الأحد 27 أبريل 2025 11:09 مـ 29 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

توجيه البوصلة وأولوياتنا الوطنية

الإثنين 27 يونيو 2022 09:17 صـ 28 ذو القعدة 1443 هـ

كل يوم تظهر حملة في الفيسبوك تجر الجميع للحديث حول قضية معينة، وهذا مؤشر أن مواقع التواصل الاجتماعي تصنع الرأي العام، الذي هو مؤثر في صناعة القرار السياسي.

لكن المؤسف أن الأهداف التي تتشكل منها الحملات إما غير مجدية للحاجة اليمنية في حالة الحرب، أو أنها تتحول إلى ضرر مجتمعي وتنعكس لصالح الانقسامات والميليشيات الداعمة للتقسيم.

لنبدأ مثلا من المحطة الأخيرة التي استقطبت جباهذة الاعلام والسياسة ، وما يدور حول التنمية البشرية وتدريب المتدربين في دورات المنظمات المحلية ومنظمات المجتمع الدولي .

والمعروف أن هناك سخطا شعبيا كاتما اتجاه أداء هذه المنظمات، وبدلا من التركيز على عمليات التمويل المشبوه والفساد ومخرجات المشاريع والدعم الهائل للميلشيات عبر المنظمات ، والمطالبة بتفعيل أدوات الحكومة والاعلام والمتطوعين في الرقابة ؛ ذهبنا لننشغل بالاجابة عن سؤال عقيم، هل التنمية البشرية مهمة والتدريبات ذات جدوى أم لا؟

قبلها كانت هناك يقظة في مواجهة السلالة والهاشمية السياسية وتيار الإمامة الذي عاد لحكم اليمنيين ويموت كل يوم العديد منهم في حروب توطيد وتوسيع حكمها بين القتل والتشريد والجوع والمرض، فذهبت الحملات بعيدا عن بوصلتنا الوطنية الى الانتقاص من الدين والمقدسات، واستغل الهاشميون الممولون من إيران ذلك ليخضعونا بتهم الردة والكفر والإلحاد كما حصل مع أجدادنا!

هناك الكثير من الحملات الناجمة عن وعي شعبي مثل تتبع أخطاء الحكومة والتحالف وفساد الاتصالات والبنك المركزي وإصلاح منظومتي الجيش والأمن ، فتتحول إلى حملات اتهامات متبادلة داخل الصف الوطني .

لذلك فأمامنا لترتيب وتقنين وتعديل وتوجيه بوصلة الحملات الاعلامية الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي ، نحتاج مرجعية اعلامية وقانونية وسياسية تدعم وتساعد في توجيه تلك الحملات، والتخلي عن التمترس وتصفية الحسابات وتحديد الاولويات باعتبار هناك عدو واحد فقط هي تلك الميلشيات التي انقلبت على الدولة واحتلت ايران عبرها أرضنا ، كما علينا اغلاق كل الغرف الممولة والتي نشأت في ظروف الخلاف والصراع السياسي ، كغرف مواجهة العفافيش وغرف الحرب على الاخوان وغرف افشال الانفصال وغرف دعم الامارات او مواجهة الامارات وغرف دعم السعودية او مواجهة السعودية ، لأن كل الاسباب التي ادت الى هذه الكولسة انتهت محليا باتفاق تشكيل مجلس رئاسي في مايو الماضي، وانتهت اقليميا بالمصالحات بين الدول الممولة للاعلام والاعلام المضاد، ولم يبق هناك عدو لليمنيين والمنطقة سوى إيران وميليشياتها.