هل يدرك اليمني محنته؟

لست متأكدا بعد سبع سنوات ان كان اليمنيون قد ادركوا ان هذه الحرب لم تقم من اجل استعادة الدولة ولا اعادة قيادات هاربة للحكم ولم يكن من اهدافها رفع العلم في مران ولم يدر في بال مخططيها تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ولم يكن القرار الشهير ٢٢١٦ قد صدر حين بدأت الحملة الجوية.
واذا ما اقتنع اليمنيون بذلك فعليهم ان يفهموا ان ما يحصل هو حرب اقليمية بالوكالة ولا اقصد هنا ان المقاتلين المحليين بدون قناعات يرونها وطنية كل حسب توجهاته بل على العكس فإن القوى الاقليمية الممولة لهذه الحرب استغلت حماستهم ويقينهم فاستخدمتهم وقودا رخيصا مقارنة بحرب مباشرة بينها لان المقاتل اليمني كلفته منخفضة جدا مقارنة بنظرائه في العراق ولبنان وسوريا ثم ان الدماء التي ازهقت لا تزعج احدا والدمار الذي احدثته لا يهتم به العالم الا من باب الشفقة.
هذه الحرب الطويلة العبثية جعلت العالم ينظر الينا كمجموعة من الفقراء المرضى الجياع بدون سلطة قادرة على القيام بمسؤولياتها الاخلاقية والوطنية ولا يتحدث عن اليمن كمصدر لثروات يجب التحكم فيها ولا عن قدرات من الضروري كبحها… هو في ضميرهم وتفكيرهم مجرد بلد يحتاج الى مساعدات انسانية وادوية واسقفا مؤقتة تحمي العاجزين من حرارة الشمس والمطر.
اليمن صار محكوما بقيادات في صنعاء وعدن والرياض تخلت عنه في ضميرها وعقلها ولم يعد يمثل لها الا مساحة جغرافية ينهبون ما يستطيعونه وقضية يقتاتون منها مع اسرهم للاثراء منها، فهل يستفيق اليمنيون في لحظات سكرات الموت الاخيرة؟.