الأحد 27 أبريل 2025 11:00 مـ 29 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

كمن يبيع ولده.. الكاتب ‘‘العمراني’’ يلجأ لبيع كتابه الثاني ليصبح باسم شخص آخر بسبب وضعه المادي والصحي المنهار

الإثنين 8 يناير 2024 09:55 صـ 27 جمادى آخر 1445 هـ

لجأ كاتب وباحث يمني لبيع الملكية الفكرية لكتابه الثاني ليصبح باسم شخص آخر، من أجل الحصول على مبلغ مالي يسد حاجته.
وقال الكاتب والقاصّ محمد مصطفى العمراني، الذي يعاني من عدد من الأمراض المزمنة، أبرزها السكري ومشاكل في عضلة القلب، إلى جانب الديون المتراكمة، إنه يرغب في العيش في المنفى الذي سيوفر له الحد الأدنى من أساسيات الحياة ، "وهو على كل حال لن يطول لأسباب كثيرة أولها صحتي التي تدهورت كثيرا ولن أتحدث أكثر من هذا".

وأشار الكاتب والأديب العمراني الذي أنجز خلال السنوات الأخيرة أكثر من 10 مؤلفات أدبية، إلى حاجته التي أجبرته على بيع أحد كتبه ليتم نشره باسم شخص آخر.


وأضاف القاصُّ العمراني في مقال نشره "المشهد اليمني": "قبل سنوات ألفت كتابا قضيت فيه عدة أشهر بلياليها وأيامها وأنا غارق بين الكتب والمراجع والمصادر ، وضعت فيه عصارة ذهني وخلاصة جهود مضنية ثم وجدتني مضطرا لبيعه لينشر باسم شخص آخر .!".

وأكد الكاتب العمراني أنه كان "في حاجة ماسة للمال وبعت الكتاب بثمن بخس مقارنة بما فيه من الجهد الكبير" .. مضيفًا: "بعد ذلك طبع الكتاب في الخارج ونال صاحبه من الشهر والامتيازات والأموال ما زاد حزني وحسرتي عليه رغم اني كنت في حالة من الضرورة حيث أغلقت أمامي كل الأبواب وبقيت لأشهر عاجزا عن شراء قرص علاج ناهيك عن غيره من أساسيات الحياة".

ووصف الكاتب والأديب العمراني حالته حينها كمن يبيع ولده ليصبح "باسم شخص آخر وقد نجح وصار يشار إليه بالبنان بينما أنت تنظر إليه من بعيد ولا تجرؤ على الاقتراب منه ، ترمقه بنظراتك وتذرف الدمع وتعض بنان الندم".

وأفاد الكاتب العمراني أنه أصبح اليوم مضطرا لبيع كتابه الثاني "الذي يعز علي بيعه ولدي يقين أنه سينجح وسيصبح شيئا مذكورا بإذن الله ، وبأنني سأحزن عليه ولكن المضطر يأكل الميتة ويركب الصعب والحمد لله على كل حال".

واختتم الكاتب العمراني رسالته بإعلان التوقف عن الكتابة إلى أجل غير معلوم، وذلك نتيجة حالته الصحية والمادية المتردية وعجزه عن توفير الدواء لإنقاذ حياته.

يشار إلى أن الكاتب محمد مصطفى العمراني تعرض لانتكاسات صحية مفاجئة خلال السنوات الأخيرة، بسبب الارتفاع الحاد في السكري الذي تسبب له بفشل في عضلة القلب وبداية انسداد في الشرايين التاجية وإلتهاب حاد في الأطراف وضعف في النظر ومضاعفات أخرى ، ولم يتمكن من السفر إلى الخارج للعلاج.

وفي وقت سابق ناشد الكثير من الباحثين والإعلاميين الجهات الرسمية والأهلية التفاعل مع الباحث العمراني وتقديم منحة مالية له ليتمكن من السفر للخارج للعلاج ولكن دون أي تفاعل يذكر من أي جهة رسمية أو أهلية.

ويعد العمراني من أغزر الكتاب اليمنيين وأكثرهم نشاطا وصدرت له عدد من المجموعات القصصية وكتاب عن علامة اليمن الراحل القاضي محمد بن اسماعيل العمراني رحمه الله وكتاب عن الدولة الرسولية في اليمن وآخر عن أرخبيل سقطرى.

موضوعات متعلقة