الإثنين 28 أبريل 2025 02:24 صـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

من أسقط طائرة الرئيس الإيراني ”إبراهيم رئيسي” وتسبب في مصرعه ”؟

الإثنين 20 مايو 2024 06:43 مـ 13 ذو القعدة 1445 هـ

تناقض رهيب ،وعجيب وغريب شهدته مختلف وسائل الإعلام الإيرانية عقب سقوط الطائرة المروحية ، التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ، ومعه وزير الخارجية عبد اللهيان وإمام مسجد تبريز ، بالإضافة الى محافظ منطقة أذربيجان الإيرانية .

ففي الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام إيرانية إنه تم العثور على الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي وطاقم الرئاسة الذي يضم وزير الخارجية ومسؤولين آخرين، بعد سقوط المروحية التي كانت تقلهم في محافظة أذربيجان الشرقية، لكن سرعان ماقامت تلك الوسائل الإعلامية بحذف الخبر .

ليخرج وزير الداخلية الإيراني عن صمته ويقول : "لا نزال ننتظر المزيد من التفاصيل"، وأضاف: "هناك صعوبة في الاتصال مع فريق الرئيس بسبب طبيعة المكان الجغرافية"، أما وكالة "مهر" الإيرانية، فقد قالت إن "الرئيس الإيراني بخير وهو في طريقه مع كامل الوفد المرافق إلى مدينة تبريز"، وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية إن فرق الإنقاذ تصل لمكان حادث المروحية التابعة للفريق الرئاسي وعمليات البحث جارية"، فيما نقلت رويترز أن "وكالة فارس تدعو الإيرانيين للدعاء للرئيس رئيسي عقب تقارير عن سقوط مروحية كانت تقله".

وأخيرا حسم المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" الأمر ووجه رسالة تعزية بعد الإعلان رسميا عن مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له في حادث تحطم مروحيتهم في شمال غرب إيران، ولم يتهم "خامنئي " وهو يعزي الشعب الإيراني، أي جهة ، لكنه دعا إلى انتخابات خلال 50 يوما، معلنا أنه بحسب المادة 131 من الدستورالإيراني، يتولى نائب الرئيس محمد مخبر إدارة السلطة التنفيذية ويتعين عليه الترتيب مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لانتخاب رئيس جديد خلال مدة أقصاها خمسون يوما.

إلا أن صحيفة " يديعوت احرنوت" الإسرائيلية ، سبقت إعلان المرشد ، وكانت اول وسيلة إعلامية في العالم ، اعلنت عن وفاة الرئيس الإيراني ، مباشرة بعد سقوط طائرته المروحية ، ولم تكتفي الصحيفة بإعلان وفاته رسميا فحسب ، بل سارعت لتؤكد إن إسرائيل لا ناقة لها ولا جمل فيما حدث ، وأشارت الى ان بعض الدوائر الإيرانية تسعى لتحميل إسرائيل نتيجة ما حدث وانهإ هي التي خططت ونفذت تلك العملية للقضاء على الرئيس الإيراني ومرافقيه خلال تلك الرحلة.

وسبب خوف إسرائيل ، هو ان مسؤول إسرائيلي كبير كان قد هدد في وقت سابق، إن أي ضربة ستوجهها إسرائيل إلى إيران سوف تنطلق من جمهورية "أذربيجان " المحاذية للحدود مع إيران ، خاصة وإن الرئيس الإيراني رئيسي كان قد إجتمع قبل لحظات من سقوط طائرته مع الرئيس الأذربيجاني ، وقاما بافتتاح سد عملاق على الحدود بينهما ، وما ان انتهى اللقاء وركب رئيسي طائرته ، حتى وقع الحادث وسقطت طائرة الرئيس الإيراني .

وإسرائيل أجبن من ان تقوم بعملية خطيرة ومغامرة كبيرة ، وتتجرأ على اغتيال رئيسي ، خاصة وانها عجزت وجبنت ان ترد بأي رد عسكري، بعد الهجوم الإيراني الكبير بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل ، كما ان إسرائيل عجزت عن الرد والتزمت الصمت تماما ، حين أعلن السفير الإيراني في العاصمة النمساوية "فيينا" ان إيران ستدفن إسرائيل في البحر إذا هي تجرأت على مهاجمة الأراضي الإيرانية.

مراكز ابحاث عالمية ، كانت قد نشرت تقارير تعطي الانطباع ، بأن سقوط مروحية "رئيسي" ليس ورائها إي جهة او دولة ، وانما هو عمل داخلي ، وكشفت تلك المراكز ان هناك خلاف كبير بشأن تولي منصب المرشد الإيراني الأعلى بديلا للمرشد الحالي "علي حامنئي" وتقول تلك المراكز في أبحاثها ، إن رئيسي يمتلك حظوظ كبيرة لتولي منصب المرشد ، وانه دخل في خلاف شديد مع نجل "خامنئي" ويدعى مجتبا، الذي يريد أن يصبح خليفة لأبيه ويصبح مرشد الثورة الإيرانية ، بعد وفاة والده.

لكن الجميع يعلم إن إيران لها هيكلية معينة في سياستها الدولية والإقليمية ، ولا تتغير هذه السياسة ، وان هناك أمور لا يمكن تغييرها او تبديلها مهما كانت صلاحية الرئيس الجديد في إيران ، وحتى المرشد الأعلى لا يستطيع الخروج عنها ، ولذلك فأنا اعتقد إن سقوط طائرة الرئيس الإيراني ، هو قضاء وقدر ، مثلما يحدث لأي شخص ، وإن طائرات الرؤساء والملوك والأمراء وزعماء الدول ، ينطبق عليهم قول المولى سبحانه وتعالى " ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ وهو القانون الرباني الذي يسري على كل الناس بما فيهم الزعماء والرؤساء ، وحتى أنبياء الله ورسله .

موضوعات متعلقة