شهادة لله وللتاريخ

إنه - ربما - لم ينصف أحد شاعرنا الكبير عبد الله البردوني - رحمه اللَّه - أعظم وأكثر مما فعل شاعرنا وناقدنا الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح حفظه الله وعافاه، وأن كل من يصطنعون صراعا ظاهرا أو خفيا أو حسدا بين هرمينا الكبيرين إنما هم مبالغون أو واهمون نسجوا صراعًا محتدمًا لا وجود له.
عودوا لما كتبه المقالح عن البردوني في كتبه ومقالاته خلال الزمن الممتد حتى اليوم، واقرؤوا كل تواضع المقالح النبيل بحضرة (الشاعر الكبير) - كما يسميه دائما - وتأملوا إجلاله الجمّ له في مقدمته لديوانه (الأعمال الكاملة).
وهو تواضع المقالح (الكبير أيضا) الذي لم يزده تواضعه وإكباره لصاحبه إلا اجلالا وسموّا ورفعة .
فالعظماء حقا يحفظون منازل العظماء أمثالهم ويقدرونهم.
والشاعران الكبيران - بحق - فخر اليمن، وكل منهما يمثل تجربة شعرية خاصة ملهمة ومختلفة عن الأخرى وهما تجربتان خصبتان تستحقان التحليق بهما عاليا عاليا.
والمقارنة أو الموازنة بين إبداعي الشاعرين الكبيرين واردة وممكنة بل واجبة، لكن في إطار الموضوعية وبروح النقد الواعي المنصف الذي يعطي للشعر وللموقف حقه من التقييم أو التوصيف العلمي الجاد .
فرفقا برموزكم يا شباب!
واعلموا أن الرمزية الشعرية والوطنية ليست (صنمية) كما يمكن أن يتوهمها بعض المتحمسين (ربما عن حسن نية) بل هو حفظ للأقدار واحترام لتاريخ ومنجز شعب وأمة يودع في بعض أبنائها الاستثنائيين.