على مدار السنوات الماضية باتت مسلسلات تعذيب الأطفال أشد خطرًا تحت مبرر التأديب والتربية، إذ تكررت جرائم ضرب تعذيب الآباء للأبناء والتي وصلها بعضها إلى إصابات بالغة بل وصل البعض الأخر إلى القتل، فمتى كان الضرب أسلوبًا إيجابيًا للتربية ومتى تنتهي جرائم تعذيب الأطفال؟.
وخلال هذا التقرير سنرصد عددًا من القضايا التي انتهت بمقتل أطفال أبرياء ما كان عليهم سوى أنهم يلعبون ليصبح عنوان نهاية حياتهم “شقاوة عيال”.
أب يعذب ابنه بالخرطوم حتى الموت بسبب شقاوته في حلوان
استيقظ أهالي حلوان منذ أيام قليلة على واقعة تعذيب بالخرطوم لطفل يبلغ من العمر 10 سنوات، والذي لم يحتمل الضرب وفارق الحياة على يد والده.
وقد برر المتهم أنه بسب شقاوته وشكاوى الجيران، أمسك بالطفل وحاول تأديبه دون قصد منه أن يقتله.
أخر عليه الإفطار.. مقتل طفل على يد والده بعد تعذيبه ببولاق الدكرور
منذ عام لقى الطفل مهند ويبلغ من العمر 5 سنوات مصرعه على يد والده بمنطقة بولاق الدكرور.
وكشفت تحريات رجال المباحث، عن أن الطفل توفي على يد والده بعدما تعدى عليه بالضـرب مستخدمًا سلكًا كهربائيًا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه بسبب تأخير الطفل في توصيل الفطار له.
مصرع طفل على يد والده في الغربية
ومنذ 3 سنوات في قرية شوني التابعة لمركز طنطا في محافظة الغربية، لقى الطفل “إيهاب.ا.ا”، البالغ من العمر 10 سنوات، حينها، مصرعه بعدما تعرض للضرب المبرح على يد والده، حيث بدأت القصة عندما عاد الأب المتهم من عمله فوجد الجيران يشكون له قيام الطفل القتيل بضرب ابنهم، وسريعًا ما دخل الأب للمنزل واستفرد بالطفل وانهال عليه بالضرب وتوجيه الشتائم له تأديبًا له على ما ارتكبه فى حق ابن الجيران، وظل الطفل يصرخ كثيرًا ولكن جسده الهزيل لم يحتمل تعذيب والده له وسقط أرضًا مغشيًا عليه وانقطعت أنفاسه وتوفي فى الحال.
طبيب نفسي: الأطفال كائنات هشة والعنف ليس وسيلة لتقويمها
ومن جانبه، قال الدكتور هشام رامي استشاري الطب النفسي، أنه لا يوجد في أي أبحاث علمية أو مراجع عالمية ما يقول أن العنف وسيله لتقويم الأطفال، بل وجد أن استخدام العنف آثاره سيئة جدًا علي نفس الأطفال وعلى سلوكياتهم وعلي قدرتهم على أداء واجباتهم حين يبلغون سن الرشد.
وأضاف “رامي”، في تصريحه لـ«الحرية»، أنه عندما يصل العنف إلى حد شديد، لدرجة أن يؤدي لإصابات جسدية أو وفاة، فهذا لا يُعتبر حتي محاولة للتقويم بل يُع. جريمة ويجب أن يُعاقب من يفعلها أشد العقاب.
وأكد الطبيب النفسي، أن الأطفال كائنات هشة لا حول لها ولا قوة تحت رحمة الأباء والأمهات، فلا يمكن أن يكون من واجبه تربية الطفل قاسي في معاملته وسببًا في وفاته، بل يجب أن يكون رحيمًا.
جرائم لا يتوافر بها قصد جنائي
وأكد «هيثم السيد حمدالله » المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدوله المتخصص في القانون الجنائي، أن “القانون أنه إذا اتجهت نية وإرادة الجاني إلى قتل المجني عليه توافرت جريمة القتل العمد، وإذا لم تتوافر النية والإرادة للقتل فلا تقوم جريمة القتل العمد، وهو ما نسميه “القصد الجنائي” للمتهم، حيث تنص المادة 392 من قانون العقوبات على أنه «كل من تسبب عمدًا في قتل غيره يُعد قاتلًا ويُعاقب بالسجن المؤبد»
واضاف «حمدالله» في تصريحه لـ “الحرية”، أن جريمة الضرب المُفضي إلى الموت لا يتوافر بها وجود قصد جنائي لدى المتهم وأنه اعتدى على المجني عليه بالضرب حتى فارق الحياة دون نية مبيتة للقتل أو سبق التحضير للجريمة، مشيرًا إلى نص المادة 236 من قانون العقوبات على أنه يعاقب بالسجن من 3 إلى 7 سنوات كل من ارنكب جريمة الضرب المُفضي إلى موت، وتقل العقوبة إلى 17 عامًا من السجن المشدد إذا ثبت ارتكابها لغرض إرهابي.
وتابع أنهما جريمتان متشابهتان، ولأنهما جريمتان تنتهيان نهاية واحدة وهي« إزهاق الروح»، فهناك خلط كبير بينهما، إلا أن التحقيق الجنائي يبقى هو المعيار في الفرق بين الجريمتين: القتل العمد والضرب المُفضي حتى الموت.