إلا إذا كان الشخص الذي ارتكب المحرم متعمدًا، أما إذا كان ساهيًا، فقد يعفى من ذلك.
فإذا تم ارتكاب أحد المحظورات مثل حلاقة الرأس أو ارتداء الثياب المفصلة، يجب على المعتمر تعويض ذلك بإحدى الطرق التالية صيام ثلاثة أيام، أو ذبح شاة، أو تقديم صدقة تطعم ستة مساكين.
وفي حالة ارتكاب المحظور المتعلق بالصيد، يجب على الشخص تعويض ذلك بذبح نوع مماثل لما اصطاده،وإذا لم يتوفر ذلك، عليه التصدق على الفقراء المتواجدين في الحرم أو صيام عدة أيام كفدية،يقول الله تعالى (وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ…) [سورة المائدة، آية 95].
أما بالنسبة لعقد النكاح، فهو يُعتبر إثمًا ولكنه لا يتطلب فدية،في النهاية، تعتبر قواعد الإحرام ذات أهمية بالغة، إذ تمثل احترامًا لمناسك الحج والعمرة وللشعائر الدينية.
بذلك، نجد أن الإحرام يتطلب من المسلمين الالتزام بمجموعة من الضوابط التي تتعلق بالأعمال والتصرفات،يجب فهم المحظورات وعواقب انتهاكها، كي يستطيع الحجاج والمعتمرون أداء مناسكهم بسلام وبشكل صحيح، مما يوفر لهم الفرصة للاستفادة الروحية الكاملة من هذه الرحلة المقدسة.