الإثنين 28 أبريل 2025 06:19 صـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الاستهانة بالفساد أهانت المنتخب اليمني في خليجي25

الإثنين 9 يناير 2023 02:51 صـ 17 جمادى آخر 1444 هـ


منتخبنا من أوائل الواصلين للبصرة، ورغم معرفة القائمين على المنتخب بالجو البارد إلا أنهم لم يوفروا بدلات ثقيلة للاعبين.

قال المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب لمذيع عراقي، إنه كان يود تدفئة اللاعبين ببطانيات لولا خوفه من الاستغلال الإعلامي لذلك بشكل سلبي.

عدم وجود ملابس ثقيلة للاعبين لا يعني أن منتخبنا لا يمتلك قيمة ملابس، وإنما يعني مدى إهمال القائمين على المنتخب، هذا الاستهتار هو ما يؤثر على نفسية اللاعبين ويجب أن يعلم ذلك العيسي والمصدر المسؤول في الاتحاد صاحب بيان إثبات امتلاك اللاعبين للكسارات الواقية للساقين.

ربما إذا تم إخبار اللاعبين قبل السفر للبصرة بأن الجو بارد هناك، سيحرصون بأنفسهم على اصطحاب ملابس ثقيلة كما فعل بقية الإعلاميين اليمنيين الذين حضروا متأخرين إلى البصرة.

غياب البدلات الثقيلة للاعبين والتي تسببت بإصابة بعضهم بنزلات برد، يؤكد أن هناك فساد إداري واضح، وهذا الفساد ليس وليد اللحظة، ويكشف في الوقت نفسه مدى الإهمال الذي يتعرض له المنتخب.
وبدلاً من محاسبة المسؤولين عن هذا الفساد وإحالتهم للتحقيق، ستنشغل قيادة الاتحاد في كيفية التبرير للرأي العام ومهاجمة المنتقدين للفساد والتقليل من شأنه.

يحرص لاعبو منتخبنا على تقديم أفضل ما لديهم وكثيراً ما يظهرون بمستوى أكبر من المتوقع، فمثلاً أمام السعودية كنا قبل المباراة نريد أداء بسيط فقط بغض النظر عن النتيجة، لكن طموحات الجمهور اختلفت أثناء المباراة وأصبحنا نطالب بتسجيل أهداف والفوز أو التعادل، والسبب في ذلك ان اللاعبين رفعوا مستوى الطموح بأدائهم المميز ومعنوياتهم العالية وحماسهم الكبير لتغيير النظرة المرسومة عن المنتخب اليمني في كأس الخليج.

الفساد الإداري الذي ينخر في اتحاد كرة القدم محرج للغاية لليمنيين جميعاً، فإذا تفهمت الجماهير العراقية والخليجية أن منتخبنا لا يطمح لتحقيق نتائج إيجابية ولم يأتِ سوى للمشاركة فقط في كأس الخليج كما جرت العادة، كيف سيمكن إقناعهم أن عدم وجود بعض الإمكانيات البسيطة سببه الفساد وليس عدم وجود الدعم.

يمكن الحديث عن عدم وجود الدعم عندما يتعلق الأمر بإقامة المعسكرات التدريبية والمباريات الودية، فليس هناك أي تحرك من قيادة الاتحاد للبحث عن دعم للمنتخبات الوطنية، وأصبح التعامل مع اتحاد الكرة وكأنه شركة خاصة بالشيخ أحمد العيسي.

قيادة الاتحاد اليمني لكرة القدم لم تعد صالحة للاستمرار أكثر، واعتدنا تغطية فشلها عندما يصبح فضيحة وتحديدا مع المنتخبات الوطنية بمحاولة امتصاص غضب الشارع عبر تغيير المدربين، بينما المشكلة الحقيقية ليست في أي مدرب، بل في قيادة الاتحاد نفسها.

ما يقدمه العيسي الان للكرة اليمنية من دعم شخصي ليس مبررا ليستمر رئيسا لاتحاد الكرة، يجب على رئيس الاتحاد أن يتفرغ لإدارته ويسعى لتطوير الكرة اليمنية عبر برنامج ورؤية واضحة، والعيسي يستطيع أن يدعم الرياضة والمنتخبات بصفته رجل أعمال عاشق للرياضة، وليس بالضرورة أن يكون أي تاجر أو رجل أعمال في رأس الهرم الرياضي بالبلاد لمجرد أنه يحب الرياضة.

بمعنويات اللاعبين وحماسهم وذكاء المدرب انتهت مشكلة التوكتوك والمرسيدس، عندما ظهروا بمستوى لم يكن أحدا يتوقعه، ورأينا منتخبنا نداً للأخضر السعودي، ليصبح المرسيدس في مواجهة مرسيدس رغم انه لا يمكن المقارنة إطلاقاً بين المنتخبين السعودي واليمني من حيث الاهتمام والإمكانيات ووجود دوري محترفين في المملكة مقابل عدم وجود دوري من أساسه في اليمن، وبعيدا عن المشاعر فحتى التوكتوك ليس موجودا وكان المدرب مبالغا عندما ذكر التوكتوك، ومع ذلك ظهر المنتخب اليمني بمستوى كبير وهدد مرمى السعودية بأكثر من فرصة.